وقال ممثل العتبة المقدسة أحمد الشيخ في كلمة له إنّ "المهرجان يسعى إلى ما هو أبعد وأعمق، وذلك بالسعي لمزج الرؤى الدينية والحوزوية مع الرؤى الأكاديمية بغية الخلوص بالمضامين الفكرية والأخلاقية والثقافية التي جسدتها السيّدة الزهراء (عليها السلام)".
وأضاف أنّ "العتبة العباسية المقدسة تسعى جاهدة لاستثمار هذه المناسبات الدينية من أجل بلورة خطاب إنساني علمي ومنهجي، لاسيما في الجامعات والمعاهد الأكاديمية، هذا الخطاب يستهدف الطالب والطالبة فيها لتحصينهم من مؤثرات الخطاب الشيطاني الذي تقوده قوى الشر في العالم مستفيدة من امتلاكها المال والتكنولوجيا الحديثة والسطوة الإعلامية والدعائية والعسكرية".
وتابع بالقول أنّ "من أدوات قوى الشر في السيطرة على البشر وفي المقدمة منهم الشباب تلك الأسلحة الناعمة والخبيثة والمدمرة في الوقت نفسه، التي نجدها في إشاعة المفاسد ونشر الانحلال الأخلاقي من الإباحية والمثلية والمخدرات والمسكرات وترويج الابتذال والجريمة والحثّ على التنكر للمُثل والأعراف والأخلاق السماوية والإنسانية والثقافية والحضارية".
وأكمل الشيخ أنّ "هذا الزمن الذي نعيشه اليوم يمثل تحدياً شرعياً وأخلاقياً وعلمياً وإنسانياً بشكل عامّ لإنقاذ الإنسان المعاصر الذي بات رهين غياب الوعي، وتحوله إلى آلة عبادة عمياء لهذا الخطاب الذي صار معروفاً بالنظام العالمي الجديد، والذي يغذي البشر المستجيبين له بالمفاهيم البراقة من دون أن يدركوا ما تشتمل عليه من أدوار".
إنّ المهرجان يرفع لافتة متشرفة بمعنى الصدّيقة ومضامين مقامها، ليمثل دعوة مفتوحة لكلّ مسؤول من موقعه الديني أو الأكاديمي للتفاعل الجاد في تقديم خطاب تنويري وتوعوي ناهض، لا يقف عند كلمات وتعابير بلاغية ينتهي تأثيرها بانتهاء زمنها المحدود، بل يجب أن يمتد ليشكل هاجسا تفاعلياً مستمرّاً في وعي الإنسان، وهذا الهاجس هو قوام المبدأ الإيماني الذي نطمح إلى تثويره في نفوس النشء من أبنائنا وبناتنا. هذا ما أكّد عليه الشيخ.
ويستمرّ المهرجان لثلاثة أيام يشهد خلاله عدداً من الفعاليات منها بحثاً أكاديمياً عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ومعارض للكتب والصور وعرض لبعض محتويات متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، ومحطّات فتية الكفيل الثقافية الخاصّة بطلبة الجامعات العراقية، وفقرات شعرية وتواشيح دينية، ومسابقة الصديقة الكبرى الثقافية، وندوات حوارية ثقافية.