السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات الكرام ورحمة الله وبركاته.
حديثنا عن الامام المهدي(عج) آخر الائمة الاثني عشر، ولد الامام المهدي عام 255 من الهجرة واخفى الله سبحانه وتعالى ولادته واخفى حمله ايضاً وطبعاً هذه الحالة مخالفة للطبيعة، ونسميه بالغيب يعني حالة خارج القواعد والنظم طبعاً هذه لم تكن اول مرة في تاريخ الاسلام وفي تاريخ البشرية، الله سبحانه وتعالى هو صاحب اليد مثلاً هذه الحالة حدثت للنبي موسى، الله سبحانه وتعالى صيانة لحياته من السلطة انذاك سلطة انذاك سلطة فرعون وفرعون كان يتابع النساء الحبالى ويستقصي النساء الحبالى ويقتلهن للقضاء على موسى لكن الله اخفى حمله ولم تكن امه وهي حامله به وفي ايام ولادته يظهر عليها اي اثر للحمل، هكذا تقول الكتب والسير والتفاسير كتب الاخبار كذلك بالنسبة الى الامام المهدي الحالة مشابهة السلطة العباسية اعتقدت بان زوال ملكها وزوال سلطانها على يد المولود الامام المهدي وصلتهم المعلومات من المتفألين من القراء الكف من السحرة، رجال الشعبذة والذي يتعاملون مع الجن ومن هذا القبيل فاذن الله اخفى حمل امه. 
الامام المهدي هو المصلح الاعظم الذي يقيم ما اعوج من نظام الدين ويملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يعني يصل الانحراف والشذوذ عن الدين وعن مفاهيم القرآن بحيث الارض تملأ ظلماً وجوراً واي ظلم اكثر من الشذوذ والانحراف عن قواعد الله واحكام الله "ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون" و "ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون" "ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون"، فاذن الكفر بعينه الظلم الفسق باعتبار الحيادة نعوذ بالله الابتعاد عن احكام الله وطبعاً عندنا الحديث يأتي بقرآن جديد ودين جديد حتى ان بعض ذوي الاقلام الرخيصة يفسرون الحديث على ظاهرة ويقولون يأتي بدين جديد وقران جديد فسروها على هواهم ونزواتهم لا يأتي بقرآن جديد بهذا المعني انك تأتي الى مسلم منحرف لما ترشده وتقول له هذا حلال وهذا حرام ماذا هل اتيت بدين جديد، في الواقع الدين هو هو لكن لكثرة الابتعاد عنه والتصرفات التي هي ابعد ما تكون عن القرآن بحذافيره تشعر الامة ان هذا قران جديد لما يفرض احكام الاسلام بشكلها الطبيعي يقول الناس هذا اسلام جديد فاذا النبي بشر به من خلال احاديث تجاوزت حد التواتر اللفظي والمعنوي وموجودة في كتب التاريخ مثل ما بشر النبي ببقية الائمة بشر به وبشر بأمامته وطبعاً الاعتقاد بامامة الامام المهدي هذا جزء من رسالة الاسلام يعني من ينكر موضوع الامام المهدي فقد انكر الاسلام لان الخامس من اصول الاسلام الامامة، وهو الامام الثاني عشر وهو حيّ ينتظر امرالله سبحانه وتعالى ليظهر ويطهر الارض من الفساد، اما كيف بقي الى الان؟
طبعاً فوق هذا كله ارادة الله هو خالق هذا الانسان ولو قدر الله للانسان ان يعيش وارادة الله قضت بذلك يعيش وتستمر اجهزته البدنية تعمل بكامل طاقتها بلا كلل استجابة لا وامر الله، ثم هذا لمل نعرضه الامر للعادة نرى ان التاريخ يقر هناك كتاب اذا يحب البعض ان يراجعه "المعمرون" لابي حاتم السجستاني هذا يذكر مجموعة من الاشخاص عرفوا بطول اعمارهم، النبي نوح مثلاً الف واربعمئة سنة، لقمان ثلاثة الاف سنة الامام المهدي الالف وخمسمئة سنة، ذو القرنين ثلاثة الاف عام، السجستاني يذكر في هذا الكتاب اكثر من مئتي نفر عمروا اكثر من خمسمئة عام اضف الى ذلك نحن نرجع الى عيسى، عيسى الف وتسعمئة وثماني وتسعين معناه عشرين قرن، والروايات تقول بان عيسى حي القرآن يقول: "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم"، اعتقادنا بانه يظهر مع الامام المهدي ويصلي خلفه لا فقط عيسى بل الخضر اسمه الحقيقي جرجيس سمي بالخضر كلما وقف على ارض جرداء اخضرت. 
جرجيس، في رواياتنا واحاديثنا ومعتقداتنا انه هو باقي وعلى قيد الحياة "الله خالق الخلق وهو وليهم يحي من يشاء ويميت من يشاء"تحمل الامام المهدي الامامة وثقل الامامة ومسؤولية الامامة وهو طفل كيف تحمل الامامة هذه المسؤولية وهو طفل، طفل بالمقياس الذي نراه نحن يعني مقياس احجام الاجساد لكن كما نرى نحن انساناً وزنه مئتي كيلو وطوله مترين لكن عقله عقل طفل في عمر سنة يقوم بتصرفات طفل ذو سنة واحدة، هناك العكس بعض الاطفال هم صغار لكن قدراتهم نبوغاتهم قابلياتهم تضاهي ذوي الخمسين عام، العقل شئ والبدن شئ القوي المعنوية شئ والعضوية شئ، من بعد ذلك تدخل ارادة الله ولكن هذا الطفل الذي بالمهد رضيع في المهد. 
وشاء الله لما شاهد الله يوسف مظلوماً وقع ضحية ذاك الافتراء وتلك التهمة واذا هذا الطفل الرضيع بالمهد ينطق "وشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين" وجاءوا ووجدوا قميصه قد من دبر، وتقول الروايات هو لم يعلم شخصه قد تشاهد فلا تشخصه فكان هؤلاء نوابه يتبادلون معه الرسائل وحدثت الغيبة الكبرى بعد وفاة نوابه الاربعة وقد اناب(ع) الفقهاء والصالحين ارادة الامة من يعني نسميه نائب الامام الفقيه الشجاع الورع الذي يخاف الله ولا يخاف غيره، تقي صائن لنفسه وصفاته مواصفاته موجودة في كتب الفقه، شجاع غيور على دين الله واحكام الله مستقل في قراراته وارادته ولا يقبل ان يملى عليه رأى من ظالم من جائر من قريب من صهر من ولد من صديق ومن هذا القبيل وانما مستقل برأيه لا يسوقه في فتاواه الا الورع والخوف من الله. 
يقول الشاعر مخاطباً الامام المهدي: 

غضب الا له وانت رحمته

يا رحمة الله اسبقي غضبه

وآخر يخاطبه: 

يا هلالاً غائباً عن كل عين

وضياءاً غائباً قم ونادي يا حسين

اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من انصاره واعوانه والمقاتلين بين يديه. والسلام عليه وعليكم ايها المؤمنون الكرام ورحمة الله وبركاته. 

*******