موضوع البرنامج:
رواية بشأن الامام الحسن العسكري
أدخال السرور على قلب الأمام العصر(عج) من صفات انصاره
شأن دعاء الندبة
نقل الرؤيا من آية الله الأصفهاني في كتابه (مكيال المكارم)
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله تعالى وبركاته ـ تحية طيبة نفتتح بها الحلقة الخامسة والثلاثون بعد الثلاثمائة من حلقات برنامجكم هذا الذي نرجوا أن ترفدوه بالمزيد من مساهماتكم وأقتراحاتكم المفيده خدمت لأمام زماننا أرواحنا فداه ، وفي هذه الحلقة نقدم لكم أعزائنا في الفقرة الأولى منها رواية بشأن تمثل الأمام الحسن العسكري(ع( بشعرٍ له أرتباط بالقضية المهدوية والفقرة الثانية نلتقي بصفة أدخال السرور على قلب الأمام العصر)عج( وهذه من صفات انصاره عليه السلام، ونختتم اللقاء بنقل رؤيا آية الله الأصفهاني وأمر الأمام له بتأليف كتابه القيم (مكيال المكارم) وقبل ذلك نحاور ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند بشأن بعدٍ آخر من أبعاد دعاء الندبة الشريفة.
المذيع: روت المصادر المعتبرة مستمعينا الكرام، رواية ذكرت أن الأمام الحسن العسكري(ع) والد مولانا المهدي تمثل وهو في سجن الخليفة العباسي بثلاثة أبيات من الشعر أشار فيها أن المهدي المنتظر سيولد له على الرغم من كل الجهود الكثفة التي كانت تبذلها السلطات العباسية لمنع هذه الولادة المباركة. فهذه السلطات كانت تعلم أن الأمام الحسن العسكري)س) هو الأمام الحادي عشر من ائمة العطرة النبوية الطاهرة والثامنة من ولد الحسين و أن انبه هو الأمام الثاني عشر من ائمة العطرة والتاسع من ولد الحسين(ع) أنه هو المهدي الموعود الذي بشر به النبي الذكرم(ص) وأخبر انه هو الامام الثاني عشر من خلفائه الأثني عشر وأنه التاسع من ولد الحسين (ص) صلوات الله عليهم أجمعين وكان حبس السلطات العباسية للأمام العسكري(ع) وبصورة متكررة وأخضاعه للمراقبة المشددة والمستمرة من جملة جهودها لمنع ولادة نجله الموعود بالأقتصاص من الظالمين وأقامة الدولة المحمديه العادلة.
المذيع: جاء في هذه الرواية التي نقلها القطب الراوندي في الخرائج والحر العاملي في الفصول المهمة وغيرها عن عيسى بن صبيح قال: دخل الحسن العسكري علينا الحبس وكنت به عارفاً فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويوماً وكان معي كتاب عليه تاريخ مولدي واني نظرت فيه فكان كما قال، ثم قال: هل رزقت ولدا قلت لا فقال اللهم أرزقه ولداً يكون له عضدا فنعم العضداً الولد ثم تمثل(ع) من كان ذا عضدٍ يدرك ظلامته، أن الذليل الذي ليست له أعضد، قلت له ألك ولد قال أيه والله سيكون لي ولدأ يملأ الأرض قسط وعدلاً فاما الأن فلا ثم تمثل وقال: لعلك يوماً ان ترانى كأنما بني حوالي الأسود اللوابد، فأن تميماً قبل أن يلد الحصى أقام زماماً وهو في الناس واحد.
المذيع: يشير الأمام(ع) في هذه الأبيات الى أحد أبعاد دور نجله المهدي المنتظر(س) وهو رفع المظلومية الفظيعة التي فرضها الطواغيت على مدى التاريخ الأسلامي ومنذ وفاة الرسول الأكرم على عطرته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين وفي ذلك مقدمة ضرورية لأقامة القسط والعدل في الأرض كما يشير الأمام العسكري (س) في هذه الأبيات الى حتمية تحقق من ذلك على الرغم من كل الظلمات التي فرضها ويفرضها الطواغيت وتقتيلهم وتشريدهم للعطرة النبوية الطاهرة فولادة المهدي الموعود متحققة لا محال وظهوره الموعود متحقق لا محال لأرتباطه بأرادة الله الغالب على امره وقد أشار الأمام(ع) في البيت الثالث الى نموذج يعرفه العرب وهو أن تميماً قد بقي بلا ذرية مدة طويلة حتى ظن الجميع أنه سينقطع نسله ولكنه عندما ولد ولده المسمى الحصى أصبح جده أحدى كبريات القبائل العربية بعد قليل ننتقل أحبائنا الى الفقرة التالية.
المذيع: رؤي في كتاب الأحتياج عن الشيخ الموثوق أبي عمر العمري أول سفراء الحجة المهدي(ع) في غيبته الصغرى أنه قال تشاجر أبن أبي الغانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف أي خليفة الأمام الحسن العسكري(ع) فذكر أبن أبي غانم أن ابا محمد العسكري مضى ولا خلف له ثم أنهم كتبوا في ذلك كتاباً وأنفذوه الى الناحية المقدسة أي الى الأمام المهدي فاورد الجواب بخطه صلى الله عليه وعلى آبائه وهو: بسم الله الرحمن الرحيم ـ ووهب لنا ولكم روح اليقين وأجارنا وأياكم من سوء المنقلب أنه أنهي الي ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمرهم فاغمني ذلك لكم لا لنا، وسائنا فيكم لا فينا لأن الله معنا فلا فاقة بنا الى غيره والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا وجاء في رسالة الأمام المهدي(عج) الأولى للشيخ المفيد فليعمل كل أمرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا تبين هذه النصوص الشريفة أحدى الصفات المهمة لأنصار المهدي أروحنا فداه وهي اهتمامهم بتجنب كل الأعمال التي تسبب أذى امام زمانهم وتؤدي الى الأبتعاد عن محبته وما يؤذي الأمام هو الوقوع في المعاصي وما لا يرضي الله عزوجل أوالوقوع فيما يشين المؤمن ولا يناسبه وقد ثبت في القرآن والسنه أن أعمال الناس تعرض على أمام زمانهم فهو مطلع عليها يسموه أقبالهم على الأعمال الصالحات وأجتنابهم الفتن وعملهم لطاعة الله ويسوء وقوعه في خلاف ذلك لحرصه على خيرهم وصلاحهم ودفع الأذى عنهم.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم ـ السلام عليكم أحبائنا ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات البرنامج نستضيف فيها سماحة الشيخ محمد السند اهلاً بكم سماحة الشيخ.
الشيخ محمد السند: أهلاً و سهلاً بكم والسلام عليكم ورحمة الله.
المذيع: سماحة الشيخ بعد أن بينتم في الحلقات السابقة اعتبار سند دعاء الندبة الشريف وكذلك القرائن التي تدل على انه من الأدعية التي لا يمكن أن تصدر الا من المعصومين نتيجة لقوة المتن وأنسجام المضامين وتناسب هذا المتن مع ما صدر عنهم سلام الله عليهم في الأحاديث الشريفة الأخرى ننتقل الى قضية أخرى وهي قضية نفس متن الدعاء ومضامين الدعاء بصورة تفصيلية فنسأل اولأ عن سر عرض الدعاء الشريف لسلسة الأولياء او الحجج الآلهين الأرتباط بين سلسلة الأنبياء الذين ذكرهم الدعاء في بدايته ثم الأنتقال الى سلسلة الائمة ثم الختام بتوجيه الخطاب الى الأمام المهدي ما هي هذه الوحدة في هذه السلسلة والأرتباط فيما بين فقراتها تفضلوا.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم ـ والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، يأتي في التدبر ذهناً في حكمة هذا الأستعراض لسلسلة الواحدة يأتي نقطتان بارزتان وأن لم يكن على سبيل الأستقصاء والحصر ولكنها أي ماكان برزتا ولعلنا نستطيع ان نستوفي في هذه الحلقة النقطة الاولى على الأقل النقطة الأولى وهي هامة جداً وهي ان فلسفة ارسال الأنبياء والرسل التي تذكر عند المتكلمين وعند المفسرين وعند المحدثين وعند الفلاسفة الاسلاميين هي عملية ارتباط بين النظام البشري والاجتماعي مع السماء فهذا الأرتباط الذي يكون عبرالنبوة او عبرالرسالة او عبر وهي بالمعنى العام سفارة الهية هذا الأرتباط أستدل عليه على لزومه وضرورته للفلاسفة في الحقبه الاسلامية بادلة متعددة قاعدة العناية او عند المتكلمين بقاعده اللطف وهي في مضمونها الهدايا السماوية في حوزة الأفعال الاختيارية في النظام البشري لأنه في حوزة وميدان ودائرة الفعل الأجتماعي أيضا الكلام لا جبر مطلق ولا تفويض مطلق وأنما أمر بين أمرين فمن ثم يأتي هنا عنصر الاختيار وعنصر المسؤولية وعنصر التكليف بشكل بين ايضا في دائرة الفعل الأجتماعي وحين إذاً في دائرة الفعل الأجتماعي لابد من أن هناك هدايا تشريعية وهدايا أيصالية ويعني ليست فقط هدايا على صعيد التشريع بل لابد أن تكون هنا هدايا على صعيد التدبير أيضا للنظام الأجتماعي.
المذيع: هدايا التدبير هي نفسها سماحة الشيخ هداية الايصال
الشيخ محمد السند: نعم هداية الأيصال.
المذيع: الايصال المقصود بها لتوضيح المصطلح تارة يرى الطريق أن هذا هو الطريق وتارة يؤخذ بيد الأنسان ويوصل مقصود بالايصالية الثانيه يعني الأخذ بيد المؤمنين وايصالهم الى أهدافهم.
الشيخ محمد السند: نعم بالضبط هو هذا المعنى الذي يمثلون له بأنه لوسأل سائل عن عنوان لمنطقه معينة تارة يخبره الانسان بأن المنطقة الفلانية في كذا تقع على بعد كذا مسافة وتارة يأخذ بيده ويوصله باختياره لا بالرجاء ولا جبر باختياره يوصله الى وهذا هو الفرق بين دور التشريع ودور التدبير والقيادة والرئاسة نعم السياسية ومن ثم حين اذاً نرى أن في مذهب الأمامية يتميز بميزة لا يكاد نجدها هذه الميزة في المذاهب الاسلامية الأخرى بل ولا في أتباع الديانات السماوية الأخرى هذه الميزة ماهي هي التي يركز عليها بالذات بشكل مركزي وبشكل قطب رحى هذا الدعاء المبارك الشريف أن عملية الاتصال بين الأرض والسماء بين النظام البشري والهدايا الربانية مع السماء هذه لايمكن أن تنقطع كما يعبر عنها في سياق الحديث بفقرات عديدة ولا سيما بهذا العنوان أين السبب المتصل بين الأرض والسماء يعني يريد أن الوحدة الواحدة بين سلسلة الأنبياء والأوصياء هي كونه طبيعة واحدة تنطبق على هذه السلسة ألا وهي سلسلة السبب المتصل بين الأرض والسماء.
المذيع: يعني سماحة الشيخ عفواً يعني هل أن المقصود هنا في الحقيقة هذا الجانب أن الدعاء يريد أن يؤكد أن الأرض لا تخلو من حجه الله تبارك وتعالى بهذا المعنى الحجة التي تكون سبباً متصلاً بين الأرض والسماء.
الشيخ محمد السند: بالضبط وهو الرابط بين النظام الاجتماعي والمسيرة البشرية والسماء كرابط موصل نعم ويتحقق في ضمن الهدايا التشريعة والهدايا التدبيرية أي الهدايا الايصالية.
المذيع: سماحة الشيخ عندي هذه النقطة وهي نقطة مباركة لو سمحتم نختم الحديث في هذه الحلقة بأعتبار أن الوقت المخصص لهذه الفقرة انتهى اذاً النقطة الأولى والأسلاسية من ذكر الأنبياء وسلسلة الأئمة أن الدعاء يريد ينبه المؤمنين الى ان امام زمانهم هو السبب المتصل بين الأرض والسماء جزاكم الله خيراً الى ما تبقى من فقرات البرنامج.
المذيع: نتابع مستمعينا الأكارم تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ونصل الى الفقرة الأخيرة وفيها ننقل احدى مصاديق قيام الأمام المهدي أرواحنا فداه بالهداية الى الحق وتثبيت المؤمنين على الصراط المستقيم من خلال دفع العلماء الصالحين الى تأليف الكتب النافعة في ذلك بأساليب متنوعة منها التجلي لهم في عالم الرؤيا الصادقة وأمرهم بذلك كما جرى مع العالم الورع الزاهد التقي آية الله السيد محمد تقي الاصفهاني مؤلف كتاب مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم الذي يعد من اكثر الكتب نفعاً في ما يرتبط بتكاليف المؤمنين في عصر الغيبة وواجباتهم تجاه امام زمانهم، قال رضوان الله عليه في مقدمة كتابه أن أحق الأمور وأوجبها عقلاً وشرعاً أداء حق من له حقٍ عليك ولا ريب أن أعظم الناس حقاً علينا من جعل الله تعالى معرفته تمام ديننا والاذعان له مكمل يقيننا وانتظار فرجه أفضل أعمالنا وزيارته غاية آمالنا أعني صاحب الزمان وحامل راية العدل والاحسان وقد ذكرت في الباب الثامن من كتاب أبواب الجنات في آداب الجمعات نيفاً وثمانين من الفوائد الدنياوية والخروية المترتبة على الدعاء لفرجه صلوات الله عليه ثم سنح لي أن أفرد لذلك كتابا يشتمل على تلك الفوائد فعاقني عن ذلك نوائب الزمان وتوارد الأحزان حتى تجلى لي في المنام من لا أقدر على وصفه بالقلم والكلام أعني مولاي وامامي المنتظر وحبيب قلب المنكسر وقال لي ببيانٍ ابهج من وصل الحبيب ألف هذا الكتاب وليكن باللغة العربية وأجعل أسمه (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم) فانتبهت كالعطشان وآسف أسف اللهفان وعزمت على اطاعة امره الأعلى وقلت كلمة الله هي العليا.
المذيع: رزقنا الله وأياكم أيها الأخوة والأخوات بركات الأنتفاع من هذا الكتاب القيم والعمل بما جمعه مؤلفه من أحاديث ووصايا النبي وآله الكرام ونستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******
*يمكن الاستفادة من البرنامج مع ذكر المصدر