فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
في أول الأسبوع الجاري، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، بأنه "خلافًا لمزاعم البيت الأبيض والبنتاغون، فإن الولايات المتحدة متورطة بصورة مباشرة في الصراع في أوكرانيا".
وجاء تصريح كوناشينكوف رداً على مقابلة صحيفة أجراها نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية، اللواء فاديم سكيبيتسكي، الذي أقر بأن أوكرانيا لم تكن تستخدم فقط الصواريخ الأميركية لاستهداف مستودعات الوقود والذخيرة الروسية في شرقي أوكرانيا، اعتمدوا على "معلومات ثمينة" وفّرها البنتاغون لأوكرانيا.
وأضاف كوناشينكوف أن "هذا يمثل اعترافاً رسميّاً من أوكرانيا بأن إدارة بايدن مسؤولة بصورة مباشرة عن جميع الهجمات الصاروخية على المناطق السكنية ومنشآت البنية التحتية المدنية في دونباس والمناطق الأخرى، التي تسببت بسقوط أعداد هائلة من الضحايا المدنيين، وأنّ الجيش الروسي سيضع هذا الاعتراف الرسمي في الاعتبار".
ولم تنف الولايات المتحدة هذه الاتهامات بعد تصريحات سكيبيتسكي الاستفزازية للغاية. وأصدر البنتاغون بياناً، أعلن فيه أن الولايات المتحدة كانت تزوّد أوكرانيا بـ"معلومات مفصَّلة وحساسة، من حيث التوقيت، لمساعدتها على فهم التهديدات التي يواجهها الأوكرانيون والدفاع عن بلدهم ".
لكن سكيبيتسكي قال إن "كل ضربة نفذتها أوكرانيا جرت مناقشتها مع البنتاغون، واستفادت من إرشاداته المعلوماتية"، الأمر الذي يعني أن الولايات المتحدة تشارك بصورة مباشرة في عملية صنع القرار بشأن الضربات العسكرية الأوكرانية ضدّ أهداف روسية.
وأصبح تورّط الولايات المتحدة في الحرب الإمبريالية بالوكالة ضد روسيا، أكثر علنية واستفزازاً. وفي الأشهر الأخيرة، تم ضخّ عشرات المليارات من الدولارات الأميركية، من ضمن المساعدات العسكرية المباشرة، او لشراء الأسلحة من المصانع الأميركية بالطبع.
ولم يستبعد متحدث باسم البنتاغون استخدام الصواريخ الأميركية المرسلة إلى أوكرانيا في قصف جسر كيرتش الذي بنته روسيا، والذي يربط شبه جزيرة القرم في البحر الأسود بالبر الروسي. ومنذ ذلك الحين، أقرت الولايات المتحدة علناً بأنها تدرس خططاً لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، وهي خطوة، كما صرح الرئيس الأميركي بايدن قبل بضعة أشهر فقط، يمكن أنّ "تعلن الحرب العالمية الثالثة".
وتزامنت تصريحات سكيبيتسكي مع اليوم الذي غادرت أول شحنة حبوب من أوكرانيا، منذ بدء الحرب التي أثارها "الناتو" بالأصل ضد روسيا، مع مزيد من التهور لإدارة بايدن لاستفزاز الكرملين، ضاربة بعرض الحائط الواقعَ المأسويَّ الذي تسبّبت به الحرب بين بلدين، كلاهما من كبار مصدّري الحبوب في العالم. وكانت إمدادات الحبوب انخفضت بمقدار 27 مليون طن متري، وفقًا لـ"برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة. وتسببت الحرب بإصابة 47 مليون نسمة بـ"الجوع الحاد"، في أفريقيا وآسيا، اللتين تستوردان تقليدياً كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية والروسية.
مع بداية الانفراج في إمدادات الحبوب، تَلُوح في الافق مخاطر قد تهدد استمرارها، بسبب تغوّل البنتاغون الأميركي عميقاً في الحرب الجائرة ضدّ روسيا.