السيرة
أبوه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وأمه الرباب بنت امرئ القيس من بني كلب بن وبرة.
اسمه في المصادر
ذُكر اسمه في المصادر المتقدمة شيعة وسنة «عبد الله»، لكنه اشتهر في المصادر المتأخرة بـ«علي الأصغر». وأقدم المصادر التي ذكرت اسمه علياَ عند كيفية مقتله مقتل الحسين للخوارزمي والمناقب لابن شهر آشوب. والمصادر التي جاءت بعدهما ذكرت اسمه عليا الأصغر كما لقبّت الإمام السجاد (ع) بـ«علي الأوسط». وذكرت هذه المصادر اسم عبد الله عند تسمية أولاد الإمام الحسين (ع) من دون إشارة إلى كيفية مقتله.
وذهب البعض أن علي الأصغر وعبد الله طفلان، وقد استشهد كلاهما في واقعة الطف.
كيفية الشهادة
روى ابن طاووس في كتابه اللهوف على قتلى الطفوف: لما رأى الحسين عليه السلام مصارع فتيانه وأحبته عزم على لقاء القوم بمهجته، ونادى: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل من موّحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا؟
فارتفعت أصوات النساء بالعويل، فتقدم إلى باب الخيمة وقال لزينب: ناوليني ولدي الصغير حتى أودّعه، فأخذه، وأومأ إليه؛ ليقبله، فرماه حرملة بن الكاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه. فقال لزينب: خذيه ثم تلقّى الدم بكفيه، فلمّا امتلأتا رمى بالدم نحو السماء، ثم قال هوّن عليّ ما نزل بي إنه بعين الله. قال الباقر عليه السلام: فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض.
المدفن
دفنه الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء بعد مقتله وذلك بعد أن حفر له بجَفنِ سيفه، وزمَّله بدمه، وصلّى عليه.
وبحسب ما رواه الشيخ المفيد وضعه الإمام الحسين (ع) عند قتلى أهله، وعليه قال البعض بأنه دفن مع سائر شهداء كربلاء، كما اعتقد بعض آخر أنه دفن في قبر الإمام الحسين ووُضع على صدره.
عاقبة قاتله
قال المنهال بن عمرو: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام [عند] منصرفي من مكة.
فقال لي: يا منهال! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟
فقلت: تركته حيا بالكوفة.
قال: فرفع يديه جميعاً، ثم قال عليه السلام: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ النار.
قال المنهال: فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وكان صديقي، فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني، وركبت إليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه، ولم تهنئنا بها، ولم تشركنا فيها؟ فأعلمته أني كنت بمكة، وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس، فوقف وقوفاً كأنه ينظر شيئاً، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل، فوجَّه في طلبه، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون، وقوم يشتدون، حتى قالوا: أيها الأمير البشارة، قد أُخذ حرملة بن كاهل.
فما لبثنا أن جيء به، فلما نظر إليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكّنني منك،... فأمر بقطع يديه ورجليه، ثم أمر بأن يُحرق بالنار.
فقلت: سبحان الله!
فقال [المختار] لي: يا منهال إن التسبيح لحَسَن ففيمَ سبّحت؟
فقلت: أيها الأمير، دخلت في سفرتي هذه [وعند] منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليهما السلام، فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت: تركته حياً بالكوفة، فرفع يديه جميعاً، فقال: اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ النار.
فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا؟
فقلت: والله لقد سمعته يقول هذا.
قال: فنزل عن دابته، وصلّى ركعتين.
الزيارة
ذكر في زيارة الشهداء: "السَّلاَمُ عَلَى عَبدِ اللهِ بنِ اَلحُسَينِ، الطِفلِ الرَّضِيعِ والمَرمِيِّ الصَّرِيعِ، المُتَشَحِّطِ دَماً، المُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّمَاءِ، المَذبُوحِ بِالسَّهمِ فِي حِجرِ أبِيهِ، لَعَنَ اللهُ رَامِيه حَرمَلَةَ بنَ كَاهِلِ الأسَدِيَّ وذَوِيهِ".
مما قيل فيه
قال السيد حيدر الحلي:
ومُنعطف أهــــوى لتقبيلِ طفلِهِ فقبّلَ منـــــــــه قبلَه السهمُ منحرا
لقد وُلدا في ساعة هو والردى ومنْ قبلِهِ في نحرِه السهمُ كبّرا
قال محمد رضا الخزاعي:
ولــــــــــــــو تراهُ حـــــــــاملاً طفلَهُ رأيتَ بـــــــــدراً يـــحملُ الفرقدا
مُخضَّباً مــــــن فيضِ أوداجِهِ ألبسَهُ سهمُ الـــــــــردى مجسدا
تحسبُ أنَّ السهمَ في نحرِهِ طــــــوقٌ يُحلِّي جيدَه عسجدا
ومـــــــــــــــــــــــذ رأته أمّه أنشأت تدعو بصوت يصدع الجلمدا
تقـــول عبد الله مــــــــــــــــا ذنبه منفطماً آب بسهم ال ــــــــــــردى