البث المباشر

الاحتلال يسلح المستوطنين لتبرئة جيشه أمام العالم

الإثنين 18 يوليو 2022 - 14:49 بتوقيت طهران
الاحتلال يسلح المستوطنين لتبرئة جيشه أمام العالم

وصف مراقبون قرار الاحتلال الصهيوني بتسليح المستوطنين بالخطوة الخطيرة، وستكون ذريعة لارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين، بعدما أقدم جيش الاحتلال على تشكيل ميليشيات مسلحة من المستوطنين للقيام بمهام ادعى الجيش إنها "أمنية"، للتدخل عند وقوع أي عمليات في المستوطنات أو في القدس المحتلة.

هذه السابقة "الإسرائيلية"، تمنح عصابات المستوطنين الضوء الأخضر لقتل أي فلسطيني يتواجد أمامهم بدم بارد ودون أي عقاب أو مساءلة، سواء من المجتمع العربي أو الدولي، وإبعاد التهم عن قادة الجيش قدر المستطاع.

مراقبون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، يرون أنّ هذا القرار الخطير بمثابة تشريع واضح وصريح لقتل الفلسطينيين بأمر مباشر من حكومة الاحتلال، وجيشها، لاسيما في ظل تصاعد وتيرة العنف التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، وما يصاحبها من استخدام قوة مفرطة ضد المواطنين، تسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة واعتقال الآلاف.

المحلل السياسي المختص في الشأن "الإسرائيلي" د. جهاد ملكة، يرى أن "القرار الإسرائيلي"، سيزيد من عدد الجرائم بحق الفلسطينيين؛ لأن تلك الخطوة الخطيرة ستُشعر المستوطنين بأنهم فوق القانون، وسيقدمون على قتل الفلسطينيين، وهم مطمئنين أن الأمر سيمر دون عقاب أو مساءلة محلية أو على المستوى العربي والدولي.

وأشار د. ملكة في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن قرار تسليح المتطرفين خطير للغاية، لاسيما في ظل العداء الكبير الذي يكنه هؤلاء للفلسطينيين في الضفة والقدس، قائلا: "من يأتي ليستوطن في الضفة المحتلة هم من أخطر المجرمين الذين يمتلكون سجلات إجرامية في (دولة) الاحتلال".

مجازر دموية

ووفق ملكة، فإن قادة الاحتلال يسعون في هذه الآونة للتغطية القانونية لعملية تسليح المستوطنين، بذريعة حمايتهم من العمليات الفدائية، لكن الهدف الخفي هو ارتكاب مجازر دموية بحق الفلسطينيين الأبرياء، كما إنه هدف لإعفاء جيش الاحتلال من تهم قتل الفلسطينيين أمام المحاكم الدولية؛ "لأنهم حينها سيقولون للعالم بأننا أبرياء من دماء الفلسطينيين، وأن هؤلاء المستوطنين هم من يحمون أنفسهم بأنفسهم".

وبالعودة إلى الوراء قليلاً نجد أن هناك أصوات "إسرائيلية"، أبرزها عضو الكنيست المتطرف عن حزب الليكود ورئيس بلدية الاحتلال السابق في القدس (نير بركات)، تدعو المستوطنين في القدس إلى حمل السلاح وقتل الفلسطينيين، كما إنهم طالبوا بزيادة نسبة التسلح بين المستوطنين، بزعم حماية أنفسهم من ضربات المقاومة.

من جهته، اتفق المختص في الشأن "الإسرائيلي" د. وليد المدلل، مع سابقه د. ملكة، بأن خطوة زيادة تسليح المستوطنين، ومنحهم المزيد من الصلاحيات في الضفة والقدس، سيدفع بهم لارتكاب مزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين بذرائع واهية، تهدف إلى إبادتهم.

مشاكل مدنية

كما اتفق المختصان على أن الخطوة "الإسرائيلية" تهدف لإبعاد الأعين الدولية عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وتقديم ما يحدث من انتهاكات للمجتمعات الدولية ومحكمة لاهاي على إنها "مشكلة مدنية" بين سكان المنطقة، ولا دخل للجيش فيما تقترفه تلك الجماعات المتطرفة.

واعتبر د. المدلل في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن خطوة تسليح المستوطنين ليست جديدة، وإنما من عقود طويلة، وإنما شرعنة القرار هو الجديد والخطير؛ لأن الاعتماد على المستوطنين في فرض وقائع جديدة في الضفة والقدس، قد يدفع بهم إلى التمادي في قتل واستهداف المواطنين في تلك المناطق.

ونوه إلى أن تشكيل عصابات مسلحة من المتطرفين، أقل تكلفة وأكثر فعالية، وتحميل ما يحدث للمستوطنين، وإبعاد التهم عن الجيش بقدر المستطاع؛ لأنّ الفلسطينيين أحرجوا الجنود أمام المجتمع الدولي في الكثير من المناسبات.

 

المصدر : فلسطين اليوم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة