إذ وقفت الجموع الموالية في رحاب الصحن الكاظمي الشريف حداداً على المصاب الجلل الذي أفجع قلوب الموالين ، حيث شهدت العتبة الكاظمية المقدسة استبدال رايتي قبتي الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" برايتي الحزن الأسى في مراسم مهيبة جرت وسط حضور خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، والسادة أعضاء مجلس الإدارة الموقّر، وممثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين، ووفود العتبات المقدسة العلوية والحسينية والعسكرية والعباسية والمزارات الشريفة، وبحضور نخبة من السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء أصحاب المشروع التبليغي للمرجعية الدينية، وعدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية وجمع غفير من وجهاء وشيوخ مدينة الكاظمية المقدسة ومسؤولي دوائرها الأمنية والخدمية وزائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".
واستهلت المراسم المباركة بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة المقدسة الشيخ منير عاشور أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام قائلاً: (نقف اليوم تعظيما لعنوان الإمامة في عقيدتنا فدور الاِمام عليه السلام في المجتمع هو نفس دور الاَنبياء والرسل عليهم السلام، يتمثل في بناء وصياغة الاِنسان النموذج لاَنّ النبي أو الاِمام هو شاهد قد اصطفاه الله عز وجل، يتحمل في عالم الشهادة مسؤولية تأسيس أُمّة صالحة بعد أن يغرس في أعماقها كل المعاني والمُثُل والقيم الفاضلة، ليقوم بقيادتها وفق الأوامر الإلهية، للوصول إلى رضوان الله تعالى والارتقاء بمعاني الإنسانية، وهذا كان دور إمامنا الجواد "عليه السلام" لم يثنه جور حكام زمانه وتضييقهم عليه من القيام بمسؤوليته الربانية لإحقاق الحق ومحاربة الباطل أينما وجد.
أعقبّها كلمة مُمثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين "دامت توفيقاته" استهل في مقدمتها قراءة زيارة الإمامين الكاظمين "عليهما السلام" نيابةً عن الشهداء الأبرار والجرحى وذويهم بعدها أشار في حديثه إلى شذرات من السيرة المباركة لإمامنا الجواد "عليه وفضائله مبيناً: إن إمامة مولانا الجواد "عليه السلام" متميزة بميزات عدّة فكانت الأكثر بركة على شيعته، فزادت برهان إمامة العترة سطوعاً حين انتصر على من أرادوا الاستهانة بعلمه وقدس منزلته، وعلمنا "عليه السلام" أن الإمامة منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء وخلافة الله تعالى وخلافة رسوله الأكرم "صلّى الله عليه وآله وسلّم" ومقام أمير المؤمنين وهي زمام الدين ونظام المسلمين وعزّ المؤمنين، كما علمنا "عليه السلام" كيفية الحفاظ على التعليم الرصين، والتعلّم المتين، وبقاء الدين، وإثبات وجود مدرسة القرآن والعترة وترسيخ أسسها وتشييد بنيانها واستمرارها من خلال الحكمة والصبر. وعلمنا "عليه السلام" كيف نحافظ على آداب التعامل، وقيم الاحترام داخل الأسرة الأصغر التي يجمعها النسب، والأسرة الأكبر والأوسع في دوائر المجتمع المختلفة.
كما شهدت المراسم العزائية مشاركة الرادود الحسيني كرار الكاظمي بقراءة المراثي، واختتمت بمجلس عزائي بمشاركة الرادود الحسيني الحاج باسم الكربلائي وقراءة القصائد العزائية الخاصة بهذه المناسبة الأليمة واسى بها النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذا المصاب الجلل والدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان "عجل الله فرجه الشريف".