وتعهدت العديد من دول العالم بالانتقال من السيارات التي تستهلك الكثير من الغازات إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2030. ويظهر تقرير جديد أن التحول الراهن في العالم سيؤدي إلى أن تشكل السيارات الكهربائية 54 في المئة من مبيعات المركبات بحلول عام 2035 كما أنها ستشكل 33 في المئة من المبيعات خلال ست سنوات فقط.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية فقد شكَّلت المركبات التي تعمل بالبطاريات أقل من ثمانية في المئة من المبيعات العالمية العام الماضي لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 10 في المئة في الربع الأول من عام 2022.
ولدعم الطلب القادم، يتوقع صانعو السيارات والموردون الآن استثمار ما لا يقل عن 526 مليار دولار على المركبات الكهربائية والبطاريات خلال الفترة من 2022 حتى 2026 حسبما قال المستشار في شركة «أليكس بارتنرز» خلال إيجازه السنوي حول توقعات السيارات العالمية.
ويمثل هذا المبلغ أكثر من ضعف توقعات الاستثمار للمركبات الكهربائية لمدة خمس سنوات والبالغة 234 مليار دولار من عام 2020 حتى عام 2024.
وقال مارك ويكفيلد، الرئيس المشارك لممارسات السيارات في شركة «أليكس بارتنرز»: «هذه الاستثمارات الأعلى، جعلت نمو السيارات الكهربائية أمراً لا مفر منه».
وأضاف ويكفيلد أن الصناعة لا تزال تواجه تحديات اقتصادية وسلسلة التوريد أثناء الانتقال من مركبات محرك الاحتراق الداخلي «ICE» إلى المركبات الكهربائية.
وقال إن التحول سيتطلب «تغييرات جذرية في نماذج التشغيل وليس فقط في الأشخاص والمجال نفسه، ولكن طريقة العمل بأكملها».
وأضاف أن بعض الشركات ستستفيد من الفصل بين أعمال «ICE» و«EV».
وتكلّف المواد الخام للسيارات الكهربائية أيضاً أكثر من ضعف تلك الخاصة بالسيارات التقليدية، حيث سيكلف الانتقال من ICE إلى EV شركات صناعة السيارات والموردين 70 مليار دولار تراكمي بحلول عام 2030 وفقاً لإلمار كاديس، وهو أحد المسؤولين في شركة «أليكس بارتنرز» بما في ذلك حالات الإفلاس وإعادة الهيكلة.
وترى «أليكس بارتنرز» استمرار قيود العرض حتى عام 2024 وتتوقع أن ينخفض إجمالي مبيعات السيارات العالمية إلى 79 مليون وحدة هذا العام، قبل أن يرتفع إلى 95 مليوناً في عام 2024.
وفي الولايات المتحدة من المتوقع أن يرتفع إجمالي مبيعات السيارات إلى 16 مليوناً في عام 2023 والذروة عند 17.5 مليون في عام 2024 قبل أن تبدأ في الانخفاض في عام 2025 حتى عام 2026. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد وقع أمراً تنفيذيًا العام الماضي يحدد هدفاً بأن تشكل المركبات الكهربائية وغيرها من المركبات الخالية من الانبعاثات نصف السيارات والشاحنات الجديدة المباعة بحلول عام 2030.
وهذا الشهر فقط تم الكشف عن أن بايدن خصص 500 مليون دولار أخرى لتمويل إنتاج المعادن المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في مشروع قانون المساعدات الأوكرانية الذي أقره الكونغرس.
وبينما تواجه الولايات المتحدة ارتفاع أسعار الغاز، تقترح وزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم أن الحل يكمن في شراء سيارة كهربائية.
وثمة خلاف في وجهات النظر بين الأمريكيين بخصوص السيارات الكهربائية والتحول الذي يشهده العالم تجاهها، حيث أظهر تقرير يعود إلى العام 2021 أجرته شركة «Pew Research» أن 47 في المئة من البالغين يدعمون مقترحاً للتخلص التدريجي من إنتاج السيارات والشاحنات التي تعمل بالبنزين بينما يعارضه 51 في المئة.
ويقول حوالي أربعة من كل عشرة أمريكيين (39 في المئة) إنهم في المرة المقبلة التي يشترون فيها سيارة، فمن المرجح إلى حد ما على الأقل أن يفكروا بجدية في استخدام الكهرباء، بينما يقول 46 في المئة إنهم ليسوا كذلك أو من المحتمل أن يفعلوا ذلك على الإطلاق. ويقول 14 في المئة إنهم لا يتوقعون شراء سيارة أو شاحنة في المستقبل. وقال سبعة في المئة فقط إنهم يمتلكون سيارة كهربائية أو هجينة.