ويظهر الفيديو شارعاً فرعياً تجمّعت آليات لقوات الاحتلال في نهايته، وتمركز فيه عدد من القناصة بشكل واضح أثار استغراب المصور الذي صرخ ساخراً: "هؤلاء الجيش.. وهذا القناص.. هذا القناص"، مضيفاً: "والآن قوات الاحتلال تقتحم مخيم جنين".
المنطقة التي يتم التقاط الفيديو فيها تبدو خالية بوضوح من أي مسلح فلسطيني أو غيره، بخلاف ما يزعمه الاحتلال، بينما يقف فيها الصحافيون والمراسلون بكثافة واضحة للعيان، حتى أن أحدهم سأل في الخلفية: "مين محاصرين؟". فأجاب المصور: "ما بعرف مين محاصرين"، ما يؤكد الطابع المدني للمجموعة.
في لقطة أخرى، يتقدم عدد من الصحافيين (خمسة على الأقل)، الذين يحملون معداتهم، ويرتدون جميعهم ثياباً تظهر هويتهم، وتحمل بوضوح الإشارات المعتمدة الكاشفة لهويته الصحافية؛ في الشارع الفرعي حيث تتمركز قوات الاحتلال، ولا يحول بينها وبين رؤيتهم أي عائق بصري.
وما هي إلا أمتار قليلة على تقدمهم في الشارع حتى يبدأ إطلاق النار تجاههم، يلوذ مصور الفيديو وبعض زملائه بالهرب، ثم يتكرر إطلاق النار مجدداً، وتجد المجموعة المتقدمة نفسها محاصرة بوابل الرصاص المنطلق من جهة تمركز قوات الاحتلال، كما تظهر اللقطات أثناء هروب المصور رصاصة تمر بالقرب منه قبل أن تصطدم بالأرض مثيرة بعض الغبار.
ويبدأ صراخ المصور وبقية الصحافيين الهاربين عن وجود إصابات: "حدا تصاوب؟". يلحظ الجميع سقوط شيرين على الأرض والتي كانت في مؤخرة المجموعة المتقدمة.
ويصرخ المصور ورفاقه: "شيرين.. شيرين.. إسعاف.. إسعاف"، يطلبون من شيرين ومن الصحافي مجاهد السعدي عدم الحركة، خشية التعرض مجدداً لإطلاق النار، قبل أن يدرك الجميع أن شيرين غير قادرة على الحركة أصلاً، ومن غير الواضح إذا ما كانت على قيد الحياة.
وتوثق لقطات لاحقة لحظات سحب شيرين من منطقة إطلاق النار، مع تواصل رصد الشارع الفرعي وعدم القدرة على اجتيازه خشية التعرض لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، وتظهر اللقطات شخصاً راكضاً لينجح بالوصول إلى المجموعة التي سحبت شيرين من المنطقة قبل نقلها إلى المستشفى، في حين يكتفي باقي زملائها على الضفة الأخرى من الشارع بالتحسر والصراخ، وقد حال رصاص الاحتلال بينهم وبين الوصول إليها.