وغطّى الغبار سبع محافظات عراقية منذ ليل الأربعاء، بينها العاصمة بغداد، ومحافظات والأنبار وكركوك والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة وصلاح الدين وديالى، في الوسط والجنوب، التي استيقظ سكانها على طبقات سميكة من الغبار البرتقالي تغطّي منازلهم.
وأعلن المتحدّث باسم وزارة الصحة سيف البدر في بيان "حتّى الآن على الأقل سجلت حالة وفاة واحدة في بغداد"، مضيفاً "أستطيع أن أقول إننا استقبلنا ما لا يقل عن 5 آلاف حالة اختناق حتى الآن".
وأشار المتحدّث إلى أن "هذه الإحصائية غير نهائية"، وهي قابلة للارتفاع. لكنه لفت إلى أن "الغالبية العظمى من الحالات متوسطة إلى بسيطة وتغادر الطوارئ بعد تلقي العلاج".
وسجلت محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق والحدودية مع سوريا، نحو 700 حالة اختناق، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مدير إعلام صحة المحافظة أنس قيس.
أما النجف الأشرف، فقد سجلت "أكثر من 600 حالة اختنق نتيجة العاصفة الترابية"، كما أعلنت دائرة الصحة في المحافظة الواقعة في جنوب العراق، فضلاً عن 378 حالة في صلاح الدين الواقعة في وسط العراق، وفق أرقام نشرتها وكالة الأنباء العراقية.
أما في كربلاء المقدسة الواقعة في وسط العراق، فقد سجلت 748 حالة، كما أفاد صفاء البدن رئيس قسم الطوارئ في أحد مستشفيات مدينة كربلاء فرانس برس، بينها حالتين حرجتين.
ودعت وزارة الصحة العراقية السكان الذين يعانون من مشاكل تنفسية إلى عدم مغادرة منازلهم أو وضع الكمامة في حال اضطروا للخروج.
يتوقّع أن تنحسر العاصفة الترابية تدريجياً خلال يوم الخميس، بحسب مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية عامر الجابري، مرجحاً في حديث لوكالة الأنباء العراقية استمرار هبوب العواصف الترابية خلال شهر أيار/مايو.
وتكررت في الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في العراق، ويعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر. وأدّت آخرها إلى إغلاق مطاري بغداد والنجف الدوليين بسبب انعدام الرؤية.
ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
وحذر البنك الدولي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من انخفاض بنسبة 20 بالمئة في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.
وحذر المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة العراقية في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية من تزايد العواصف الرملية، خصوصا بعد ارتفاع عدد الايام المغبرة إلى "272 يوماً في السنة لفترة عقدين". ورجح "أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050".
وتمثل زيادة الغطاء النباتي وزراعة غابات بأشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية بحسب الوزارة.