وأضاف السيد نصر الله في كلمة له يوم الاثنين، أننا "نقف بإجلال وتعظيم أمام عائلات الشهداء ومواقفهم الحاسمة وصمود هذا الشعب المجاهد والصابر رغم التاريخ الطويل من المجازر"، معتبراً أن "ما جرى ويجري هذه الأيام له دلالات كبيرة في ما يتعلق بالصراع مع الكيان ومستقبله".
واعتبر أن من أهم النتائح الاستراتيجية هو ما كنّا نتحدّث عنه قبل سنوات هو انه إذا كنتم تراهنون على ضعف الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون، مشيراً الى أن اجيال الشباب الفلسطيني تتوراث المقاومة وإرادة القتال جيلاً بعد جيل.
ودعا السيد نصرالله لبنان وعالمنا الاسلامي الى المشاركة الواسعة في جميع الفعاليات في يوم القدس العالمي، لافتًا الى أننا سنقيم في هذا اليوم مهرجاناً شعبياً كبيراً يوم الجمعة في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، آملًا من الجميع أن ننتهز هذه الفرصة لنعبّر في يوم القدس عن دعمنا وتأييدنا المطلق لشعب فلسطين.
وأشار الى أن المقاومة في حرب نيسان عام 1996 استطاعت أن تفرض على العدو أن لا يمس المدنيين والا سيدفع الثمن وهذه المعادلة ما زالت سارية حتى اليوم، قائلاً، إنه يجب أن نسجل الجهد المميز الذي قام به الرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس الراحل رفيق الحريري الذي ادى الى ما سمي بتفاهم نيسان،
وعن المشاركة في العمل السياسي، لفت السيد نصرالله الى أنه ذهب بعضهم ومنهم أحد الرؤساء السابقين للقول أن هناك خطرًا أن يحصل هذا الفريق السياسي على الثلثين، إذ أن الحصول على الثلثين في المجلس النيابي المستقبلي ليس هدف فريقنا السياسي وهذا الهدف ليس واقعياً ومنطقياً، وما يقال ان فريقنا السياسي يريد الحصول على الثلثين هو للتحريض.
وفيما خص التحضير للإنتخابات النيابية المقبلة، بيّن السيد نصر الله أن فريقنا السياسي تمكن في أغلب الدوائر أن يكون في لائحة واحدة ولو من باب التحالفات الانتخابية، وأما الفريق الآخر تشتت في لوائح كثيرة.
ولفت الى أن هناك أموراً بحاجة الى تأمل مثل اضراب عدد كبير من القضاة والمعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية ما يفتح الباب أمام الطعن بنتائج الانتخابات، وهؤلاء مطالبهم محقة وأدعو الحكومة بما تستطيع ان تستجيب لمطالبهم وأقول لهم لا تجعلوا الانتخابات النيابية المقبلة رهينة لمطالبكم المحقة.
وفي السياق، رأى السيد نصرالله أن ثقافتنا ورؤيتنا أنّ أيّ تغيير في النظام السياسي يجب أن يحصل بالحوار لا بالاستقواء والنصف زائد واحد او الثلثين.
كما اعتبر أن هناك انتخابات حقيقية ستجري في 15 ايار ومعركة انتخابية ديمقراطية شعبية تخوضها كل الاطراف وأيًا تكن استطلاعات الرأي والتقديرات يجب أن لا يؤثر ذلك على فعاليتنا وحماستنا في كل الدوائر.
وقال: سمعت من مسؤول سعودي ان مئات ملايين الدولارات أنفقت في انتخابات 2009 وحجب الصوت في بعض الدوائر كان مقابل 500 دولار، لافتًا الى أنه قد يدخل مال انتخابي كبير في هذه الانتخابات وبدأ ذلك بحجة أن الناس محتاجة وقد يلجأ كثيرون لبيع أصواتهم.
وطلب السيد نصر الله بعدم الركون لاستطلاعات الرأي، مضيفًا أنه يجب أن تدخلوا الى هذه الانتخابات بكامل الحماسة والجهد حتى لحظة اقفال الصناديق، وهدفنا في هذه الانتخابات انجاح مرشحينا وأيضًا انجاح اصدقائنا وحلفائنا ولا أحد يتعاطى أن المعركة محسومة، لافتًا الى أن الفريق الآخر مقسوم ولذلك لم يستطع التوحّد في لوائح واحدة.
وتابع: اذا كنا نريد أن ندعم لائحة في بعض الدوائر ووجدنا مصلحة أن ندعم لائحة أخرى في نفس الدائرة هذا سيكون فوق الطاولة وبعلم اللائحة الأولى، وكشف أنه في تشكيل اللوائح رفضنا أن نعطي التزاماً مسبقاً بأن نجيّر أصواتاً تفضيلية وهناك من طلب منا ذلك ورفضنا، فحزب الله لا يعد أحدًا بإعطاء أصواته بالكامل بل يصوت لدعم الحلفاء بكل وضوح وتنسيق معهم، ونحن لا نريد الغاء أحد كما سوّق البعض بل نحن نريد أن يتمثل كل أحد بحسب حجمه الطبيعي والقانون النسبي يتيح المجال امام أي حزب وزعامة ان تتمثل في المجلس النيابي.
وعن ما كان يجري في حرب تموز 2006 من مؤامرات، كشف الأمين العام لحزب الله أن الالغائي من كان يراهن في هذه الحرب على سحق المقاومة، ومن كان يطالب خلال جلساته مع الأمريكيين التي وثقتها ويكيليكس باستمرارها للقضاء على المقاومة.
وأردف: الالغائي هو من شكل حكومة في 2006 ووزراء امل وحزب الله استقالوا بسبب طريقة اقرار المحكمة الدولية ولكن لم يقف عند طائفة غائبة وأكمل عشرين شهرًا، والالغائي هو دائمًا يحضر نفسه للخارج بأنه جاهز أن يفتعل حربًا أهلية، والالغائي هو من لا برنامج انتخابي لديه بل همه الغاء المقاومة وسحب سلاحها فيما نحن حريصون على الشراكة وتعاون الجميع، قائلاً إنه في المقابل نحن من 2005 كنا ننادي بحكومة وحدة وطنية وفي ألـ 2018 أصرّينا على حكومة وحدة وطنية وتشكلت حكومة برئاسة الحريري.
ورأى أن البعض تضليلاً يحاول أن يقول للبنانيين أن سلاح المقاومة هو سبب المشاكل، إذ يركزون على عناوين هيمنة حزب الله والسلاح والاحتلال الإيراني لأنها تسترضي الخارج والغرب والسعودية وبعض الدول العربية التي لديها مشكلة مع المقاومة وتحديدًا حزب الله ليقولوا لهم أنهم في وجه حزب الله لاستدراج الدعم المالي، متسائلاً ما البديل لديكم لحماية البلد؟ الواضح من طرح هكذا عناوين أن الهدف استرضاء الخارج لاستدراج دعمه.
وتساءل السيد نصر الله، أليس تهريب الودائع والفساد المتجذر له علاقة بالأزمة؟، وقال، إننا توسعنا في البرنامج الانتخابي لأنه برنامج العمل لأربع سنوات، والناس انتخبتنا قبل اربع سنوات بناء على برنامجنا ووعودنا وواجب علينا أن نبيّن ما حصل خلال هذه السنوات من إنجازات، وأضاف أسأل القوى السياسية المخاصمة لنا أنتم خلال السنوات الماضية وكنتم بأغلبكم بالسلطة من ثلاثين سنة وأربعين سنة مثل حزب الكتائب، ماذا فعلتم؟.
وقال ايضًا إنه بعد العيد سنقيم ثلاثة مهرجانات انتخابية وسنتحدث بالمباشر، وفي سياق آخر قال، إنه من ثلاثين سنة لم يطالب أحد من حزب الله الدولة اللبنانية بحماية المقاومة بل المقاومة هي التي حمت البلد والدولة.