وخلال الاحتفال المركزي الذي يقيمه حزب الله بمناسبة يوم الجريح، أشار السيد نصر الله إلى أنَّ أمريكا تحذر روسيا من ارتكاب الجرائم ضد المدنيين لكنها نسيت ما ارتكبته هي من جرائم بشعة ضد المدنيين في كل حروبها، موضحًا أنَّ أمريكا ارتكبت الجرائم من اليابان إلى الصومال والعراق وافغانستان وسوريا وجرائم الصهاينة بحق غزة والفلسطينيين وجرائم العدوان السعودي الأمريكي بحق أهل اليمن.
وأوضح سماحته أنَّه لطالما قامت الطائرات الأمريكية بقصف أعراس أفغانية وحولوها الى مآتم، معتبرًا أنَّه يجب عقد آلاف جلسات المحاكمة للجيوش الأمريكية والأوروبية على ما ارتكبته من جرائم بحق الجزائر وليبيا وغيرها من الدول.
ولفت إلى أنَّ التكفيريين الانتحاريين الذين فجروا في بيشاور هم خدم المشروع الأميركي وصنيعة أمريكا، مشيرًا إلى أنَّه حتى من ينتمي إلى عالم الرجل الأبيض هو مجرد سلعة وأداة عند الأمريكي.
وأضاف السيد نصر الله: "لقد رأينا جميعاً كيف خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان وتخلت عمن وثق بها هناك"، لافتًا إلى أنَّ واشنطن لا تكتفي بعدم إدانة الجرائم الإسرائيلية في فلسطين بل تمنع العالم من الإدانة أيضًا.
ورأى أنَّ الولايات المتحدة وبريطانيا دفعتا أوكرانيا إلى الحرب فيما بعض الدول الأوروبية بينها ألمانيا لم تكن يريد أن تصل الأمور في أوكرانيا إلى ما حصل.
الأمين العام لحزب الله أكَّد أنَّ المسؤولين الأوكرانيين يقولون اليوم تُركنا لوحدنا ويعبّرون عن خيبة أملهم، مبينًا أنَّه "اليوم لو قدر لأحد أن يدخل إلى عقول المسؤولين في أوكرانيا لوجد قمة الشعور بالخذلان والخيبة لذلك بدأ ينزل عن الشجرة وأصبح جاهز لكي يفاوض".
وتابع: "أمريكا تؤكد يوميًا أنها لن ترسل طائرات وجنود أمريكيين إلى أوكرانيا رغم أنها دفعتها إلى ذلك، ويقولون للأوكران أنتم حاربوا ونحن لسنا جاهزين لنحارب عنكم وأقصى ما نقدمه هو العقوبات لأن ذلك لمصلحتهم لإضعاف روسيا وليس لمصلحة أوكرانيا". سائلًا: "التعاطي مع اللاجئين يكشف التمييز على أساس الدين والعرق واللون فهل هذه هي الحضارة الغربية؟".
السيد نصر الله: جرحانا كالعباس كانوا الكفيل لأعراضنا
وقال سماحته: "الحزب يحتفي بالجرحى في هذا اليوم ويعبر عن اعتزازه وافتخاره بهم وبجهادهم وتضحياتهم وصبرهم وثباتهم وليعترف بفضلهم وجميلهم، مشيرًا إلى أنَّه "نحن نحتفي بما أعطانا الله من نعم بكم من أمن وأمان نعيش به بفضل تضحياتكم".
وتوجه للجرحى قائلًا: "أنتم اخترتم هذا الطريق وحضرتم في ساحات الجهاد والمقاومة ودافعتم عن هذا البلد وأمنه واستقراره وصنعتم النصر، أنتم الشهود الذين تذّكرون الناسين والناكرين من خلال حضوركم الحي عندما ترفعون أيديكم المقطعة وعندما تنظرون بعيون أطفئت وهي تدافع عن الوطن".
ولفت إلى أنَّ "العباس هو الكفيل الذي استمر رغم الجراح وأنتم كالعباس كنتم الكفيل لأعراضنا وكنتم من حمل الراية وبفضلكم لم تسقط"، مضيفًا: "أنتم الشهود الصادقون على تضحيات المقاومة الاسلامية منذ أربعين عامًا وعلى انتصارات المقاومة على مدى 40 عامًا وأنتم الشهود الصادقون على ثبات أبناء هذه المقاومة ونسائها ورجالها وصغارها ونسائها وجمهورها ".
وأوضح السيد نصر الله أنَّ "كان العباس ـ عليه السلام ـ نافذ البصيرة، وهذه من أعظم صفاته، ومن أعظم صفات جرحى المقاومة وشهداء المقاومة وبيئتها وجمهورها، لأنهم يعبّرون عن هذه البصيرة وهذا الوعي"، مبينًا أنَّ "البصيرة هي أن تعرف ما يجري في بلدك ومنطقتك وما حولك وأن تعرف عدوك ومن تواجه وأن تعرف التهديدات والفرص وأن تكون ثابت القدم لا تتزحزح وباختصار أنت تعرف الحق والباطل".