وقال نائب وزير الخارجية، أندريه رودينكو أن تطبيع العلاقات الأرمنية التركية من شأنه أن يسهم في تحسين الأجواء العامة في المنطقة، ومن هذا المنطلق نرحب بإظهار كل من أنقرة ويريفان عزمهما إطلاق الحوار الثنائي، مضيفا أن موسكو تشيد بقيام الدولتين بتعيين مبعوثين خاصين مكلفين ببحث موضوع التطبيع.
وأكد رودينكو أن موسكو "مستعدة لتقديم خدمات الوساطة (بين أرمينيا وتركيا) بكل أشكالها"، مشيرا إلى أن روسيا تدعو الدولتين إلى "التخلي عن طرح شروط مسبقة، والتركيز على مواضيع مقبولة من كلا الطرفين، وخطوات متبادلة تؤدي تدريجيا إلى خلق أجواء من الثقة وحسن الجوار".
ولا توجد بين أنقرة ويريفان علاقات دبلوماسية، إلى جانب انعدام أي حوار سياسي بينهما، وإغلاق الحدود بين البلدين منذ عام 1993 بمبادرة من تركيا.
وتعود أسباب التوتر بين الدولتين إلى عوامل عدة، في مقدمتها دعم تركيا لأذربيجان في نزاع قره باغ، فضلا عن تقديم أنقرة الدعم العسكري المباشر لباكو خلال الجولة الأخيرة من هذا النزاع في أكتوبر ونوفمبر 2020.
وهناك سبب هام آخر يعرقل تطبيع العلاقات بين البلدين، هو إصرار أنقرة على نفي "الإبادة الجماعية" للأرمن في الدولة العثمانية، وردود تركيا الحادة على عملية الاعتراف الدولي بوقوع إبادة الأرمن، وهي عملية تشجعها أرمينيا والجاليات الأرمنية عبر العالم.
وأبرمت تركيا وأرمينيا عام 2009 اتفاق سلام تاريخيا حول إحياء الاتصالات الثنائية وفتح الحدود، بعد عقود من إغلاقها، لكن هذه الوثيقة لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، وظلت العلاقات بين الدولتين متوترة.