وقال المشرفُ على اعمال التنصيب المهندسُ علي سلوم: إنّ "الباب الذي باشرنا في تثبيته قد صُمِّم ونُفِّذ وسيُثبَّتُ بأيادٍ عراقيّة خالصة، ويمتاز بعدّة صفاتٍ فنّية ومتانةٍ عالية، إضافةً إلى العامل الجماليّ الذي أضاف إلى هذا المدخل لمساتٍ جماليّة إضافيّة، مستوحاةٍ من نقوش وزخارف الصّحن المطهّر لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وشُبّاكه الشريف" وأنّ "المباشرة بهذه الأعمال قد جاءت بعد أن شارفت أغلبُ أعمال تأهيل وتطوير البوّابة من الداخل على الانتهاء".
وبيّن سلوم أنّ "البوّابة عبارة عن مصراعَيْن (طلّاقتَيْن) متناظرَيْن في الشكل والتصميم والنقوش والزخارف، حيث يبلغ عرضُ الذرفةِ الواحدة (2,72م) وارتفاعها (3,45م) وسُمْكها (10سم)، وهي مصنّعةٌ من الخشب ذي النوعيّة الجيّدة (الساج البورميّ)، ويبلغ وزن الباب الكلّي (4 أطنان) مناصفةً بينَ المِصراعَيْن" مضيفاً: أنّ "الباب تمّ تثبيته بطريقةٍ فنّية على إطارٍ من الخشب ما يُسمّى (الجرجوبة)، يبلغ عرضُها (5,95م) وارتفاعُها (3,75م) وسُمْكُها (30سم) بما يتلاءم ووزن الباب".
وأوضح سلوم: أنّ "الخطوط والتذهيب كانت على يد الخطّاط فراس البغدادي، حيث توسّطت كلَّ مصراعٍ طرّةٌ كتابيّة كبيرة خُطّتْ عليها الآية: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، تؤطّرُها زخارفُ ونقوشٌ وتعتليها عبارة (السلام عليك يا قمر بني هاشم)، وتحتها في المصراع الأيمن خُطّت عبارة (السلامُ عليك يا بن أوّل القوم إسلاماً)، وفي المصراع الأيسر (السلام عليك يا بن أقدمهم إيماناً)".
وتابع: "يحتوي ركنُ كلّ مصراعٍ على طرّةٍ صغيرة كُتِب عليها أحدُ ألقاب أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، كذلك زُخرِف كلّ مصراعٍ بإطارٍ ذهبيّ يُحيطُ به وزخارفَ ذهبيّة، وشريطٍ شعريّ كتابيّ مؤطّرٍ بشريطٍ ذهبيّ زخرفيّ آخر، وغُلِّفتْ جميعُ هذه النقوش والزخارف التي كانت بيد حسام عبد الرضا وتحت اشراف الاستاذ روضان بهية بطبقاتٍ من الزجاجِ المُقسّى الذي يمتاز بمتانته ومقاومته للكسر والخدوش" واختتم سلّوم: أنّ "أعمال التثبيت تسيرُ وفق ما خُطّط لها، على أن يتمّ بعد هذه الأعمال تثبيت الإطار الذي يُحيط بهذا الباب".
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة قد أولت اهتماماً كبيراً لجميع البوّابات والمداخل المؤدّية إلى الصحن الشريف لمرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، باعتبارها الواجهات الرئيسة له التي جاءت متّسقةً مع أضخم مشروعٍ وهو التوسعة الأفقيّة للعتبة المقدّسة، فكانت هذه البوّابات تحفاً معماريّة وفنّية غاية في الروعة والجمال، وقد أُبدع في تصميمها وتنفيذها.