وفي حوار مع وكالة انسا الايطالية، قال المساعد السياسي لوزير الخارجية وكبير المفاوضين الايرانيين علي باقري: إن الجمهورية الإسلامية الايرانية لن تتراجع عن مطالبها بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، مضيفا: أن الأميركيين هم الذين انسحبوا من الاتفاق عام 2018، فمن واجبهم اتخاذ الخطوة الأولى.
وشدد باقري في تصريح له على متن الطائرة لدى عودته من المحادثات التي استمرت خمسة أيام في فيينا، على أن مقترحات إيران منطقية وموثقة.
وبالإشارة إلى الوثيقتين اللتين قدمتهما إيران، إحداهما بشأن رفع الحظر والأخرى بشأن الملف النووي، أكد باقري انه يجب إعطاء الأولوية بوضوح للوثيقة الأولى.
وقال رئيس الوفد الايراني المفاوض: إنه حتى إدارة بايدن تعتقد أن انسحاب اميركا من الاتفاق النووي (الذي قرره سلفه دونالد ترامب) كان غير قانوني، لذلك الأمر متروك لهم لاتخاذ الخطوة الأولى لإحياء الاتفاق، وفيما يتعلق بالأوروبيين أيضًا، لم يفوا بالتزامهم لتعويض الإجراءات الأميركية.
ورفض باقري، الانتقادات الغربية للمقترحات التي قدمتها إيران في فيينا، وقال: هذه الاقتراحات منطقية وموثقة ويمكن استخدامها كأساس للمفاوضات، يمكن للأطراف تقديم مسوداتهم، لكننا نتوقع منهم الرد المنطقي على مقترحات إيران.
وتابع قائلا: إن الجمهورية الإسلامية الايرانية تؤمن بالمفاوضات بل إنها متفائلة بشأن النتيجة المحتملة، ومع ذلك، يبقى أن نرى ما هي نتيجة الجولة المقبلة من المحادثات التي ينبغي أن تعقد في الأيام المقبلة.
تجدر الاشارة بأن الجولة الجديدة من محادثات فيينا حول "رفع الحظر" وإحياء النووي انطلقت يوم الإثنين 29 نوفمبر حيث قدمت إيران وثيقتين للاطراف الاخرى بشأن رفع الحظر الأميركي غير القانوني وأنشطة إيران النووية، وطلبت الاطراف الاوروبية بالعودة إلى عواصمها للتشاور مع المسؤولين في بلدانهم والعودة إلى فيينا قريبًا لاستئناف المحادثات التي لا يزال موعدها غير محدد.
وفي هذا السياق شرح مسؤول كبير في الخارجية الايرانية آخر مستجدات محادثات فيينا، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الايرانية قد وضعت مقترحات عملية على الطاولة وأنه ينبغي على الاطراف الاخرى الرد بشكل مناسب أو حتى تقديم مقترحات خطية وأفكار جديدة.
وعلق المسؤول الإيراني الكبير على تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين بمن فيهم وزير الخارجية الذين شككوا في نتيجة محادثات فيينا، وقال: أعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق إذا كانت لدى الأطراف الأخرى حسن نية ورفضت ممارسة لعبة إلقاء اللوم غير المجدية.
واردف قائلا: أعتقد أن الإدلاء بتصريحات سلبية وإصدار مثل هذه البيانات هو تكتيك تفاوضي أكثر من مضمون المحادثات، وينطلق من مساعي الاطراف الاخرى لإلقاء اللوم على إيران من أجل الضغط على المفاوضين، ويكفي للأطراف الاخرى أن تمتلك الإرادة السياسية وتعلن استعدادها لاتخاذ الخطوات العملية اللازمة، وفي هذه الحالة، سيتم تمهيد الطريق للاتفاق وتسوية الخلافات.