وقال ظريف في كلمة القاها الاربعاء في المؤتمر الدولي الرابع "حوار رايسين" في نيودلهي: تواجه منطقتنا الآن مشاكل بالغة الصعوبة، لا سيما التطرف والإرهاب، ومن السهل علينا أن نلقي باللوم على الغرب في هذه المشاكل سواء في غرب آسيا أو آسيا الوسطى أو جنوب آسيا.
واوضح ان الحقائق التاريخية ليست قليلة في هذا المجال، وقال: في نفس الوقت، كان من الأسهل على الغرب أن يلومنا، وخاصة المسلمين، على المشاكل التي يواجهها، توجيه الاتهامات لبعضنا البعض، حتى داخل منطقتنا، ربما يكون أسهل وسائل الترفيه، لكن الوضع الحالي في المنطقة أكثر خطورة، وفي حين أن هناك الكثير من حالات الفشل، فاننا بحاجة الى كسر هذه العادة في رمي الكرة في ارض الآخرين.
واردف وزير الخارجية الايراني قائلا: لقد حان الوقت لكي تضع بلدان منطقتنا الاوهام جانبا، ما اذا كان من الممكن شراء أو استيراد الأمن، والحصول على الأمن على حساب انعدام الأمن لدى الآخرين، نحتاج إلى وقف التعبير المتكرر عن عدم الرضا عن التاريخ الماضي، والتحرك نحو إنشاء آلية فعالة وواقعية ومعتدلة في المنطقة.
وطرح ظريف مجددا فكرة اقامة الحوار الاقليمي، مضيفا: يمكننا إنشاء منتدى حوار اقليمي، وخاصة في منطقة الخليج الفارسي، والتي شهدت العديد من الحروب على مدى العقود الأربعة الماضية، من عدوان صدام على ايران، ثم غزوه للكويت الى العمليات الأميركية، وفي نهاية المطاف كابوس الكارثة الانسانية في اليمن.
ومضى ظريف قائلا: يجب أن يحترم هذا المنتدى سيادة جميع الدول وسلامتها الاقليمية واستقلالها، فضلا عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل النزاعات سلمياً وتعزيز السلام والاستقرار والتقدم والازدهار والازدهار في المنطقة.
وقال رئيس الدبلوماسية الايرانية في جانب آخر من حديثه: نحن بحاجة الى منطقة قوية بدلا من هيمنة حكام أقوياء في المنطقة.
ووصف ملامح هذه المنطقة القوية بانه تتمتع باستقرار سياسي واقليمي، وتعتمد على الشعوب كمصدر للشرعية والأمن والازدهار، ومشاركة جميع دول المنطقة في ارساء السلام في المنطقة، والعلاقات الاقتصادية، وتفاعلات محورها الشعب.
وتابع ظريف قائلا: نحن في ايران نعتمد على شعبنا كمصدر للأمن والتقدم، كما نرحب بفرصة التقدم عن طريق التعاون الاقليمي والعالمي.
واضاف وزير الخارجية الايراني: كما تعلمنا أنه لا يمكننا ضمان الأمن إلا في منطقة آمنة، حيث يستفيد جيراننا أيضا من الاستقرار الداخلي والخارجي.
واردف يقول: لقد ولت مرحلة الهيمنة الاقليمية والعالمية، ووجود منطقة أقوى هي في صالحنا، لكل المنطقة والعالم.
واشار ظريف الى ان ايران لديها مع الهند مشتركات كثيرة في بلورة مثل هذا الجوار في جنوب ووسط وغرب آسيا، مضيفا: للتحرك في هذا المسار، نمد مجددا يد الصداقة الى دول الجوار في منطقة الخليج الفارسي.
يذكر ان وزير الخارجية الايراني "محمد جواد ظريف" وصل مساء الاثنين الى نيودلهي على رأس وفد سياسي واقتصادي لاجراء محادثات مع المسؤولين الهنود حول سبل تطوير العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والمشاركة في المؤتمر المذكور.