جاء ذلك في رسالة وجهها اللواء باقري اليوم الثلاثاء لمناسبة اسبوع الدفاع المقدس ويوم السلام العالمي، اشاد فيها بمقاومة وصمود وبسالة الشعب الايراني إبان حرب الثماني سنوات المفروضة من قبل الاستكبار العالمي على ايران.
وصرح اللواء باقري في الرسالة أنه مع انتصار الثورة الاسلامية وتحدي الجمهورية الاسلامية الايرانية للنظام الدولي الظالم المفروض من قبل القوى الاستكبارية والاستعمارية في العالم والعلاقات الجائرة السائدة في العالم، قام نظام الهيمنة والاستكبار من خلال تحالف واسع وشامل، بتحريض صدام ونظام البعث العراقي، لإشعال نار الحرب المفروضة وشن العدوان واحتلال أجزاء واسعة من الوطن الاسلامي.
واضاف: إن هذه المؤامرة العالمية التي حيكت بهدف القضاء على الثورة وإبادة الجمهورية الاسلامية الايرانية، باءت بالفشل بعد اصطدامها بصخرة مقاومة الشعب وصموده وبسالة قواتنا وخلقهم الملاحم الصانعة للتاريخ، وأن هذا التهديد الضخم تحول من خلال معادلة عكسية وعلى النقيض من إرادة القوى العظمى الشرقية والغربية، إلى عامل للمزيد من ترسيخ وتعزيز أسس الثورة الاسلامية في ايران وبسط ونفوذ خطابها في انحاء العالم.
واكد انه وبعد مضي نحو أربعة عقود على بدء الحرب العالمية المفروضة التي استمرت ثماني سنوات ضد ايران الشامخة، يمكن القول بصراحة وثقة أن مصدر العديد من الانتصارات الانجازات الباهرة والتي لا يمكن إنكارها والرادعة في الوقت ذاته خلال هذه الفترة تعود في جذورها الى الدفاع المقدس، والقوة والطاقة الكامة في ثقافتها.
وصرح ان الدفاع المقدس يمثل في الوقت ذاته سر بقاء ودوام الثورة وعالميتها وكنزا ثمينا وثروة وطنية للايرانيين لاكتشاف السبل والمسؤوليات الجسيمة للنهوض بالعزة والكرامة والتقدم والمضي قدما بالوطن الاسلامي إلى الأمام والتحرك نحو القمم الرفيعة للاقتدار والمكانة العالمية.
وقال إن الدور الجدير بالاشادة والملموس لتاريخ وثقافة الدفاع المقدس في بناء قدرات البلاد الرادعة، ساهم في تخليد هذه المعجزة الكبرى في أذهان وواقع حياة جميع أفراد المجتمع.
وتابع: إن الدفاع المقدس وطاقات المقاومة وصبر وثبات الشعب في التصدي لمؤامرات ومكائد الأعداء، يعد من مكونات القدرة الوطنية وأركان ايران الاسلامية الرادعة، والذي استطاع بوصفه رمزا للانتصار والاقتدار الوطني، ان يحول زيادة العمق الاستراتيجي للثورة والبلورة الجيوسياسية للمقاومة في منطقة غرب اسيا إلى حقيقة مؤكدة، بحيث أن أي أجنبي وعميل للأجنبي، لا يفكر إطلاقا في الاعتداء على حدود هوية وارض ايران والايرانيين.
وقال: إن تزامن يوم السلام العالمي (21 سبتمبر) مع مطلع تكريم ملحمة الدفاع المقدس للشعب الايراني (22 سبتمبر) يمثل ظاهرة ذات مغزى يمكن لها أن ترشدنا إلى الحقائق والضرورات التاريخية.
واضاف: في الوقت الذي يشير السلام إلى انعدام الحرب والعنف واحترام الحقوق المتبادلة للشعوب في إطار ميثاق الأمم المتحدة، فان اميركا والكيان الصهيوني ومواكبيهم والمتحالفين معهم اقليميا وعالميا في الخطاب والعمليات الزائفة والخادعة، يقدمون أنفسهم على أنهم المدافعون الأشداء عن الانسانية وكأنهم هم الذين المنادون الحقيقيون بالسلام! في حين أنهم كانوا هم انفسهم من خلال فرضهم تعريفا خاصا عن السلام للعالم، السبب في اندلاع الحروب والتوترات العسكرية وفرض التدهور الأمني والتشرد والنزوح والتعاسة على شعوب غرب اسيا لا سيما في العقود الاخيرة.
وتابع اللواء باقري: إن سيرك الغربيين – الصهاينة الداعي للسلام كذبا وأداء أميركا الإجرامي في انحاء العالم يرسم عمق كارثة تهديد السلام، بينما لا يحمل اداء القوى العالمية في الانفاق والتمويل العسكري اي مؤشر للدعوة والمناداة بالسلام في العالم.
وأكد ان إلقاء نظرة على حرب اليمن والجرائم التي ارتكبت ضد الشعب اليمني المظلوم والشجاع تظهر حقيقة أنه بغض النظر عن شعار دعوة الغرب للسلام، فان جزء كبيرا من الأسلحة والمعدات العسكرية التي تستخدمها السعودية والتحالف المجرم ضد الشعب اليمني يتم توفيره من قبل أقطاب ما تسمى البلدان الداعية للسلام والمحبة للبشرية لاسيما أمريكا، واضاف: في هذا الخضم، واتباعا لدبلوماسية قائد الثورة الاسلامية (مد ظله العالي) المتمركزة حول الفطرة والضمير، في التعامل مع الشبان الغربيين، فان لنا كلاما وحديثا مع الجنود والعسكريين من ذوي الفكر الحر لجيش الولايات المتحدة الاميركية - الذي يعد سبب الحروب والتدهور الأمني وزعيم الجبهة المناهضة للسلام على الساحة الدولية - وأطرح ذلك معهم من خلال تساؤل التالي وهو: هل فكرتم حقا بهذا السؤال يوما وهو عمّ يبحث الجيش الامريكي على بعد عشرات آلاف الكيلومترات عن أرضه وبلاده، وعن طريق إشعال نار الحروب والاحتلال في البلدان الاخرى؟ وهل أن وجوده في الدول الخاضعة للعدوان والاحتلال والحرب بما فيها العراق وأفغانستان و... جلب حقا السلام والأمن والاستقرار لها؟ وهل يجب التصديق حقا بان الانسحاب المتسرع من القواعد العسكرية الرئيسية في أفغانستان تم من أجل ارساء السلام والاستقرار والديمقراطية في هذا البلد؟ يكفي أن نلقي نظرة على ما تمر به هذه البلاد في هذه الأيام.
وأضاف اللواء باقري قائلا: يجب التفكير قليلا بالحقائق والأحداث التي يمر بها اليمن هذه الأيام لكي نرى ماذا جلب دعم ومواكبة الجيش الاميركي للتحالف السعودي، من كوارث للشعب اليمني المظلوم والأعزل. لا تسمحوا لحكام الادارة الاميركية الحمقى والمجرمين الإرهابيين ومصاصي الدماء القابعين في غرف القيادة لهذا الجيش أن يقوموا من خلال تجميل وجوههم البشعة والكريهة، بإبعادكم عن الحقائق والوقائع الدولية وتحويلكم إلى بيادق مسحورة لسياساتهم السلطوية والمثيرة للحرب. إنهم يحاولون تخويفكم وترويعكم وجعلكم تنفرون عن أي تفكير وتامّل حول بعض القضايا والحقائق المريرة الجلية وغير القابلة للإنكار في العالم والتي هي حصيلة تصميم وتخطيط اللوبي الصهيوني.
واشار الى الحروب التي تشن في مختلف مناطق العالم قائلا، إن المنطق السليم يحتم علينا أن نبحث ونفكر في قائمة الظلم والجرائم والحروب والعنف والانفلات الأمني وتشريد مئات ألوف الناس في أرجاء العالم التواقين للحياة والعيش بعزة وأمن وهدوء لكنهم محرومون منها، والحكم على ذلك من منطلق الفطرة والضمير. إني على ثقة بأن ذهنكم الباحث عن الحقيقة والمتلهف لها، قادر على إيجاد أجوبة شجاعة وتتسم بالمسؤولية لهذه التساؤلات ومن ثم تحكموا بشانها بفطرتكم وضميركم.
وحول تحقيق السلام واستباب الامن في العالم قال، إن السلام المستديم والدائم، قابل للتحقق والوصول إليه شريطة أن تتم متابعته في ظل العدالة وبمنأى عن دائرة هيمنة وسلطة وخطاب الاميركيين.
وبشان رؤية الجمهورية الاسلامية الايرانية للسلام قال، ان السلام العادل الذي يجلب ويُرسي السلام الحقيقي والصداقة الراسخة، هو ذات الخطاب الذي تصرح به جميع الديانات الإلهية وأن إيران الاسلامية تدعو دائما إليه وتعتبره الحلقة المفقودة في عالم اليوم.
وفي هذا الخضم، فان ما يبعث على الأمل، هو اتضاح أغراض وأطماع التيارات الاستعمارية الحديثة لاميركا والغرب تجاه شعوب العالم التي تعمل على العودة إلى الفطرة السليمة وهويتها الحقيقية. وفي هذه الأيام التي يتم فيها تكريم واحياء ذكرى الدفاع المقدس والمقاومة الكبيرة للشعب الايراني في مواجهة الاستكبار والهيمنة العالمية، من قبل جميع دعاة الحق والباحثين عن السلام الحقيقي في العالم، ومع التاكيد على صيانة وحماية جوهر السلام والعدالة والكرامة الانسانية على امتداد جغرافيا العالم، نعلن: إن هناك في تاريخ الشعوب، نماذج كثيرة عن نضال الحق ضد العدوان وغياب العدل، ونظرا إلى اهمية تلك الثقافة الدفاعية ومن خلال الإفادة من تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية المناهض للاستعمار والاستلهام من سنوات الدفاع المقدس الثماني، نعتبر أن ذلك يضع حقائق يُعتد بها بين يدي طلاب ودعاة التحرر والحرية في العالم، يمكن أن تكون محط اهتمام جاد من أجل المضي قدما بالاهداف الداعية للسلام، وهذه حقيقة مؤكدة ومسلم بها من أن العقيدة الدفاعية الايرانية وتأسيا بالرسالة الإلهية لنبي الرحمة النبي محمد (ص) وتأسيسا على الآية الكريمة: "وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ" هي داعمة للمستضعفين والمضطهدين في العالم وعدوة للظالمين والمعتدين.
وجاء في نهاية الرسالة: وفي الختام، نكرّم ونقدّر الذكرى والتطلعات والأهداف السامية والملهمة للإمام العظيم الراحل (رض) والشهداء الخالدين لسنوات الدفاع المقدس الثماني والشهداء المدافعين عن مراقد أهل البيت (ع) لاسيما زعيم القلوب الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني وأمير القلوب الفريق أول الشهيد علي صياد شيرازي اللذين ضحيا من أجل إرساء وترسيخ الأمن والاستقرار والشموخ والرفعة والسمو للشعب الايراني. وإذ نؤكد على الجهوزية الشاملة للقوات المسلحة القوية للبلاد للتصدي بحزم لأي نوع من التهديدات التي تستهدف استقلال البلاد ووحدة أراضيها وأمنها وإنجازات الثورة والجمهورية الاسلامية الايرانية، نسأل الباري عز وجل أن يجعلنا سارين على خطى ونهج مقام الولاية المعظم والقائد العام للقوات المسلحة الإمام الخامنئي (مد ظله العالي)، ونثمن ونقدر أولئك حق قدرهم ونصون ونحرس حرمة دمائهم وهدفهم المقدس.