وقد ذكر في مقدمة الكتاب دوافع تأليفه له، والتي تتمثل في كون المعارف المرتبطة بالبيان القرآني مفاتيح أساسية للتعامل معه، وفهمه واستنباط الحقائق والقيم والمعارف المختلفة منه، بالإضافة إلى ما لها من دور في تحقيق تذوق الأسلوب القرآني وجماله، وهو ما يجعل ما يطلق عليه [الإعجاز البياني] عاماً لكل العصور، بل شاملاً لكل الناس.
إضافة إلى ذلك يذكر المؤلف أن أكثر الإشكالات التي وقعت في التاريخ والتراث والواقع سببها سوء الفهم للغة القرآن الكريم وتعابيره؛ فكل الانحرافات التي طالت العقيدة في الله سببها عدم مراعاة ما ورد في اللغة العربية التي جاء بها القرآن الكريم من المجاز والاستعارة والكناية والمشاكلة ونحوها.. وهكذا في كل الجوانب الأخرى.
ويذكر كذلك أن أكثر الإشكالات والشبهات التي يثيرها من يطلقون على أنفسهم لقب [الحداثيين] أو [التنويريين] أو [القرآنيين] مرتبطة بالتعامل الخاطئ مع اللغة القرآنية، حيث يحملونها أحياناً كثيرة ما لا تحتمل، ولذلك كان التعرف على البيان القرآني ضرورياً لمواجهة هذه التحريفات.
ويذكر المؤلف أنه راعى في تأليفه للكتاب استيعاب كل ما كتب في هذه الجوانب من المعاني، من حيث الجملة، لا من حيث التفاصيل، ليكون مرجعاً للمهتمين بهذه الجوانب.. بالإضافة إلى مراعاته للتنوع، فلذلك أورد في الرواية مباحث المدارس المختلفة القديمة والحديثة في هذه الجوانب بشكل متناسق حتى لو كانت متعارضة في أصلها.
كما يذكر أنه راعى التبسيط، ولذلك ابتعد عن الكثير من التفاصيل العلمية التي لا حاجة لها، وخاصة تلك التي تربط البيان القرآني بالأدب العربي نثره وشعره؛ وبدل ذلك اكتفى بالأمثلة القرآنية، وأكثر منها، حتى يتيسر الفهم، وبكل يسر وبساطة، حتى للذين لم يدرسوا المبادئ الأساسية للغة العربية.
ويذكر أنه راعى ما أطلق عليه [التدريب]، ويقصد به تدريب القارئ على استنباط المعاني واللطائف القرآنية، ولذلك جمع في الكتاب مئات اللطائف القرآنية، لما لها من التأثير الذوقي، بالإضافة إلى دورها في الدعوة للتدبر لاستنباط المزيد منها.
وقد قسم الرواية إلى أربعة فصول، ينتقل فيها في كل فصل إلى مدارس أو مساجد أوحدائق أو غيرها، حيث يلتقي بعلماء وطلبة وأصناف مختلفة من الناس، ومن عصور مختلفة، كل همهم البحث عن أسرار البيان القرآني، عبر أسئلة يسألونها، أومسابقات يجرونها، أومناقشات مختلفة يتناقشون فيها بلغة علمية أدبية مبسطة.
وقد تناول في الفصل الأول سر اختيار الله تعالى للغة العربية، وبين ميزات هذه اللغة الفريدة، وكيف كان للقرآن الكريم دور كبير في تطويرها لتتناسب معه.
وتناول في الفصل الثاني، ما يرتبط بدقة القرآن الكريم وضبطه، سواء من ناحية كلماته وألفاظه، أو من ناحية جمله وتراكيبه، أو من ناحية الترتيب والاستيعاب الوارد في كلماته أو آياته أو سوره.
وتناول في الفصل الثالث، ما يرتبط بما اعتمد القرآن الكريم من أساليب للتوضيح والتقريب والتصوير، وقد تناول فيه كل ما يذكر عادة في أبواب البيان، مع إضافة ما يذكر في الدراسات الحديثة، وخصوصاً ما يتعلق منها بالتصوير الفني.
وتناول في الفصل الرابع، ما يرتبط بالحسن والجمال والإبداع القرآني، وهو أطول الفصول، وأكثرها أمثلة، والغرض منه ليس تذوق الجمال القرآني فقط، وإنما تيسير فهمه.
وننبه في الأخير إلى أنه يمكن تحميل الكتاب الجديد من موقع المؤلف ـ كسائر كتبه ـ وهذا رابط الكتاب: https://www.aboulahia.com/c115.html
أو من خلال تطبيقه المجاني، والذي يحوي هذه السلسلة وغيرها من كتبه القرآنية، وهو على الرابط التالي:
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.aboulahia.noure.