البث المباشر

عبداللهيان : الامن لا يستتب الا عبر الثقة المتبادلة بين دول المنطقة

السبت 28 أغسطس 2021 - 20:31 بتوقيت طهران
عبداللهيان : الامن لا يستتب الا عبر الثقة المتبادلة بين دول المنطقة

قال وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، في كلمته التي القاها في المؤتمر الاقليمي لدعم العراق: "اوّد ان اعربُ عن سعادتي لمشاركتي اليوم في مؤتمر دعم العراق في بغداد نيابة عن الجمهورية الاسلامية الايرانية وفخامة السيد الرئيس الدكتور رئيسي رئيس الجمهورية. فهذا المؤتمر بمشاركة دول المنطقة يؤكد علي مساعي وجهود جمهورية العراق في توفير مجالات التعاون والتعاطي بين دول المنطقة واتمني في ظل هذه الاجتماعات ان نتوصل الي منطقة عامرة ومتنامية وحرة".

واضاف عبداللهيان ان "العراق يلعب اليوم دورا هاما بفعل الجهود والرؤي البناءة في المنطقة، فالجمهورية الاسلامية الايرانية كانت من اول دول المنطقة التي اعترفت بالعراق الجديد وعملت من خلال دعم السياقات والعمليات السياسية في هذا البلد علي تطوير انواع التبادل السياسي والاقتصادي والتجاري معها".

وتابع ان "العراق الجديد المتحرر من الارهاب في الوقت الحاضر بحاجة الي اعادة الاعمار ودعم الامور المحلية وكذا تنمية علاقات التعاون في المنطقة، لذلك فان الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ تدعم امن واستقلال ووحدة اراضي العراق وعزته وقدرته ورفع مكانته الاقليمية والدولية وتعلن استعدادها لتنمية اوجه التعاون الثنائي والاقليمي".

واشار الى انه "قد وصل انواع التبادل التجاري بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية العراق علي مدي السنوات الماضية الي اكثر من 13 مليار دولار. وتوفر ثمان ممرات عبور رسمية ونشطة بين البلدين واستمرار شتي انواع التبادل التجاري عبر هذه الممرات رغم تفشي فيروس كورونا، وهذا يعبّـر عن الترابط المتجذر الاقتصادي بين البلدين وقد ساهمت ايران عبر تصدير الخدمات الفنية والهندسية والغاز والكهرباء بشكل ملحوظ وباهر في تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق".

ولفت الى ان "نشوء داعش كانت من جملة اهم المخاطر التي تعرضت اليها المنطقة مما تركت خسائر لا تعوّض ومع الاسف تضرر العراق كثيراً بفعل ظهور الجماعات الارهابية. فأن لم تكن الاراده الشعبية العراقية ودعم المرجعية الرشيدة وتقارب ابناء المجتمع ومختلف شرائح الشعب العراقي متاحة لم يكن يُعرف ماذا كان سيحل بالعراق وبلدان المنطقة والي اي مدي تتعرض المنطقة والعالم الي التهديدات المباشرة من قبل التيارات الارهابية. ان الجمهورية الاسلامية سارعت لمد يد العون الي العراق الشقيق والصديق علي مسار مكافحة الارهاب ولم تدّخر جهداً في هذا السبيل. كما ان الشعب العراقي والاحزاب ومختلف الفئات والفصائل العراقية وايضا الحكومة العراقية قدموا الآف الشهداء علي طريق الاستقلال ومكافحة الارهاب ورغم ذلك ارتكبت الحكومة الامريكة جريمة كبري باغتيال الشهيدين المكافحين لجبهة الارهاب التكفيري وهما الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، علي هذا فان الامريكيين لا يجلبوا السلام والامن لشعوب المنطقة فحسب، انما كانوا العامل الرئيس للانفلات الامني واللاأمن حيث يمكن رؤية واستشعار هذا الموضوع في الكثير من دول المنطقه بكل جلاء".

وشدد على ان "دور ودعم دول المنطقة لاستقرار وامن العراق واخص بالذكر تحقيق الامن بمشاركة كافة الدول الجارة للعراق بما فيها الجمهورية العربية السورية الشقيقة والصديقة".

واوضح ان "مصير وحكومات وشعوب المنطقة علي ضوء الوشائج الدينية والثقافية والتقليدية والجغرافية والتاريخية المشتركة مرتبطة ببعضها البعض، فالجمهورية الاسلامية كانت ولازالت تؤكد علي تحقيق السلام دوماً عبر الحوار والتباحث الداخلي الاقليمي وتتمني ان تصل دول المنطقة الي قناعة مشتركة علي ان الامن لا يستتب الا عبر الثقة المتبادلة بين دول المنطقة بعضها بعضا والاعتماد علي القدرات الوطنية وتعزيز الاتصالات وحسن الجوار بين بلدان المنطقة وعدم تدخل الدول الاجنبية فيها، فهذه القناعة المشتركة يمكن ان تمهد المجال للكثير من علاقات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بالمنطقة وان تضمن في ظل الامن المشترك والمستدام ومن خلال الاستعانة بالموارد الآلهية اجواء الرقي والتنمية الشاملة لبلدان المنطقة.

وقال ان المنطقة تمتلك جميع المؤشرات الدينية والثقافية والحضارية والطاقات المادية والمعنوية للتعاون والتقارب الاقليمي ولكن مع الاسف بفعل مظاهر التدخل الاجنبي وهيمنة الافكار المتمحورة حول الامن الي مشاكل عديدة ومنها الحرب وعدم الاستقرار والتوتر الامني، فما نحتاجه اليوم واكثر من اي وقت مضي هو الوصول الي "الامن الاقليمي المستدام" بمشاركة دول المنطقة، اذ ان تحقيقه رهن بانـــفاق الموارد الاقتصادية للوصول الي التحالف من اجل السلام والتنمية".

وختم كلمته قائلا "الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت دعمها ومساعدتها للعراق حكومة وشعبا وكذلك ما يتعلق بقراراتها الخاصة بشأنها المحلي ومنها خروج القوات العسكرية والاجنبية واقامة الانتخابات المبكرة وترحب ثانية بالدور البناء لهذا البلد في اشاعة ثقافة الحوار وعلاقات التعاون الاقليمي وتعتبر بان اوجه التعاون الاقليمي فيما بين دولها هي ركيزة بناء السلام والاستقرار في هذا المسار، لان الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال التأكيد علي الدور الهام لبلدان المنطقة اعلنت استعدادها لدفع هذه الأهداف والغايات الي الامام"، متابعا "مرة ثانية اتقدم بالشكر الجزيل للحكومة العراقية لاستضافة هذا المؤتمر متمنيا كل النجاح والرفعة للحكومة العراقية وللشعب العراقي الشقيق".

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة