وشدّد مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي لصحيفة "الوطن" السورية، أن الجيش العربي السوري قادر بفضل جهوزيته وإمكاناته العسكرية ومعنوياته العالية، على قلب موازين الميدان لمصلحته عندما تقتضي الضرورة ذلك، وعندما ترتئي قيادته العسكرية لزوم تحقيق نصر عسكري يعيد المناطق التي يحتلها الإرهابيون إلى سلطة الدولة السورية الشرعية، بغض النظر عن مزاعم متزعمي الميليشيات بأنهم مستعدون للوقوف في وجه الجيش العربي السوري بدعم من النظام التركي.
وأضاف المصدر إن وحدات الجيش على أهبة اليقظة والاستعداد للرد بقوة على خروقات المسلحين التابعين لتركيا والذين يسعون باستفزازاتهم وممارساتهم العدوانية المتكررة إلى نسف وقف إطلاق النار، الذي أقره «اتفاق موسكو» الروسي- التركي العائد لآذار ٢٠٢٠، نهائياً.
ورأى المصدر بأن "التصعيد من النظام التركي وإرهابييه في «خفض التصعيد»، يراد منه تفجير كل الجبهات من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي إلى سهل الغاب مروراً بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وصولاً إلى ريف حلب الغربي والشمالي والشرقي، هروباً من تنفيذ استحقاقات اتفاقي «موسكو» و«سوتشي»، لعام ٢٠١٨، ومسار «أستانا»، بدليل انتقال الخروقات بشكل ممنهج من جبهة إلى أخرى وضم مدينة حلب إلى قائمة الأهداف عبر استهداف الأحياء الآمنة فيها بالصواريخ".
مراقبون للوضع في «خفض التصعيد»، أوضحوا لـ«الوطن»، أن طلب النظام التركي من ميليشياته رفع «الجهوزية القتالية» تارة في ريف إدلب الجنوبي، وتارة في محور سراقب بريف المحافظة الشرقي، وأخرى بريف حلب الغربي، الهدف منها القيام «بعمليات انتقامية» ضد الجيش العربي السوري وضد القوات الروسية، وهو ما أعلن عنه بعض متزعمي الميليشيات الممولة من النظام التركي في تصريحات لهم.
وأشار المراقبون إلى أن استقدام أعداد كبيرة من إرهابيي «الأوزبك» أخيراً إلى جبهات إدلب، وخصوصاً إلى خطوط تماس جبل الزاوية بريف المحافظة الجنوبي، يندرج في هذا الإطار لتنفيذ عمليات انغماسية وتفجير الوضع وصولاً إلى المواجهة الشاملة التي لن تكون في مصلحة الإرهابيين وداعمهم التركي.
وتهكم هؤلاء من تصريح متزعم «جبهة النصرة» الإرهابي أبو محمد الجولاني في ٢٤ الشهر الماضي خلال لقائه ناشطين إعلاميين بمدينة إدلب، عندما تشدق بأن «قرار الحرب والسلم» بيد الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وبينوا أن المشغل التركي لـ«النصرة» يقف وراء ادعاءات وتصريحات كهذه الغاية منها رفع معنويات الإرهابيين، وهي لا تقدم ولا تؤخر في حقيقة أن المبادرة العسكرية بيد الجيش العربي السوري الذي استعاد مناطق وأراض شاسعة من حماة وإدلب وحلب خلال عملياته العسكرية مطلع العام الجاري.
ميدانياً، ردّ الجيش العربي السوري أمس على خروقات الإرهابيين لوقف إطلاق النار، واستهدف مصادر نيران إرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» في كل من سفوهن والفطيرة وكنصفرة وإبلين بجبل الزاوية جنوب إدلب، واستهدفت مدفعيته مراكز إرهابيي «النصرة» في زيزون وقسطون والدقماق والزيادية في سهل الغاب الشمالي الغربي غرب حماة، محققاً إصابات مؤكدة في صفوف الإرهابيين وعتادهم العسكري.