وقال يانهونج شي، الحاصل على دكتوراة في علم الأعصاب، ومدير قسم أبحاث بيولوجيا الخلايا الجذعية والنمائية في معهد بيكمان للأبحاث في مركز ”City of Hope“، "واجهنا تحديات كبيرة في تطوير أدوية مرض الزهايمر بسبب الفهم غير الكامل لآليات هذا المرض".
أضاف شي "تستخدم الأبحاث قبل السريرية في هذا المجال في الغالب نماذج حيوانية، ولكن هناك فرقا كبيرا بين البشر والحيوانات بما في ذلك، القوارض، خاصة عندما يتعلق الأمر بهندسة الدماغ".
وتابع "لهذا قمنا في City of Hope بإنشاء نموذج مصغر للدماغ باستخدام تكنولوجيا الخلايا الجذعية لدراسة مرض الزهايمر، ونأمل أن يساعد في إيجاد علاجات لهذا المرض المدمر".
وتمكن باحثو City of Hope من تصميم نموذج لمرض الزهايمر المتقطع، وهو الشكل الأكثر شيوعا للحالة، باستخدام "عضيات الدماغ" المشتقة باستخدام تقنية الخلايا الجذعية التي يسببها الإنسان (hiPSC).
ولأن مرض الزهايمر هو مرض الشيخوخة، قام العلماء بتعريض النماذج لمصل لتقليد انهيار الحاجز الدموي الدماغي المرتبط بالعمر، ثم قاموا بإجراء تجارب مختلفة على العضيات من خلال تجارب مختلفة لاختبار المؤشرات الحيوية المعروفة لمرض الزهايمر، بما في ذلك المستويات المرتفعة من لويحات الأميلويد وتشابكات تاو، وكذلك الفواصل التشابكية المرتبطة بالتدهور المعرفي، من بين الأنماط الظاهرية المرضية الأخرى التي تسببها الحالة.
من جهته، قال شيانوي تشين، الباحث الأول للدراسة ”لقد اعتمدت معظم الدراسات الأخرى على عضيات الدماغ لفحص مرض الزهايمر، وتم استخدام نماذج دماغية مصغرة، ولكن لكي نفهم حقا ما يحدث عندما يصاب الشخص بمرض الزهايمر، نحتاج إلى استخدام النماذج المرتبطة بالعمر، وهذا ما فعلناه في هذا المشروع البحثي".
وأضاف تشين "نعتقد أن عضيات الدماغ المرتبطة بالعمر التي أنشأناها ستوفر منصة قوية لنا لإيجاد علاجات فعالة للاضطرابات التي تؤثر على أكثر أعضاء جسم الإنسان تعقيدا".
وقال مات هوينتلمان، أستاذ علم الوراثة العصبية في معهد أبحاث الجينوميات الانتقالية، إن نموذج الدماغ الذي طوره باحثو مركز ”City of Hope“، يوفر وسيلة جديدة لفحص قدرة العلاجات الجديدة لمرض الزهايمر.
وتابع إن "استخدام النموذج الذي تم تطويره في هذه الدراسة يمكن أن يساعد في تسريع تقييم خيارات العلاج المحتملة؛ ما يعطي إحساسا جديدا بالأمل لمرضى الزهايمر وعائلاتهم".
جدير بالذكر، أن أكثر من 6 ملايين شخص يعيشون مع مرض الزهايمر، الذي يتسبب في وفاة العديد من الأشخاص أكثر من سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، وفقا لجمعية الزهايمر.
ولا يؤثر المرض التنكسي المفجع على الشخص المصاب بالحالة فحسب، بل يؤثر _أيضا_ على عائلته وأصدقائه، ولا يوجد علاج له حتى الآن، والعلاجات المتاحة تعالج الأعراض فقط وليس السبب الجذري.