البث المباشر

شرح فقرة: "وبمحمد وآل محمد أتوجه إليك وأتوسل وأتشفع..."

السبت 9 إبريل 2022 - 15:49 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "وبمحمد وآل محمد أتوجه إليك وأتوسل وأتشفع..."

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 32

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـ (دعاء علقمة او صفوان) وهو دعاء يقرأ بعد زيارة الامامين علي والحسين عليهما السلام، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا الى مقطع ورد فيه هذا التوسل بالله تعالى (فبك استفتح وبك استنجح) ثم يقول (وبمحمد وآل محمد اتوجه اليك واتوسل واتشفع فأسألك يالله يا الله يا الله)، هذا القسم من الدعاء سبق ان حدثناك عن نكاته وما يتضمنه من آداب الدعاء، حيث قلنا في لقاء سابق ان للدعاء آدابه وان الثناء على الله تعالى اولاً ثم تقديم محمد(ص) وآله عليهم السلام ثانياً يظل في الصميم من آداب الدعاء من جانب ومدعاة الى الاستجابة من الجانب الاخر.

وقد لاحظنا في لقاء سابق القسم الاول من الآداب في الدعاء وهو الثناء على الله تعالى واما القسم الآخر وهو تقديم المعصومين عليهم السلام أي النبي(ص) وآل بيته عليهم السلام فنحدثك عنه الان.

يقول الدعاء (وبمحمد وآل محمد اتوجه اليك واتوسل واتشفع)، ان هذه العبارات تحفل بنكات متنوعة من الدلالات يجدر بنا ان نلم ولو عابراً بها فالملاحظ اولاً تقديم محمد(ص) ثم آله عليهم السلام، والنكتة هنا مع بساطتها ووضوحها تتمثل في افراد محمد(ص) ثم اردافه بآله عليهم السلام، وهي نكتة تتمثل في الذهاب الى ان محمد(ص) هو الشخصية المصطفاة للرسالة لا احد يضارعه في ذلك، وتتمثل ايضاً في ان آله عليهم السلام هم الخلفاء او الاوصياء او الشخصيات المنتقاة من الله تعالى ونبيه(ص) في التسليم بمقامهم، هذا اولاً، ثانياً ان الخطوة الثانية من آداب الدعاء هي الثناء عليهم عليهم السلام او التقديم لهم عليهم السلام بمثابة وسطاء او شفعاء او وسائل الى الله تعالى، من هنا نواجه في هذه الفقرة من الدعاء موضوعات ثلاثة تتصل بهذا الجانب حيث ذكر الدعاء التوسل بهم اولاً والتشفع بهم ثانياً وقبل ذلك التوجه بهم الى الله تعالى.

وهذه الموضوعات الثلاثة تحتاج الى التوضيح، الموضوع الاول هو العبارة القائلة (وبمحمد وآل محمد اتوجه اليك)، التوجه الى الله من خلال محمد(ص) وآله عليهم السلام، هو الموضوع الذي نعرض له الان فنقول ان الاتجاه او التوجه الى الله تعالى قبل سؤالنا اياه تعالى قضاء حوائجنا يظل حافلاً باهمية كبيرة هي انهم عليهم السلام النخبة او الصفوة المنتقاة من الله تعالى حيث جعلهم وسطاء فيما بين الله تعالى وسائر الخلق وهذا لا يحتاج الى مزيد من التوضيح.

ولكن العبارة او الموضوع الثاني هو ان المرحلة المتعقبة لجعلهم مقدمة التوجه الى الله تعالى التوسل بهم ان التوسل بالله تعالى في انجاز حاجاتنا يسبقه توسل بالله تعالى بهم عليهم السلام في تحقيق ذلك.

وهذا يعني خطورة هذا النمط من التوسل بمعنى ان الله تعالى من اجلهم سوف يتفضل علينا بانجاز حاجاتنا.

ثم المرحلة الثالثة وهي عبارة واتشفع أي نتشفع في انجاز حاجاتنا فماذا نستلهم من المعنى المذكور او من العبارة المتقدمة؟

الشفاعة هي الاستعانة او المعاونة من احد الاطراف لصاحب الحاجة وهي تنسحب على الامور الدنيوية والاخروية من حيث الحياة الاخرة فان الشفاعة تتمثل في انقاذ الشخصية من خلال شفاعة محمد(ص) وآله عليهم السلام للشخصية المذكورة أي نجاتها من العقاب واما دنيوياً فان شفاعتهم عليهم السلام تتمثل في الاستعانة او المعاونة منهم في انجاز حاجاتنا الشخصية لذلك فان فقرة الدعاء المتوسلة بالله تعالى بتقديم محمد وآله عليهم السلام اولاً والتوسل بهم ثانياً ثم التشفع بهم ثالثاً تعني ان يصبحوا عليهما السلام وسطاء بين الله تعالى وبين القارئ للدعاء في تحقيق آماله في مختلف امورهم.

والنكتة في هذه الموضوعات الثلاثة أي التوجه والتوسل والتشفع هي ان التوجه هو معرفتنا بهم عليهم السلام وبمقامهم ثم ما يترتب على ذلك من التوسل بهم ما داموا معروفين لدينا في مقامهم ثم التشفع بهم ما دمنا نتطلع الى تحقيق وانجاز حاجاتنا أي استجابة دعائنا.

اذن اتضح لنا جانب من النكات التي لاحظناها في آداب الدعاء المرتبطة بمقام النبي(ص) وآله عليهم السلام والمهم هو معرفة ذلك والتوفيق في ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة