البث المباشر

شرح فقرة: "ومفرج لا مفرج سواك، ومغيث لا مغيث سواك..."

السبت 9 إبريل 2022 - 15:49 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "ومفرج لا مفرج سواك، ومغيث لا مغيث سواك..."

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 29

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـ(دعاء علقمة او صفوان)، وهو دعاء مشهور يقرأ بعد زيارة الامام علي(ع) والامام الحسين(ع) وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع ذاتي، أي يتحدث عن هموم القارئ للدعاء وتوسله بالله تعالى بان يكفي عبده شدائد الحياة، حيث ورد في الدعاء ما يأتي (يا كافي ما لا يكفي سواك، فانك الكافي لا كافي سواك ومفرج لا مفرج سواك، ومغيث لا مغيث سواك وجار لا جار سواك)، ان هذا المقطع من الدعاء وهو يتضمن اربع صفات لله تعالى هي الكافي المفرج المغيث الجار هذه السمات واعدناك في لقاء سابق بان نحدثك عنها وهذا ما نبدأ به الان.

السمة الاولى هي الكافي ونعتقد ان قارئ الدعاء لا يجهل دلالة هذه الكلمة الواضحة حيث ان الكافي يعني انه كاف لا وجود للنقص او الخلل او القصور فيه فمثلاً عندما تلجأ الى مخلوق ما وانت بحاجة الى اعانة كبيرة لا يسع المخلوق تحقيقها لك اما لضخامتها او لتلكؤه حيالها فان العكس هو المحقق لما تتطلع اليه من الاعانة الا وهو الله تعالى لانه يكفيك ما تحتاج اليه نظراً لقدرته غير المحدودة كما هو واضح.

اذن عندما يقول النص بان الله تعالى هو كافي لا كافي سواه انما يهدف الى توضيح الجانب المذكور وهو امر يجعل قارئ الدعاء مطمئناً الى ان الله تعالى قادر على كفاية اموره جميعاً.

هنا ينبغي لفت نظرك الى نكتة بلاغية في هذا السياق حيث نذكرك بان سمة الكافي هي عامة وشاملة بحيث تتسع لسمات فرعية تتفرع منها لان الكفاية هي مستغرقة لكل الانماط من الحاجات او لنقل انها تنسحب على اشكال الاعانة للانسان حيث انها تشمل الاغاثة والتفريج والاجارة والخ، لذلك نجد ان مقطع الدعاء يتجه الى طرح ثلاث سمات هي المفرج والمغيث والجار، هذه السمات الثلاث نحدثك عنها الان بشكل عابر.

من البين ان سمة المغيث تعني المعونة المصحوبة بمن طلب نجدة او جار بحاجته كالملهوف يتطلع الى من يستجيب لطلبه وبهذا يجسد احد اشكال الطلب لنصرته أي انه يستنصر قوة تهرع الى انقاذه وهي حالة عاطفية بالغة الشدة كما هو واضح.

وهذه السمة أي طلب المعونة المصحوبة بصراخ العبد توافقها السمة الالهية المتمثلة في المغيث أي من يحقق لك ما طلبت من النصرة المتسمة بما هو خطر وهي بذلك تختلف عن سمة الهية اخرى هي المفرج حيث تعني نمطاً آخر من التحقيق لحاجات العبد، كيف ذلك؟

المفرج سمة تعني السعة والكشف والانقشاع والانفتاح انها سمة ترتبط بنمط من حاجات الفرد بحيث يعاني هماً او غماً او شدة بنحو مطلق لدرجة ان العبد يتحسس بضيق الصدر وبتأزم الباطن وهو امر لا سبيل الى زواله الا من خلال الانفراج او الانفتاح او الكشف او الانقشاع لتلك الحالة الانغلاقية لباطن العبد أي التوتر الشديد الذي يتطلب انقشاعاً لخطوطه المطبقة مثلاً في حالة اصابته بالبرد الشديد حيث تحتاج الى دواء يزيل التوترات المذكورة وهذا ما يتناسق تماماً مع سمة من يفرج أي يزيل التوترات المذكورة وهو سمة المفرج.

اخيراً ثمة سمة اخرى هي الجار أي المجير ومعناها انقاذ العبد الذي يلتجئ الى الله تعالى حيث ان المغيث هو من يستمع الى صرختك وحيث ان المفرج هو من يزيح توتراتك المنغلقة عليك بينما المجير او الجار هو من يجعلك آمناً مطمئناً في مأواك الذي التجأت اليه كمن فر مثلاً من العدو وجاء الى بيت شخص آخر وطلب اللجوء وهكذا بالنسبة الى من فر من الشدائد والتجا الى الله تعالى فانه يجيره دون ادنى شك.

ختاماً نسأله تعالى ان يكفينا ويغيثنا ويفرج عنا ويجيرنا من شدائد الدنيا والاخرة وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة