البث المباشر

الطارف والتليد - 16/02/2010

الأربعاء 17 فبراير 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد على كل حال وهو حسبنا ونعم الوكيل. سلام عليكم ورحمة الله واهلاً بكم في ندوة الثقافة والادب الطارف والتليد ونحن سعداء بحضوركم ما فيها من عطاء ينمو بمشاركتكم في اثراء هذا البرنامج مشكورة لكم محفوظة عليكم و موضوعه اليوم هو ما كنتم معه في الاسبوع الماضي الا وهو السرقات الادبية. سادتي الكرام سيداتي الكريمات سعدنا في الحلقة الماضية من هذه الندوة بعرض خاطف لموضوع السرقات الادبية الشاغل للناس عامة واهل النقد والادب خاصة في ارجاء الدنيا امس واليوم وكانت تلك الحلقة استجابة لطلبات عزيزة علينا تمنينا ان نسعفها بالرضى عما قدم استجابة لها وما نحن فيه الان تلبية لتلك الطلبات وما زاد عليها من الراغبين في تجلية هذا الموضوع القديم الجديد او بلغة البرنامج الطارف والتليد والان ارحب بأخي العزيز واستاذي في بداية البرنامج الاخ العزيز الاستاذ الجزائري وابدأ السير معه لا ادري في ظلمات السرقات ام في انوارها، اهلاً بك استاذ جزائري في هذا اللقاء. الجزائري: ادنى المكرومتين هي اعز، اخي هي التي ترفعي وهي التي تسقيني وتطعمني، اطعمك الله وسقاك من كل خير وهنئك ذلك الخير وشكراً لك وانا بين يديك. المحاور: وانا اشكرك ايضاً يعني استاذ بشير الجزائري بداية دعني نعود الى بدايات السرقات الادبية برأيك متى ظهرت السرقات الادبية؟ الجزائري: كثير من الناس يحسبون ان هذا الموضوع هو موضوع عصري وناس آخرون كثيرون يحسبونه عباسي وهو في حقيقته كان قد ظهر عندما ظهر ادب الانسان وذوقه وتللذه الجمال لأن كل الناس كما انت تدري وقد مررنا في التناص الذي ذكرتنا انت ألم يكن التناص هو ترجمة لذاك الذي كان الناس يسمونه سرقات ادبية وقال المسكين بلى بلى هو هو، الا انه اخذ اسماً جديداً لم يكن سارياً عند العرب وليس له من اصل في لغتهم، ليس هذا المهم انما المهم ان السرقات الادبية موجودة بوجود هذا الانسان مذ كان الادب كانت السرقات الادبية، ألا تتذكر يوم قعدنا اول قعدة وصرنا نتحدث بهذا وسأل سائل أليس أبنتك آيات قد سألتك كذا؟ أما تعلمت منها شيئاً؟ أما علمتها شيئاً؟ هذا هو التناص وهذا هو السرقة الادبية يعني انت تسمع شيئاً جميلاً يلذ لك فتحاول ان تخرجه من غير ان تنسبه الى صاحبه، تحاول ان تكون الفكرة فكرة انت، صحيح انك سمعتها من الاخرين ولكنك اضفيت عليها ثوباً آخر شفافاً كطبعك الكريم. المحاور: يعني هل المقصود اذا قرأت نصاً كتب فيه مثلاً "وحين ازدهرت البراعم" مثلاً وانا اقول: وحين اقبل الربيع". الجزائري: احسنت هو هذا. المحاور: هذا هو نوع من السرقة ولكن السرقة هي سرقة ذكية. الجزائري: هو المشكلة في التسمية، التسمية هي تسمية ظالمة، التسمية لم تكن ناهضة بهذا المنهج الكريم الذي هو اقوى مناهج النقد الادبي في الحقيقة. المحاور: يعني استاذ بشير أليس من اجدر كان ان يسمى. الجزائري: التأثر الادبي. المحاور: مثلاً التمثيل. الجزائري: احسنت، التمثيل؟ المحاور: نعم. الجزائري: لا من الممكن ان يسمى التأثر والتأثير يعني انت التذذت شيئاً من الاشياء واخذته وصغته بصورة اخرى. المحاور: وكأني اقول كان رجائي وكان املي. الجزائري: اي هذا تأثر اذا كان هو البيت نفس او القصيدة او حتى القطعة الادبية او المقالة او القصة، كثير من القصاصين اليوم يقرأ قصة فتعجبه فينظم من ساعته ويكتب قصة على منوالها تماماً تماماً بكل حذافيرها سوى ان الازمنة تتغير كما انت تدري والاسماء تتغير والامكنة تتغير حتى يري القارئ انها بنت فكره وحده لا شريك له وهي في حقيقتها كانت ثمرة تأثره بتلك القصة التي قرأها. المحاور: يعني استاذ بشير بالنسبة للشعر العربي والشعر الجاهلي الذي يقال انه دون ما بعد الفتوحات عندما استتبت الامور وذهب الناس الى بيوتاتهم فجمعوا ما جمعوا يعني بذلك يستطيع اي قارئ ان يقول انا. الجزائري: استبعد ان يكون اذا سمحت لي اخوياً، استبعد ان يكون ذلك التدوين او ذلك التحرير هو بعد الفتوحات الاسلامية، العرب على قلة الكتابة والقراءة بينهم في مكة المكرمة او في المدينة المنورة وهي في المدينة اكثر منها والعرب الفصحاء حول المدينة ليسوا اقل من العرب الفصحاء حول مكة المكرمة كما تعلم، الذين كانوا في المدينة المنورة كانوا يكتبون، لماذ؟ لأن اليهود كانوا اولي قراءة وكتابة، لأن دينهم كان مكتوباً بين ايديهم والنصارى ايضاً كانوا اولي كتابة. المحاور: لا المقصود التدوين والكتابة، المقصود سيدي الكريم انه بعد ما ظهر الاسلام وخاصة بعض الرؤى الاسلامية للشعر والشعراء وبعدما انشغل الناس بالغزوات والفتوحات، هذا ألا تتصور اصبح حاجزاً ما بين شعر المعلقات في الجاهلية الى ان عادت الناس وجمعت ما قيل ما قبل الاسلام؟ الجزائري: لي سؤال واحد اذا سمحت لي، في الفتح الاسلامي ساعة وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى الكعبة وصار ينزل ما فيها من اصنام ويحطمها وعلي على كتفه (سلام الله عليه) اول شيء تناوله اسقاط المعلقات التي كانت معلقة وانت تعلم انها عيون الشعر الجاهلي، عيون الشعر العربي يعنيا نفس ما فيها، اذا لم تكن هناك كتابة للآثار العربية فكيف علقت هذه المعلقات؟ المحاور: انا لااتحدث عن وجود كتابة عربية او غير عربية، سيدي الكريم انا اتحدث ان الحروب هي حالة ما بين الرجوع الى تدوين تلك التي مزقت، انا هدفي كان شيء آخر. الجزائري: جميل. المحاور: اقول انه لو اخذنا بما قلت انت فيبدو ان شعراء الجاهلية كلهم عندما كانوا يبكون الاطلال:
قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل
لخولة اطلال ببرقة ثهمد
اذن يمكن ان نقول ان احدهم قد سرق من الاخر وهل يمكن ان نقول ذلك؟ الجزائري: من الممكن جداً. المحاور: في التصوير الادبي. الجزائري: من الممكن جداً وامثلتها كثيرة ولكن لا مجال لذكرها الان، كانوا يقولون من اخذ من من يعني امرئ القيس اخذ من طرفة بن العبد الذي ذكرته من غير ان تسميه الان، امرئ القيس اخذ من طرفة ام طرفة اخذ من امرئ القيس؟ المحاور: وهناك ايضاً آراء سيدي الكريم ان النابغة الذبياني قد اخذ من امرئ القيس والنابغة الجعدي اخذ من النابغة الذبياني واخذ من امرئ القيس. الجزائري: نعم هذه هي السرقة ولكن ليست هي بسرقة انما تأثر، انما ألتذاذ بشيء وتحويل ذلك الالتذاذ. المحاور: طيب انت فرضت علي ان اسأل هذا السؤال سيدي الكريم ولو هي عودة صغيرة. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: انت برأيك الى اي نوع من الادب تنتمي السرقات الادبية؟ الجزائري: للنقد وحده لا شريك له. المحاور: اذن النقد والنقد لا غير النقد. الجزائري: لا غير، لا غير. المحاور: نعم نعود مرة اخرى الطارف والتليد مستمعينا الافاضل الذي ننهل فيه من معين الاستاذ بشير الجزائري وايضاً لنتمتع بصحبتكم في هذا اللقاء مستمعينا الكرام، دعونا نذهب الى العراق ومعنا الاخت العزيزة عذراء الموسوي، سلام عليكم علوية. الموسوي: .... المحاور: للاسف الشديد انقطع، طيب استاذ بشير دعنا نعود مرة اخرى. الجزائري: عد يا سيدي. المحاور: يعني سيدي الكريم انت تتحدث عن سرقات ادبية وانا اشرت في البرنامج الماضي، يعني ماذا يستفيد سيدي الكريم القارئ من معرفة هذه السرقات؟ الجزائري: كثيراً والله. المحاور: مثلاً ما الذي يحصل؟ الجزائري: اولاً اسمح لي ان اقول جواباً عن السؤال الجميل جداً السابق قبيل قليل. المحاور: استاذ بشير انا اعتذر يبدو ان، المخرج اشار الي واعتذر اعتذر، يبدو ان الاخت عذراء الان هي معنا على الهاتف، عذراء الموسوي سلام عليكم علوية. الموسوي: وعليكم السلام ورحمة الله احييك استاذنا العزيز رائد وتحياتي للاستاذ بشير الجزائري وجميع الكادر واشكركم على هذا البرنامج. الجزائري: حياكم الله واكرمكم. المحاور: شكراً جزيلاً تفضلي. الموسوي: الله يسلمكم طبعاً انا بخصوص المحور اود ان اوجه هذا السؤال للاستاذ بشير، سؤالي هو لماذا الحديث بالسرقات الادبية مادام النقاد واهل الادب وان المعاني حق للجميع يستطيع كل منه ان يصوره من التعبير عن فهمه له؟ واشكركم جزيل الشكر. المحاور: وانا اشكرك يا اختي العزيزة عذراء الموسوي، نشكرك الشكر الجزيل، اعيد السؤال ام انك تلقيت السؤال كما هو؟ الجزائري: هو واضح وانا اشكر لك ولها واقول لها لو كانت الان على الهاتف ويبدو انها قد مضت معافاة ان شاء الله ومصاحبة كما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كان حينما ينفصل عنه احد كان يقول "امضي مصاحباً" اي مصاحباً لله سبحانه وتعالى يعني يصاحبك الله. المحاور: ان شاء الله. الجزائري: السيدة عذراء ربما لم يمر بخاطرها انها هي نفسها يوم ما طلبت منا انا وانت ان نتحدث بالسرقات الادبية، بلى او نعم؟ المحاور: نعم وبلى الجزائري: اكرمك الله، حقيقة السرقات الادبية تستلفت نظر كل انسان لأن الكلمة موحية بأشياء كثيرة جداً كما مر معنا في البدأ لماذا تسمى سرقة ما دام عقل الانسان واحداً ومادامت الصورة التي تخطر في بالك تخطر في بالي وفي بال آلاف من البشر ممن سبقنا وممن معنا وممن يلحق بنا، لماذا تسمى سرقة؟ ليست سرقة انما التسمية كما قلت لك كانت غير ناهضة بواجبها، لم تكن قد ادت ما عليها من حق لذاك المتلقي الذي نسميه القارئ وخاصة للمتلقي الذي هو من عامة الناس، لدينا متلقيان احدهما قارئ فائق وهو الناقد والاخر قارئ مألوف من عامة الناس هؤلاء مهما فهموا فهم معذورون في فهمهم اما الناقد فهو يدرك ان المقصود ليس هو السرقة بمعنى السرقة، بمعنى اللصوصية كما قال احدهم مثلاً لماذا لا نسميها اللصوصية الادبية؟ واللصوصية الادبية اليوم موجودة، اليوم ظهرت اللصوصية الادبية بمعناها الحقيقي لا بمعناها الفني. المحاور: معنى الكلمة مابين التلصص والاستراق. الجزائري: رحم الله والديك، جاء فلان و والله هذا حدث وشكت منه الجامعات وشكت منه المؤسسات الثقافية ودور النشر، جاء فلان الى كتاب من الكتب فحدث منه ثلاثين او اربعين صفحة من الاول وثلاثين او عشرين من الاخر واضاف شيئاً في المقدمة والمؤخرة والوسط وكتب اسمه الكريم عليه الدكتور فلان. المحاور: هذا رجل ذكي والله. الجزائري: ها. المحاور: هذا رجل ذكي جداً. الجزائري: وطالما شكت على وجه الخصوص جامعة القاهرة (سلام الله عليه)ا من مثل هذه الحوادث. المحاور: الحمد لله رب العالمين. الجزائري: على كل حال هذه هي اللصوصية اما ان تقول انت شيئاً جميلاً واستطيبه انا واعيده بألفاظ اخرى ربما اقارب ذلك المعنى الاول الذي قلته انت، اقارب الصورة الاولى التي اظهرتها انت للناس بتنويرك وتضليلك وربما اكون ادنى منها او اكون ارقى منها ايضاً فأنا اذا كنت مساوياً لها لم تكن هنالك سرقة او كنت ارقى لم تكن سرق حتى اذا كنت ادنى لكنني اذا، ارجو المعذرة وهذا معلوم وقد ذكر في الحلقة الماضية، لكنني اذا كنت قد اخذت كلماتك حتى كلماتك ولم آخذ المعنى فقط وانما عدوت حتى على الالفاظ واخذتها او اخذت جزءاً منها هنا اعد سارقاً ولكني حينما آخذ كلمتين مثلاً من عشر كلمات لا اوصف بالسارق لكن عندما آتي الى العشر كلمات فأستعملها، استعمل مرادفاتها. المحاور: اذن استاذ بشير الجزائري هذه تهمة عامة لكل الثقافات في العالم فأنا فهمت الان ان جميع القصص الشعبية المنقولة هي مسروقة وجميع الاساطير هي مسروقة وجميع ما جاء في كتب الادب من مسرح وغيره من اوربا كلها مسروق. الجزائري: بهذا المعنى نعم. المحاور: طيب لوتسمح سيدي الكريم نذهب لنستقطب اتصال هاتفي من البحرين معي اخ عزيز، نعم المخرج يقول الاخ رائد ابو طاهر من البحرين، يعني اخ رائد نحبك حبين اولاً لتشابه الاسماء وثانياً لأنك تصطحبنا، سلام عليكم واهلاً بك. رائد: سلام عليكم حياكم الله استاذ. المحاور: اهلاً وسهلاً ياهلا. رائد: احييكم على هذا البرنامج استاذ رائد والاستاذ بشير الجزائري. الجزائري: حياك الله. رائد: واشكرك على هذه التحية. المحاور: الله يخليك. رائد: الله يسلمكم ان شاء الله. المحاور: تفضلوا. رائد: عندي سؤال للاستاذ بشير، لماذا كان الشعر مرتعاً للسرقات الادبية اكثر من النثر على مر العصور؟ واشكركم مجدداً استاذي العزيز. المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل، اذن سيدي. الجزائري: انا سعيد والله ان اكون بين الرائدين يعني انت وهو او هو وانت. المحاور: استاذ بشير لدينا اتصال من العراق السيد نوري ايضاً من النجف الاشرف هو ايضاً معنا. الجزائري: هذا السيد دائمي. المحاور: اذن السيد نوري سلام عليكم اهلاً بك. نوري: سلام عليكم مولاي السيد بشير. الجزائري: اكرمك الله وعليكم السلام ورحمة الله، مولاك الله تفضل. نوري: بشركم وخلدكم الله في الجنة ان شاء الله. الجزائري: انت ومن تحب. نوري: مولاي الصافي النجفي تعلم الفارسية ونظم الرباعيات ولم ينسب الشعر لنفسه وكان يمكن ان ينسبها الى نفسه ولا من شاف ولا من درى مثل ما يقول المصريون فماذا تقول استاذنا العزيز؟ الجزائري: اكرمك الله اتفاقاً انا احبك واحب السيد الصافي النجفي كثيراً كثيراً رحمه الله وغفر له ذلك اللطف الكبير وبودي ان ازيدك شيئاً انه حينما جاء الى هذه الديار وتعلم الفارسية وصار معلماً في هذه الديار، صار مدرساً للادب الفارسي وهذه من العجائب ان يأتي غريباً ويكون معلماً لأهل الديار بلغتهم وكان بارعاً فيها ويقال انه لم تكن هناك ترجمة للرباعيات خيراً من ترجمة الصافي النجفي، شرفه وكماله وعدم احتياجه ان يعيش على فم الاخرين جعله يترفع عن نسبة اي شيء من تلك الاشياء التي عرفها وعلمها هو رحمة الله عليه من الادب الفارسي والناس لاتدري انه يعرف الفارسية، أرأيت يعني عندما يكون الاديب غنياً، عندما يكون هو ثراً لايحتاج ان يعيش على خيرات الاخرين وعطاءاتهم،لماذا ابسط يدي لغير الله وقد ملأ الله يدي؟ لماذا لااكتفي بهذا النور الذي جعله الله سبحانه وتعالى ساطعاً في هذه اليد. المحاور: اذن هذا الرجل احترم نفسه واحترم الاخرين وبقي محترماً الى الابد، اذن نعود الى الاخ رائد. الجزائري: قبل العودة للاخ رائد انا بودي ايضاً ان اقول للسيدة عذراء لأننا شغلنا بحاشية ولم نمر بجوابها، هي كما اتذكر تقول لماذا الناس يهتمون ان يتحدثوا بالسرقات الادبية مادام كل الناس مجتمعين على انه المعاني حق مشاع، انت لك ان تعبر وانا اعبر وذاك يعبر وهكذا، لماذا يتحدثون بمثل هذا؟ والله ما يتحدثون الا ليميزوا الذهب من الصفر او النحاس يعني انت تعلم ان الناس متفاوتين في عقولهم، متفاوتين في ملكاتهم، متفاوتين في اشياء كثيرة جداً مادية او معنوية فأذن لابد ان تكون هناك معاني رائعة بين ايديهم يجيدها فلان ويخفق فيها فلان فحتى نعرف من هو المجيد حقاً ومن هو المخفق حقاً ومن هو بينهما. المحاور: طيب. الجزائري: نعود الى السيد رائد. المحاور: نعم نعود الى السيد رائد. الجزائري: سميك ودام الاسمان عزيزين كريمين ان شاء الله، لماذا كان الشعر مرتعاً للسرقات؟ المحاور: اكثر من النثر هو يقول. الجزائري: اكثر من النثر نعم؟ اعطني الان انساناً يحفظ من النثر حتى ثلث ما يحفظ من الشعر، تجد؟ قلما تجد الناس يقبلون على حفظ النثر انما اقبالهم على حفظ الشعر، لماذا؟ لأنه ايسر لهم بحكم الوزن والقافية، الوزن والقافية يشجعان كل امرء على ان يكون حفظة لا حافظاً للشعر، حفظة يعني على وزن همزة، على زنة فعلة وهي مبالغة مطلقة في الاشياء، لهذا السرقة تكثر فيه ولا تكثر في النثر لأنه هو دائر على الافواه وهو محبب لدى النفوس وهو مقبل عليه بحكم سهولته وزناً وقافية. المحاور: يعني ألا ترى ان في النثر ايضاً صعوبة الكلام وحفظ المعنى من كل جوانبه، لا يمكن التلاعب به؟ الجزائري: صحيح ولكنه لاتسوغه النفس، لاتستطيبه كما تستطيب الشعر ولهذا قل حفظه. المحاور: طيب استاذ بشير الجزائري دعنا نذهب لحظات ونعود مرة اخرى. المحاور: الطارف والتليد مستمعينا الافاضل والساعة تشير الى الخامسة واربعة واربعين دقيقة حسب التوقيت الشتوي للعاصمة طهران وضواحيها ولازلنا معكم وكان بودي ان اذهب واعود الى السيد بشير الجزائري ولكن يبدو ان اخاً عزيزاً ايضاً هو معنا الان على الهاتف، الاخ العزيز حسين التاروتي من السعودية، اخ حسين سلام عليكم ابو علي. حسين: عليكم السلام ورحمة الله. المحاور: اهلاً ومرحباً. حسين: اهلاً اخ رائد. المحاور: اهلاً بك. حسين: اهلاً وسهلاً فيك وفي ضيفك استاذنا العزيز والكريم على قلوبنا. الجزائري: اعزك الله ابا علي. حسين: ولكن ليس هذا من تخصصي ولكن حقيقة الموضوع حيوي وواقع نعيش فيه حياتنا، الثقافة والكتب والمجلات لاسيما على شبكة الانترنت والسرقات الكبيرة فيها، سيدي السؤال كيف يكون برأيك التوازن حين يستلهم احدهم فكرة النص وبين ان يقتبس جزءاً او اجزاء من النص الادبي ويكتب نصاً ربما قد يكون متميزاً في معانيه، ما تقييمك لهذه الحالة هل تعتبر سرقة للنص؟ الجزائري: لا والله. حسين: ام تقييمك يكون هذا ابداع ادبي في اطار المنافسة الادبية؟ الجزائري: اي والله. حسين: وتحياتي لكم والسلام عليكم. المحاور: شكراً جزيلاً شكراً جزيلاً طيب يعني استاذ بشير انت سمعت الموضوع. الجزائري: اجبت. المحاور: اجبت بنعم؟ الجزائري: اجبت. المحاور: انتم اهل الادب يعني عندما تريدون ان تستطردون مرة تتحدثون ساعة بلا توقف وتتحدثون ثلاثين الف بين وعندما يصل الى اخي العزيز هذا الضعيف الذي وقع بين يديك الاخ حسين التاروتي تجيب بنعم. الجزائري: هو اقوى مني ومنك ولذلك اردت ان نخلص منه (سلام الله عليه) وقلنا له في الاولى: لا والله، وفي الثانية: اي والله. المحاور: على كل حال سيدي الكريم. الجزائري: وماذا بعد الله؟ هو قال: هل هذا يعد سرقة؟ فقلت له: لا والله. المحاور: يعني استاذ بشير الجزائري لو كان كل من قال هل وقلنا نعم او لا لأجبنا على ثلاثة آلاف سؤال في برنامج واحد. الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله اما اذا كان لابد من الحديث ففعلاً مرة اخرى نحيي حبيبنا واخانا وعنواننا ابا علي حسيناً التاروتي حتى نتفصح فيها ونتحرر ونتذوق ونتقعر كما يفعل اخواننا الازهريون اي المنتسبون للازهر، سيدي اذا اقدم انسان على نص ادبي شعراً كان او نثراً وتأمله ولذه وجاء واخذ فكرته وكتبها مرة اخرى بألفاظه هو او بتراكيبه هو. المحاور: بأسلوبه الخاص. الجزائري: بأسلوبه الخاص اكرمك الله، كان مبدعاً لأن المعنى كما قيل في بدأ هذا المسير المعنى عام كما سألت السيدة عذراء الموسوي، المعنى مشاع للجميع، لكل بني الانسان، انا وانت ومن على ومن دنى، كلهم يستطيعون ان يستعملوا هذه المعاني المتجلية لحضراتهم، لعقولهم، لألسنتهم فيقدمون لنا ادبياً جميلاً منظوماً او منثوراً، طيب على هذا الاساس كان ذلك الانسان الذي اقبل على هذا النص وغيره كان مبدعاً ولذلك قلنا هل يعد حينما سأل، هل يعد هذا سرقة؟ قلت: لا والله. المحاور: طيب يعني استاذ بشير الجزائري خطر لي هذا السؤال ولكن لكي لانقفز بالموضوع قبل فاصلين سألتك سؤال ولربما لكبر سني او عجزي او... يعني نسيت ومن ثم اعدت سؤالاً آخر، دعني اعود الى ذاك الشيء سيدي الكريم او ذاك السؤال. الجزائري: انت سلطان ونحن رعيتك. المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل ولا اريد ان استطرد، سيدي الكريم. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: اعيد مرة اخرى واقول اذن الى اي نوع من الادب انت يعني تقول الى اي نوع تنتمي السرقات الادبية؟ الجزائري: اذا اعطيتني يدك مصافحة اقول لك ياسيدي الكريم انه يعني موضوع السرقات الادبية منتمي للنقد الادبي ومنتمي ايضاً لتاريخ الادب، تاريخ الادب غير النقد الادبي كما انت تعلم، هنا زيادة على الجواب الاول يعني انه منتمي الى تاريخ الادب زيادة على الجواب الاول الذي قلته لحضرتك الكريمة عندما سألتنا في الوسط وقلنا انه ينتمي الى النقد الادبي، التاريخ الادبي يمكن الانسان من معرفة الاصول والفصول والفروع والاجادة وغير الاجادة والاخذ والآخذ والمأخوذ منه، كل هذه الاشياء يجعلها بين يديه ويقرر على اساسها، اذا لم يكن دارساً للتاريخ، اذا لم يكن متأملاً لذلك التاريخ لا يستطيع ان يقول هذا اخذ من هذا او هذا استقى من هذا او هذا اثر في لاحقه او هذا جعل الصورة اجود ما كانت عند صاحبها الاول فلان الفلاني الذي تعلم منه او اخذ منه فلان وفلان وفلان، عشرة او عشرون، تلاحظ؟ المحاور: نعم. الجزائري: على كل حال اذن تاريخ الادب جانب والنقد الادب جانب، تاريخ الادب يعلمه السابق واللاحق والمجيد وغير المجيد والنقد الادبي يعلمه كيف يوازن ويحكم بأنصاف يعني من اجاد ومن لم يجد اجادة تامة. المحاور: بنعم او لا استاذ بشير. الجزائري: تفضل. المحاور: بما انت اتيت على اسم التاريخ هل ابن هشام سرق من ابن اسحق ام لا؟ الجزائري: كلاهما من مذهب واحد، كلاهما كانا موالياً لأهل البيت سلام الله عليهم وذاك الرجل كان سابقاً يعني المسافة كبيرة بينهما، جاء فوجد اثراً عظيماً جداً وذاك الاثر لم ينتشر فأخذ منه كثيراً. المحاور: يعني انا قصدي هذا، من بداية التاريخ ألا تتصور ان اكبر السراق هم دخلوا الى التاريخ وسرقوه من قبلهم؟ الجزائري: والله اذا نسب الشيء اليه يعني اذا قال وجدت السيد رائداً قد قال كذا وكذا تلاحظ؟ واستطبت قوله فما انا بسارق. المحاور: طبعاً عندما يعترف، يعني اصلاً قضية السرقة الادبية استاذي الكريم الذي يكتب شيئاً يقول كان فبي عهد فلان وفلان ومن الذكاء لا يقول من، من القائل ومن ثم يقول انا كتبت كما هو كان موجوداً ولكن نسيت ان اذكر الكاتب. الجزائري: نعم. المحاور: هذه سرقة. الجزائري: هذه سرقة، غمط حقه. المحاور: طيب دعنا نذهب الى السعودية سيدي الكريم ومعنا الاخ العزيز جواد الصبي، سلام عليكم اخ جواد اهلاً بك. جواد: سلام عليكم ورحمة الله. المحاور: يا اهلاً وسهلاً يا مرحباً. الجزائري: يا مرحباً اهلاً وسهلاً سلام ابو محمد. جواد: مساء الخير لك وللاخ العزيز وللاخوة المستمعين. الجزائري: مساء السرور والهناء حياك الله. جواد: لدي سؤال للبرنامج يقول من يحق له الخوض في موضوع السرقات الادبية ولما يحصر هذا الحق بفئة معينة من الناس؟ شاكرين لكم هذه البرامج الجيدة. المحاور: نشكرك الشكر الجزيل اخ جواد، شكراً جزيلاً، طيب سيدي الكريم. الجزائري: شيء جميل كنا نتحدث. المحاور: حول النقد. الجزائري: الذي يحق له ان ينظر في السرقات الادبية هو ذاك الذي اعطاه الله سبحانه وتعالى باعاً في التاريخ، اعطاه الله باعاً في النقد يعني من هنا هو متتبع للسير الافقي لما يجري في الحياة يعني في العصر العباسي كذا، في العصر العثماني كذا، في الفترة المظلمة كذا كما يقولون، في القرن العشرين والخ، وفي نفس الوقت هو عنده آلة يستطيع ان يميز بها الحسنة من غيره فهو بهذا يكون احق من غيره في ان ينظر في السرقات الادبية، انا اذا كنت لااعرف مفهوم السرقة الادبية ماذا كيف اسمح لنفسي ان اتحدث بها، لاينبغي لي يعني لايصح، لايحسن، لايتيسر اذن اولئك الذين كانوا على معرفة تامة بالتاريخ الادبي وبالنقد الادبي هم الذين يستطيعون ان يتحدثوا بالسرقات الادبية. المحاور: لا اعرف ان كان سيدي الكريم لدي حوالي اربع دقائق. الجزائري: هناك اسماء كبيرة جداً وانت تعرفها ولكن لانسطيع ذكرها ربما يقال لنا لماذا ذكر فلان لأنه مغضوب عليه. المحاور: سيدي الكريم دعنا لحظات نذهب ونعود مرة اخرى. المحاور: دقائق قليلة متبقية مستمعينا الافاضل وبودنا ان نستغل هذه الفرصة مع اخي العزيز الاستاذ بشير، يعني استاذ بشير دعنا نعرج على البلاغة ولكي لايكون جوابك بنعم او لا، هل دخلت السرقات الادبية ميدان البلاغة وكيف؟ الجزائري: اكرمك الله، دخلتها مرغمة. المحاور: كيف يعني؟ الجزائري: يعني لم تكن راضية ان تدخل هذا الوادي لأنها ليست منه وانت تعلم ان كل شجر له ارضه الخاصة يعني النخيل لايمكن ان يكون في قمم الجبال، الجبال الباردة، ممكن؟ المحاور: لا، لا يمكن. الجزائري: رحم الله والديك فالسرقات الادبية دخلت عند البلاغيين لأن البلاغيين اشتهوا ان يكون لهم مزاج او طعم جديد يضيفونه الى عملهم الذي اعتادوه وشبعوا منه ملالة وتعباً نصباً فجعلوا اسمها السرقات الشعرية ولم يقولوا السرقات الادبية لأنهم حصروها بالشعر وحده وختموا بها البلاغة التي هي البيان والمعاني والبديهة، ختموا هذه الابواب الثلاثة بباب صغير جداً جداً سموه السرقات الشعرية ومثلوا له ايضاً كما انت تدري. المحاور: طيب سؤال اخير استاذ بشير الجزائري انت تحدثت ان البلاغيون هم ارادوا ان يتخذوا اسلوباً خاصاً بهم او اسلوباً يختلف عنه، هم لماذا كان البلاغيون برأيك كذلك؟ الجزائري: هم شعروا ان هذه السرقات الادبية غدت تهيمن على الاجواء الثقافية في زمانهم يعني صارت تظهر للناس والناس يتحدثون بها، فلان اخذ من فلان وفلان سرق من فلان وفلان مسخ قول فلان وفلان لم يبق لفلان من شيء فأعجبوا بهذا المعنى ورأوا انفسهم هم منسيين وهم لايمتلكون هذه القدرة فيمتلكون هذه الذائقة الكبيرة التي تجعلهم يجدون الحلاوة والطراوة والطلاوة التي يجدها اولئك الادباء المتذوقون للشعر وللنثر، هم اصحاب قواعد ثابتة، اصحاب قوالب لا تتغير وهؤلاء لا يستطيعون ان يخرجوا من قوالبهم وقواعدهم. المحاور: نشكرك الشكر الجزيل، هكذا نأتي الى هذا اللقاء وانزعج لو اقول ختام هذا اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة