البث المباشر

الطارف والتليد - 09/02/2010

الأحد 14 فبراير 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، بسم الله الرحمن الرحيم نحمده وبه نستعين واليه منيب. اعزائنا المستمعين الكرام سلام عليكم واهلاً بكم في ملتقى الثقافة والادب الطارف والتليد السعيد بحضوركم في رحابه وانتم له ومعه بسمعكم له وقولكم فيه وموضوعه اليوم وكما وعدنا الاستاذ الجزائري هو السرقات الادبية ونحن ايضاً نعتز بمجيئه استجابة لطلبكم الكريم ايضاً. مستمعينا الكرام ندر ان قدمنا شيئاً من الطارف والتليد لم نسأل فيها او قبلها او بعدها عن السرقات الادبية التي آثارها استاذي وزميلي واخي الكبير ابو محمد العزيز الاستاذ بشير الجزائري وكنا نعد ان نخصص بها حلقة او فوقها وها نحن اولائي معاً عند رغبتكم الكريمة في هذا الموضوع المثير ودعوني، اسمحوا لي هنا ان اتقدم الى اخي العزيز واستاذي السيد الجزائري الواقف معي دائماً والجالس الي كلما انبسط بكم وانشرح صدري لكم في ظلال الذوق الرفيع، اهلاً بك ابا محمد وسهلاً، اهلاً بالاستاذ الجزائري. الجزائري: وبك اكثر، بسط الله قلبك وشرح صدرك وتقدم اليك الخير كله وانت غارق فيه باذن الله. المحاور: اجمعين ان شاء الله، استاذ بشير يعني نحن عندما بدأنا البرنامج حول الطارف والتليد كان هناك عدداً من الاخوة الاعزاء تساءلوا حول ما الطارف وما التليد لذلك دعني انا ابدأ منذ البداية لكي نتفهم بداية ما معنى السرقات الادبية؟ الجزائري: جميل جداً جمال لطفك في البداية والنهاية ومابينهما طبعاً، سيدي الكريم السرقات الادبية عنوان موهم جداً، الناس يتصورون ان انساناً سطى على انسان فسرق منه ماله وهو ليس كذلك انما هو شيء جميل جداً، اتذكر اذا سمحت لي ان اخرج قليلاً، اتذكر ان هذا الذي يكلمك الان قبل ما يزيد على عشرين سنة كان قد اقبل على كتب الادب القديمة جداً وكتب التاريخ واستخرج بحثاً استطيع ان اريك مثالاً له بين يدي الان في الدفيتر القديم جداً المكتوب من صفحة واحدة يتعلق بهذا الامر، هذا كان كل ما كتب الادباء والنقاد والمؤرخون العرب في هذا الشأن يعني السرقات الادبية، شاعر جاء فوجد شعراً جميلاً جداً اعجبه فقام ونظم على صورة ذلك البيت او على صورة تلك الحكمة، سمع حكمة من حكم علي ابن ابي طالب (عليه السلام) او من حكم العرب الذين كان صداهم سارياً في الافاق فحولها من النثر الى الشعر، جاء ناس فيما بعد وسموا هذا سرقات يعني من اخذ معنى من آخر وعبر عنه بلغته هو، بلفظه هو سموه سرقة وليس هو بسرقة انما هو تأثر يعني لو انصف المنصف او لو انصف الحكم لقال انه لتأثر وتأثير. المحاور: يعني لم ينتحل ذلك؟ الجزائري: لم ينتحل، هناك صور كثيرة جداً ربما لانستطيع ان نمر بها في هذه الحلقة اذا سمحت، ربما تكون لنا حلقة اخرى بألطافك وانت دائماً يدك مبسوطة وسخي كريم. المحاور: حتماً ان شاء الله، اشكرك الشكر الجزيل. الجزائري: نمر بمعاني هذه التأثيرات والتأثرات، انت قرأت شعراً جميلاً فسمعته انا فأخذ بقلبي وروحي وصرت ابيت ليلتي وليلتي الاخرى وليلتي الثالثة وانا مشغول في ان اجئ بمثله، تنظر؟ حينما جئت بمثله كان المعنى امضى من المعنى الذي سمعته او ادنى منه، اما اعلى او ادنى او على مستواه، تلاحظ؟ ولم آخذ كلمة واحدة من الشعر الذي سمعته، هذا لايقال له سرقة. المحاور: يعني استاذ بشير لا اود ان اقاطعك لكن هنا حصل لي اضطراب انا فكيف بالاخوة وهم كثر، سيدي الكريم يعني انتم معشر الادب يعني جعلتم الامور صعبة على الدنيا وما فيها. الجزائري: والله انا المتطفل عليهم. المحاور: على كل حال انت عزيز ونحن على الاقل نعرف انت أين منا. الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله. المحاور: انت على رأسي. الجزائري: اكرمك الله وسلم رأسك. المحاور: يعني انا سيدي الكريم عندما اذهب الى بعض المصطلحات انا اتيه في دهاليزها، الادعاء، الانتحال، الاختلاس، الاعارة، المرادفة، المواردة وايضاً حتى الالتقاط والان انت تتحدث عن السرقة الادبية وانا ذهبت الى التناص، لماذا لا يكون تناصاً؟ الجزائري: انت صاحب ذوق كريم وصلتنا، آصرتنا لازالت ندية بالتناص رحمة الله عليه الذي لم يوفق، هو لم يوفق الا اعتقد بحلقة او حلقتين. المحاور: نعم صحيح كان بودي ان نبقى اكثر. الجزائري: نعم هو في الحقيقة العرب كانوا سباقين اليه من الامم الاخرى، التناص هذا الذي تتفضل به كانوا سباقين اليه واخوك هذا الذي يحدثك الان يقول والله قبل ما يزيد على عشرين سنة كنت قد فعلت هذا الخبر الذي نقلته لك تواً، كنت قد اقبلت على كتب الادب والتاريخ واخذت منها كثيراً جمعته ولكن قلة ذات اليد لم تسمح لأن يكون بين ايدي هؤلاء المستمعين الذين نحبهم وانا واثق انهم يحبوننا ويكرموننا، احبهم الله واكرمهم. المحاور: هذا كرم منهم. الجزائري: وكنت قد اخترت له هذا العنوان "التأثر والتأثير في الادب العربي" ثم رأيت نفسي قد ظلمت الادب العربي وقلت هذا كبير كبير يجب ان يكون على جانب واحد، التأثر والتأثير في الشعر العربي يعني جانب من الادب العربي لأنه واسع وقلت لك ان الشعراء او ان الادباء يأخذون من الشعر فيجعلونه نثراً جميلاً اجمل من الشعر. المحاور: هناك قول شهير للاخطل سيدي الكريم عندما يقول نحن معاشر الشعراء اسرق من الصاغة. الجزائري: نعم، الله اكبر! انهم هم الصاغة بلا ريب. المحاور: نعم يعني سيدي الكريم ارجو ان تكون هناك التفاتة الى هذا الموضوع، ذكرت هذا والشيء بالشيء يذكر، طيب عندما يأتي شخص مثل الاخطل ويقول نحن معاشر الشعراء اسرق من الصاغة هل هذا يعني كما تفضلت ان حصر اتهامات السرقة بفئة الشعراء والادباء؟ الجزائري: اكرمك الله. المحاور: اذن نحن معكم والطارف والتليد والسرقات الادبية ولازلنا نعيش اجواء التناص رغم اننا اجتزناه في هذه الحلقة، استاذي الكريم كان بودي ان استجدي رأيك فيما قلت ولكن يبدو ان هناك اتصال هاتفي من اخ عزيز ومن مكان مبارك ايضاً، من فلسطين الحبيبة والاخ ابو حسين، اخ ابو حسين سلام عليكم اهلاً بك. ابو حسين: ... المحاور: اخ ابو حسين هل تسمعني؟ طيب يبدو ان الاتصال انقطع وهذه لربما التفاتة من المخرج العزيز او الزميل خالد لكي نعود مرة اخرى، سيدي الكريم اذن رجل عظيم مثل الاخطل عندما يقول نحن معاشر الشعراء يعني اسرق من الصاغة هل هذا يعني ان هذه التهمة هي خاصة بالشعراء والادباء؟ الجزائري: لا انه لتعبير في غاية الجمال لأنه تعبير مجازي يعني هو لا يقصد. المحاور: صورة ادبية. الجزائري: احسنت الصورة الادبية كما سميتها وسميها نسبة اليه الصورة الشعرية، هو الان في هذه الكلمة المنثورة اشعر منه ناظماً، واقعاً اشعر منه ناظماً، الرجل اراد ان يقول انه من المهارة وحب الذوق للكلام الذي يسمعونه يقبلون عليه فيحولونه من ساعتهم الى شيء اجمل منه او مساوي له. المحاور: طيب اذن هم يأخذون الذهب الخام كما يقال ويبدلونه الى عقد جميل واعتقد ان هذا هو خير السرقة. الجزائري: يأخذون العقيان فيجعلونه ذهباً. المحاور: الحمد لله رب العالمين سيدي الكريم يبدو ان الاخ ابو حسين من فلسطين واخذتني عبرة هذا اليوم لااعلم لماذا اذ ذكرت فلسطين اخذتني العبرة، توقفت قليلاً عند الاسم، اخ ابو حسين سلام عليكم اهلاً بك. ابو حسين: عليكم السلام وحياكم الله. المحاور: يا اهلاً وسهلاً اخي العزيز يا مرحباً. ابو حسين: الله يجزيك كل خير، تبقى فلسطين والله تستبشر كل خير يعني بوجود اعلام هادف وبناء مثل اعلامكم وشخصيات مذيعين على قدر محترم جداً في اصواتكم. المحاور: والله يا اخي ابو حسين لااريد ان اخرج عن اطار البرنامج، لو يسمح لي اخي العزيز صدقني في بعض الاحيان انا اذكر الشعر العراقي اللطيف والمعبر عندما يقول وهو شعر عامي يقول:
مثل فز الطفل روحي
تفز لوسمعت اضطروك
على كل حال هذه فزة، نعم تفضل. ابو حسين: بداية اللهم صلي على محمد وآل محمد، بسم الله الرحمن الرحيم يعني يبقى هناك مجال ان اشتهر ومجال اللغة هو مجال هام جداً ونعلم ان القرآن الكريم جاء في الواقع ليعجز المنافقين والذين كانوا يريدون ان يكذبوا رسالة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في الواقع يعني انا اعتقد ان الادبيات ايضاً نسب احترام للملكية ونسب الشاعر ايضاً له لأن نرى ايضاً الكثير الكثير لأنه يدعون الكثير من الاشعار ويدعون الكثير والمدعون في الواقع وهؤلاء كما هو موجود في وطنا العربي والاسلامي في الواقع انه غني جداً بالطاقات ولله الحمد وانتم خير دليل على ذلك وغني ايضاً بالقدرات الخلاقة والمحترمة ايضاً يوجد هناك من المتطفلين عليها فهؤلاء يجب ان ينحوا جانباً من قبل وسائل الاعلام انا اعتقد البناء والمحترم، هناك الكثير من الصحف في الواقع تكاد تكون لاتستحق حتى الثمن الذي يدفع من اجلها ومن اجل اصدارها، هذه الصحف انا ارى في الواقع ان اغلاقها افضل من بقاءها، المستمع العربي او المشاهد الاسلامي او العربي في الواقع، فيجب يعني احترام قانون الملكية ونسب كل شاعر او كل مقال لأهله ولصاحبه ويجب ان يكون هذا الجانب محترماً، والقنوات والصحف المشهورة يجب ان تقوم بدور بناء وايجابي يجب ان تراعي هذا الامر وان تنحي هؤلاء الناس يعني وان تدعم هذا الاتجاه والقنوات من فضل الله هي كثيرة يعني الملتزمة، نعرف الكثير، قناة الجمهورية الاسلامية، قناة الكوثر، قناة المنار، قناة العالم يعني العديد من القنوات البناءة، يعني هذه القنوات يجب ان يكون لها دور ايجابي جداً في تنيحة هؤلاء الناس المتسولين على الصحافة. المحاور: اذا سيدي الكريم اذا لم تحرم في بثها مثلاً على العرب سات والنيل سات. ابو حسين: نعم الله يجزيكم بالخير هذا جانب ولكن يبقى كما قال من يريد ان يشاهدها يستطيع اخي الكريم يعني كما قال الامام علي (عليه السلام) يعني "اعرف الحق تعرف اهله"، من يريد يشاهدها ايضاً يستطيع يعني قناة العالم حرمت من البث على العرب سات اعتقد ولكن بفضل الله نستطيع ان نشاهدها في فلسطين عندنا عن طريق المدارات الثانية فيبقى يعني مهما يحاولوا ان يسكتوا الحق لم يستطيعوا. المحاور: طيب اخ ابو حسين العزيز، لأن وقت البرنامج ضيق بودي ان احادثك على طول المدى لكن هل لديك ملحوظة اخرى او سؤال او شيء آخر؟ ابو حسين: الله يبارك فيك والله كان من حبي اخي الكريم ان اتحدث مع اذاعة كريمة اكن لها كل احترام والله. المحاور: ونحن نعتز بك وانتم اهلنا. ابو حسين: انا اريد التركيز على نقطة ان نرى اعلام في الواقع يعطي الفرصة ويحترم الناس اصحاب العلم الحقيقي واصحاب الثقافة الحقيقية ولا يشهر ويعطي ناس لا يستحقون كل هذه المكانة والشهرة. المحاور: سيدي الكريم لو اعطي الناس حقهم لما آلت الامور الى هذا، انا اشكرك الشكر الجزيل اخ ابو حسين وطبعاً انت ذكرتني بمقولة مشهورة "هو من أين لك هذا" يجب ان تسألهم هو من اين لهم هذا؟ على كل حال دعنا نعود مرة اخرى الى الاستاذ بشير الجزائري، سيدي الكريم كما قلت لايمكن اذن تصور ثقافة من الثقافات كما تفضلت اذن لا يمكن ان نتصور ثقافة من الثقافات يعني لم تذهب الى سرقة ادبية او لم تذهب الى تناص لكي تطور نفسها. الجزائري: احسنت، الناس كلهم آخرهم معتمد على اولهم لأنه كما تعلم احد الشعراء العرب كان قد لقي فتى صغيراً فقال له: انت فلان؟ قال: نعم. قال: انت القائل واني لو كنت آت آخر زمانه لآت بما لم تستطعه الاوائل؟ قال له: بلى انا قلت ذلك. قال له: فأن الاوائل جاءوا بثمانية وعشرين حرفاً ولك ان تقول بثمان وعشرين حرفاً لأن كلمة الحرف تذكر وتؤنث. قال له: لأن الاوائل جاءوا بثمانية وعشرين حرفاً فهل لك ان تزيدها حرفاً واحداً؟ فبهت! ولا اكمل الحكاية. المحاور: نعم. الجزائري: يعني اراد ان يقول هذا الفتى لذلك الشاعر المتمرس القدير ولا اذكر اسمه عمداً، اراد ان يقول له كل ما بين فكيك، كل ما لديك من البيان والروعة انما هو مسبوق انت به وانت مهما بلغت فأنك لا تبلغ اولئك الذين سبقوك. المحاور: لأيليا ابو ماضي سيدي الكريم قصيدة لست ادري والمقارنة في هذه القصيدة هي لطيفة وجميلة الى شكل انا لا اعتقد ان ايليا ابو ماضي ايضاً بجماله عندما يقول لست ادري هو ايضاً لم يأخذ البعض منها على الاقل، ترى صورة منها في جبران خليل جبران وترى صورة منها في المتنبي وترى صورة منها حتى في العهد الجاري، كان بودي ان ادخل الى موضوع آخر ولكن يبدو ان الاخ المغسل من السعودية هو معنا الان، سلام عليكم. المغسل: سلام عليكم. المحاور: يا هلا بالاخ فاضل اهلاً وسهلاً. المغسل: اهلاً بالاخ العزيز، الاخ الطيب الذي نسمعه في اطراف القطيف وايضاً استاذي بشير الجزائري الاخ العزيز الذي نتعلم منه وندعو له بهذه الكلمة زادك الله بسطة. الجزائري: زادك الله كرامة وسعادة المغسل: بالنسبة الى السرقات الشعرية لن اضيف كلاماً هذه المرة وانما لدي سؤال خطر ببالي وانا استمع الى الاذاعة الى هذا البرنامج وهو استاذ بشير الجزائري ايها الحبيب الغالي. الجزائري: اعزك الله. المغسل: عندما اقول سرقات شعرية، عندما اقول سرقة فعقوبتها القصاص فماهي عقوبة، من الناحية الادبية ما هي عقوبة سراق الشعر والذين يأخذون الالفاظ او معانيها فما هو حكمهم من الناحية الادبية؟ وانا شاكر لكم واقدر الاستاذ بشير وكل مستمعي هذا البرنامج الطارف والتليد. المحاور: اشكرك الشكر الجزيل، اعتقد يعني ابدأ بهذا، اعتقد يا اخي المغسل ليس هناك قصاص اشد من الخزي، انا معك سيدي تفضل. الجزائري: اكرمك الله انا ايضاً ما نصبت نفسي ولا نصبني احد قاضياً بين الشعراء اذا عدا احدهم على حق اخيه فأخذه وانا ارى اذا سمح لي الاستاذ فاضل الكريم بكيمياءه الطيبة وبفيزياءه الواسعة المترامية، اذا سمح لي استطيع ان اقول والله ان هذا السارق قد احسن الى ذلك المسروق منه. المحاور: كيف سيدي الكريم؟ الجزائري: لأنه فضح نفسه هو وكشف عن جلال ذلك الذي سرق منه ذلك المعنى اضافة الى انه كان قد اعطى ذلك المعنى سعة وعمقاً في النشر والانتشار عند الناس. المحاور: استاذ بشير هناك رؤية تقول بما ان طبعاً المرأة سيدي الكريم وبرأي بعض المعاصرين المرأة هذه الام العزيزة التي تجري من تحت اقدامها الجنان هي بريئة ايضاً من السرقات الادبية، يعزي البعض يقول لربما هي قد لم تصل الى الكتابة والقراءة قبل الرجل او غير ذلك ولكن سيدي الكريم في نفس الوقت انت تعلم لدينا هناك سرقات في الجاهلية ومذكورة ايضاً، انا بودي ان اغير لو يسمح لي الاخ فاضل ان اغير من اسلوب سؤاله لكي نصل الى مبتغانا. الجزائري: تفضل. المحاور: سيدي الكريم لكل علم رجال وحتى للرجال علم، هل للسرقة الادبية عالم بها ويفهم دهاليزها، هل هناك اشخاص يجب ان يتابعوه لكي يتعلموه، على الاقل ما معنى السرقة الادبية؟ الجزائري: اي والله اي والله، انا الان على بصيرة قلت مرتين اي والله، سيدي الكريم من يريد ان يتصدى لهذا الشأن الكريم والرفيع جداً لابد له قبل ذلك قبل ان يحاكك الناس ويدانيهم ان يقبل على نفسه هو بحفظ عميق جداً وواسع جداً، الذين تصدوا للسرقات الادبية كانوا اوسع الناس حفظاً واعمقهم، كانوا من الذين اذا حفظوا شيئاً كما هم يقولون لايكادون ينسونه اذا اقبلوا على شيء حفظوه سريعاً واذا حفظوه لن ينسوه، هؤلاء من حقهم ان يقولوا ان هذا البيت قد سرق من هذا الشاعر وسرقه هذا الشاعر وجاء الثالث وشرق من الثاني وجاء الرابع فسرق من الثالث وجاء الخامس فسرق وهكذا تستمر المسألة ولكن يبقى الفضل للمثير الاول يعني لمن قال المعنى قبل غيره، من الممكن ان يكون الخامس او السادس او العاشر حتى او الرجل الالف خيراً من ذلك الاول بل خيراً من كلهم في المجيء بشعر جميل جداً يأخذ بمجامع قلبك وقلبي وقلب السامعين الكرام فيكون المعنى له لا لأولئك الالف الذين سبقوه، تنظر؟ اذن هناك ميزان يعني ليس كل اخذ هو سرقة انما الاخذ الذي يدهور المعنى اي ينزل به من علياءه الى وادي سحيق، الى وادي يجعله مظلماً، خالياً من المعنى يقال عنه سرقة ام الذي يرتفع به ويغير جماله وكماله ويزيده حسناً وبهاءاً فهو محسن اليه. المحاور: دعني استاذ بشير الجزائري دعني اعود بك الى كشكول الفكر وقصة او عبرة صغيرة حول هذا الموضوع لأن هذا ايضاً ربما يكون فيه ضعف ولكن بعد لحظة الجزائري: ان شاء الله. المحاور: نعم الساعة تشير الى الخامسة وستة واربعين دقيقة وما اسرع الوقت يمضي، مستمعينا الافاضل ويبدو ان معي الان الاخ العزيز احمد السادة واعتقد من السعودية، الاخ احمد السادة سلام عليكم اهلاً بك. احمد: وعليكم السلام يا مرحباً. المحاور: اهلاً وسهلاً اخي العزيز. احمد: حيا الله المذيع المتألق وكذلك الدكتور المتفضل علينا. الجزائري: والله مسكين وما له من فضل انما المتفضل هم انت سيدي. احمد: الله يحفظك ويخليك، نحن تلاميذك ان شاء الله. الجزائري: اعزك الله. احمد: استاذ بشير يعني انتم تفضلتم وقلتم السرقات الادبية او السرقات الشعرية ان صح الامر ولكن الا ترون انه من باب قول يقال بلصوص الادب بدلاً من السرقات الادبية حيث ان عرف اللص عرف ما سرق؟ المحاور: نعم. الجزائري: اذا اختلف اللصوص ظهرت السرقة، اسمعك سيد. احمد: الله يحفظكم ان شاء الله. المحاور: استاذ بشير يبدو ان الاخ العزيز لم يسمع ما قلت. الجزائري: انا قلت تعقيباً على قولك. المحاور: اذا اختلف اللصوص. الجزائري: اذا اختلف اللصوص ظهرت السرقة واللصوص دائماً يختلفون حتماً، لاادري اذا كان السيد قد سأل سؤالاً ولم التفت له انا او لم اسمع جيداً؟ المحاور: اخ احمد يعني اذن انت تريد الافضل ان يغيروا السرقات الادبية يعني لا يصبح سراق الادب بل لصوص الادب، أليس كذلك؟ احمد: لصوص الادب فعلاً احسنت. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: نعم نعم اذن اشكرك الشكر الجزيل. الجزائري: والله يا سيد لا لصوص ولا سراق ولا سرقات انا في حسابي كما قلت للاخ في بدأ حديثي، قلت له هناك تأثر وهناك تأثير وطبيعة الناس ان يلذوا كلام بعضهم بعضاً يعني انا اسمع منك جميلاً. المحاور: نعم استاذي الكريم هذا تأثر. الجزائري: وانت مبدع فتؤثر في فأتعلم منك واعيد ما تعلمت بصورة اخرى فأين السرقة اذن؟ المحاور: طبعاً انا اشكر الاخ احمد السادة من السعودية، اشكرك اخي الكريم على هذه المشاركة ولكن سيدي الكريم انت كنت ممتعضاً في الحلقات السابقة حول التناص ومن يضع شيئاً ليس له ويقول به، اليوم تغيرت هذه الرؤية؟ لماذا؟ الجزائري: لا والله والعباس ما تغيرت منها، مولانا الكريم اولاً هو انك انت تجد نصاً من النصوص مهما كان نثراً او نظماً فيعجبك فتنقله انت بالصورة التي انت تراها ربما اجمل في حسابك انت فأذا وقعت الى الناس رآها الناس اجمل او رأوها ادنى يعني ربما رأوها عالية او دانية وهذه مسألة، اذا كنت انت قد اخذت من كلمات ذلك النص الذي واجهته، اذا كنت اخذت ثلثها، نصفها، اكثر من ثلثيها تلاحظ هنا تسمى سارقاً اما انت لن تأخذ منه ولا كلمة واحدة ولكنك جئت بالمعنى بصورة اجمل بلفظ منك وبصورة اجمل او جئت بلفظ منك وصورة لا استطيع ان اقول اقل جمالاً لأني اكره الكلمة الاخرى المقابلة للجمال يعني اقول الحسن ولا اقول ضده واقول الجمال ولا اقول ضده. المحاور: سيدي الكريم لا اريد ان ادخل الفلسفة نعم ولكن انا لا اعتقد ان هناك قبيح وهناك جميل، من الذي قال، يعني المرحوم الشاعر الايراني سهراب سبهري لديه مقولة يعني هو يتحدث يقول انه انا اعجب انهم يصفون الفرس بالنجيب ولا ارى كركساً في اقفاص ناس يغذونه، ما معناه انا ضعيف في الترجمة وايضاً قلت ايليا ابو ماضي عندما يقول قد يصير الشوك. الجزائري: صحيح صحيح. المحاور: ترى هل يغار الشوك من الورد في الحقل الجني ام يحسبه احقر منه لست ادري، انا اعتقد اننا لسنا ندري ولكن سيدي الكريم. الجزائري: قبل ان يقول محمد جواد الجزائري انا ادري، قبل ان يقول عبد الحميد السماوي ليس يدري؟ المحاور: يعني على كل حال لكل رأي. الجزائري: على كل حال والرجلان فقيران والله فقيران جداً وحتى ان ايليا ابا ماضي كان قد اعجب كل العجب حينما سمع ان عبد الحميد السماوي يعيش في السماوة المدينة العراقية البائسة وهو فقير جداً وهو شمري من عشيرة شمر واسرتهم تسمى آل عبد الرسول، على كل حال هذا الرجل اعجب غاية العجب بالقصيدة التي رد بها عليه وكان ختمها ايضاً ليس يدري، ايليا ابو ماضي يقول لست ادري هو يقول ليس يدري، قال في اي قصر من قصور بغداد او نعيم من نعيم بغداد يعيش عبد الحميد السماوي فقيل له يعيش في دار والله في النهار جرذانها وفئرانها تتراكب وتتجارى، تتسابق يعني انها من شدة فقرها تتجارى فيها الفئران والجرذان لأن عادة الجرذان تخرج في الليل وفي الظلمة اما هذه في النهار تخرج لأنها في غاية الجوع ومع ذلك جاء بتلك الرائعة، على كل حال لا تخرجني. المحاور: طيب استاذي الكريم لا انا لن اخرجك لأن انا لدي رؤية خاصة انا اعتقد اذا هذا يقول ليس يدري والاخر يقول لست ادري. الجزائري: وانت تقول انا ادري. المحاور: انا لا اميل ان اقول انا ادري اصلاً، انا اميل الى لست ادري لأن لا اعتقد ان الله خلق قبحاً ابداً. الجزائري: لا والله. المحاور: قد وضع الشيء في مكانه. الجزائري: وليس مطلوباً مني ان نعرف اسرار الخلق. المحاور: انت استاذي الكريم قبل هذا السؤال انت تحدثت انه يجب على الشاعر ان يكون ضالعاً في الشعر حافظاً له حتى يصبح من رجال علم السرقات الادبية. الجزائري: تقصد السيد الناقد؟ المحاور: نعم على كل حال طبعاً هناك ايضاً ملحوظة انا وعدت المستمعين الافاضل بأنني اذهب يعني الى احدى العبر او احدى القصص القصيرة او ما تسميه، في هذا الموضوع ايضاً يحصل هناك خطأ، قيل ان هناك ملكاً. الجزائري: انت الان اعجبتني بكلمتك يحصل لأن الناس جميعاً يقولون يحصل وانت قلتها صحيحة فصيحة فأحييت قلبي. المحاور: انا الى جانبك واكلت من لحمك كما يقولون. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: على كل حال شكراً جزيلاً، استاذي الكريم قيل ان ملكاً كان يحفظ اصعب القصائد لمجرد مرة يسمعها ووزيره يحفظ هذه القصيدة لمرتين وجاريته لثلاثة مرات فكان يأتي اليه الشعراء وعندما يلقون القصيدة اذا حفظها قال سمعت ذلك ويحك ماذا تقول ويفنده كي لا يعطيه شيئاً لأنه بخيل، على الاقل هذا وصل الي لا اعلم مدى صحته وانقل ما معناه فالبخل وضعه في زاوية لينتقم به من شاعر فذ جاء ونظم قصيدة وكان شرطه ان يعطي بوزن القصيدة ذهباً لذلك الشخص. الجزائري: ان شاء الله تكون صوت صفير. المحاور: فيقال ان الرجل الشاعر عندما عرف بحيل وخدع هذا الملك ذهب وكتب قصيدته على صخرة وجاء نظمها بشكل صعب جداً لا يمكن حفظها فألقاها عليه مرة فقال دعني افكر فالوزير طلب مرتين والجارية ثلاثة حتى رضخ للامر بأنه لن يسمع بذلك واذا بالرجل يضع القصيدة التي كتبها على صخرة بين ايديه وقال هذه هي هديتك لي، على كل حال سيدي الكريم نعود مرة اخرى الى هذه المصطلحات لماذا هذا التعقيد في اللغة عندما يتحدثون عن التناص والسرقة والتلصص والادعاء والانتحال يعني ما الذي يريدون منه بالضبط، لماذا لا يختزلون في جملة واحدة؟ ان يكون التناص والانتحال والسرقة هي كلمة واحدة؟ السرقة؟ الجزائري: انا استميحك عذراً ان اعود بحضرتك الى الكلام الاول الذي تفضلت به انت وهذا الذي بين يديك كان فد ذكر للمستمعين الكرام اننا سنتناول هذا في حلقة خاصة به لأنه لا يمكن ان نأتي على الاوليات من المعاني في هذه الحلقة فكيف بنا اذا دخلنا في شؤونها التي يسميها الثعالبي رحمه الله خاص الخاص، انت الان انتقلت من العام الى خاص الخاص ليس فقط الى الخاص. المحاور: طيب اذن. الجزائري: لايمكننا ان نجيب الان عنها ومع ذلك يا سيدي الكريم هذه تعابير اصطنعها الناس ليميزوا حالة من حالة يعني قلت لك مرة انت تأخذ بيت شعر، تأخذ منه كلمة ومرة كلمتين ومرة نصف بيت يعني شطراً من البيت. المحاور: يعني لكل واحدة منها؟ الجزائري: اسم، ولغير ذلك اسماء فلا نريد ان ندخل هذا الوادي ووقتنا لا يسمح. المحاور: يعني استاذي الكريم واخي العزيز استاذ بشير وكأني بها هي كالغيم تدخل بعضها بعضاً ولا حدود لها. الجزائري: ان شاء الله. المحاور: اذن نحن في نهاية البرنامج وبودنا اعزائنا المستمعين لو تسمحوا لنا بودنا ان نذهب الى حلقة اخرى لكي نستقصي ايضاً مرة اخرى حول السرقة الادبية ونبقى بها واصطلاحاتها ومن ثم ندخل الخاص الخاص كما تفضل الاستاذ العزيز واخي الكبير ابو محمد استاذ بشير الجزائري وهذا وعد استاذ بشير، ان شاء الله نراك سالماً غانماً تعود لنا بالكثير الكثير الذي تعودنا عليه دائماً. الجزائري: سلمت وغنمت واكرمك الله وجعلني معك دائماً استطيع ان ارد شيئاً من فضلك وانت المحسن. المحاور: انت رددت وايضاً متفضل واشكر جميع الذين شاركونا، الاخ احمد السادة، الاخ ابو حسين من فلسطين. الجزائري: الذين اشعر اني ظلمتهم يعني انا مقهوراً ظلمتهم اي اني كنت مظلوماً في قهرهم ولم استطع ان اجيبهم الجواب الذي يريدون. المحاور: نشكرك الشكر الجزيل، هكذا نأتي الى هذا اللقاء وانزعج لو اقول ختام هذا اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة