البث المباشر

زيارة مشاهد أولياء الله والفوز بمجاورتهم

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 14:02 بتوقيت طهران
زيارة مشاهد أولياء الله والفوز بمجاورتهم

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 14

السلام عليكم أعزاءنا المستمعين طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير.
إن من البركات المهمة لزيارة المشاهد المشرفة لأولياء الله عزوجل، هو الفوز بمجاورتهم ومرافقتهم في الجنان في الآخرة ومرافقتهم وصحبتهم المعنوية والقلبية في الحياة الدنيا ولهذه المرافقة المعنوية آثار عظيمة في جعل المؤمن يتخلق بأخلاقهم – عليهم السلام – وإتباعهم وأقتفاء آثارهم وبالتالي الفوز بمحبة الله للمؤمن المحب لله كما صرحت بذلك الآيات الكريمة.
وقد صرحت كثير من الأحاديث الشريفة بهذا الأثر المهم للزيارة نختار منها إثنين رواهما الشيخ الطوسي في كتاب تهذيب الأحكام؟
الأول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلى في حياتي، فإن تستطيعوا فابعثوا إلى بالسلام فإنه يبلغني ".
والثاني عنه (صلى الله عليه وآله) قال: " من زارني في حياتي وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة ".

 


مستعمينا الأفاضل وحري بنا الإشارة هنا إلى لطف من ألطافه تعالى وهو أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وآله واستغفاره للمؤمنين أمر لا يقتصر على الحياة الدنيوية التي عاشها رسول الله صلى الله عليه وآله بين ظهرانيهم فحسب، بل إنه حكم عام شامل على ما يستفاد من آيات الذكر الحكيم والاخبار التي صرحت بحياة الأنبياء والأوصياء والأولياء وآخرين في البرزخ، وأنهم يسمعون ويبصرون تماما كما في حياتهم الدنيا، وكذلك على ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام "
وروى السمعاني، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن أعرابيا جاء بعد ثلاثة أيام من دفن رسول الله صلى الله عليه وآله فرمى بنفسه على القبر الشريف، وحثا من ترابه على رأسه وقال: يا رسول الله قلت فسمعنا قولك، ووعيت عن الله فوعينا عنك، وكان فيما أنزله عليك" وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ..." وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي إلى ربي. فنودي من القبر أنه قد غفر لك.

 


ايها الأخوة والأخوات ولذلك تعلمنا نصوص الزيارات المأثورة أن نحرص على أن نطلب من أولياء الله عند زيارة قبورهم ومشاهدهم المشرفة أن يستغفروا لنا الله عزوجل، فخاطب رسول الله كما في نص زيارته المروي عن الامام الصادق – عليه السلام – في كتاب كامل الزيارات، فيأمر الزائر أن يخاطب نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – قائلاً:
" اشهد انك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لامتك، وجاهدت في سبيل الله، وعبدت الله حتى اتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة، وأديت الذي عليك من الحق، وانك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين، فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين، الحمد لله الذي آستنقذنا بك من الشرك والضلالة. اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين وعبادك الصالحين وأنبيائك المرسلين، وأهل السماوات والأرضين، ومن سبح لك يارب العالمين من الأولين والآخرين على محمد عبدك ورسولك، ونبيك وأمينك، ونجيك وحبيبك، وصفيكك وخاصتك، وصفوتك وخيرتك من خلقك. اللهم واعطه الدرجة والوسيلة من الجنة، وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون. اللهم انك قلت: " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً واني اتيت نبيك مستغفرا تائبا من ذنوبي، واني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله)، يا محمد اني أتوجه بك الى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي ".
ثم قال الإمام الصادق – عليه السلام –: " وان كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي (صلى الله عليه وآله) خلف كتفيك واستقبل القبلة وارفع يديك، وسل حاجتك، فإنه أحرى ان تقضى إن شاء الله. "


مستمعينا الأكارم، ونشير هنا أيضاً الى أن طلب الإستغفار من النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في نصوص زيارته المأثورة يمهد له بذكره مقاماته وأخلاقه وصفاته وفي ذلك دعوة غير مباشرة للزائر بأن يقرن الإستغفار بالسعي للتحلي بهذه الأخلاق النبوية المباركة وهذه ثمرة اخرى من الثمار الكثيرة لزيارة مشاهد أولياء الله المقربين صلوات الله عليهم أجمعين.
وعند هذه النقطة ننهي أعزاءنا الحلقة الرابعة عشر من برنامج مزارات الموحدين إستمعتم لها من إذاعة طهران شكراً لكم ودمتم بكل خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة