البث المباشر

العمل بالقرآن والاستخارة به

الإثنين 23 سبتمبر 2019 - 08:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من بركات القران الكريم: نقدم لكم الحلقة 19 من هذا البرنامج والتي تحمل عنوان " العمل بالقرآن والاستخارة به ".

السلام عليكم مستمعينا الأفاضل
إن العمل بالقرآن هو سيد مفاتيح على بركاته الوفيرة والإستفادة منها وتحقيق الأهداف التي من أجل تحققها أنزل الله عزوجل كتابه العزيز لعباده.
وهذا الأمر أكدته كثير من الأحاديث الشريفة ننقل لكم بعض نماذجها فيما يلي، كونوا معنا:

روي عن سيد الأنبياء والمرسلين محمد – صلى الله عليه وآله – أنه قال: " من تعلم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حب الدنيا وزينتها إستوجب سخط الله وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم... " .
وقال – صلى الله عليه وآله – " ما آمن بالقران من إستحل محارمه" .
وعن أمير المؤمنين الوصي المرتضى – عليه السلام – قال: " تعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب، وإستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع القصص، فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله بل الحجة عليه أعظم والحسرة له ألزم وهو عند الله ألوم " .
وقال – سلام الله عليه – في آخر وصاياه قبيل إستشهاده في وصية عامة شامل لأجيال المسلمين: " الله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم " وروي عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام بشأن أنواع التعامل مع كتاب قوله: " القراء ثلاثة: قارئ قرأ القران ليستدر به الملوك ويستطيل به على الناس، فذاك من أهل النار. وقارئ قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده فذاك من أهل النار. وقارئ قرء القرآن فأستتر به تحت برنسه، فهو يعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ويقيم فرائضه ويحل حلاله ويحرم حرامه فهذا ممن ينقذه الله من مضلات الفتن وهو من أهل الجنه ويشفع في من يشاء " .
وروي عن عبدالرحمان السلمي قال: حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة أنهم كانوا يأخذون من رسول الله – صلى الله عليه وآله – العشر [يعني يتعلمون منه عشر آيات] فلا يأخذون في العشر الأخر [اي لا يتعلمون عشر آيات أخري] حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل.


يتضح من الأحاديث الشريفة المتقدمة أن الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، حليف العامل بالقرآن الكريم، الذي يعمل بوصاياه ويأخذ بمواعظه ويتحلى بأخلاقة ويتطهر من كل ما لا ينسجم مع قيم وأحكامه وحلاله وحرامه.
وفي حديث الإمام الصادق – عليه السلام – تصريح بأن العمل بالقرآن هو مفتاح النجاة من مضلات الفتن، وهو سلم التقدم والرقي في مراتب ودرجات الكمال والتطور الإنساني بجميع أقسامه.
وعلى الطرف الآخر فإن التقاعس عن العمل بالقرآن والأقتصار على حفظ إلفاظه وحروفه وإنتهاك قيمه، كل ذلك سبب لسخط الله ونزول العقاب والعذاب الإلهي على المخالف لقيم القرآن ووصاياه خاصة إذا كان من العالمين أو القارئين للقرآن وقد روي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: " كم من قارئ للقران ، والقرآن يلعنه " .

مستمعينا الأفاضل، ونوّد هنا الإشارة الى قضية الإستخارة بالقرآن الكريم التي جرت سنة المؤمنين على إتخاذها وسيلة من وسائل معرفة الوصايا والأوامر القرآنية تجاه الشؤون والأمور غير الواضحة كمقدمة للعمل بها، وقد أوصت بذلك عدة من أحاديث أهل بيت النبوة – عليهم السلام –.
وقد روي عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال " قال الله تبارك وتعالي: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني " .
وقال – عليه السلام –: " من دخل في أمر من غير إستخارة ثم أبتلي لم يؤجر" وروي أن أحد أصحابه قال له: أريد الشئ وأستخير الله فلا يوفق فيه الرأي؟! فأجابه عليه السلام قائلاً: " إفتح المصحف فأنظر الى أول ما ترى فخذ به إنشاء الله " .
وقد عقد الحر العاملي في كتاب الوسائل باباً جمع فيه الأحاديث التي تجيز الإستخارة بالقرآن بما تعنيه من الإستعانة بكتاب الله لمعرفة من الخير في الأفعال وترجيحها مقدمة للعمل.
فالإستخارة بالقرآن هي من مصاديق التوسل به لمعرفة ما ينبغي وما لا ينبغي فيما يمر به الإنسان من أمور لا يتضح الهدى فيها بوضوح.
وقد رويت عن الأئمة الأطهار – عليهم السلام – أحاديث عدة تصرح بالدعوة للجوء الى الله سبحانه والإنقطاع إليه وطلب الخير منه لإصابة الحق والصلاح بهدايته عزوجل ولا يخفى أن كتابه من أهم وسائل معرفة هدايته تبارك وتعالي.

نشكر لكم اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج من بركات القرآن الى لقاء مقبل بتوفيق الله دمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة