البث المباشر

شرح فقرة: اللهم اني أسئلك باسمك يا معين، يا أمين

الثلاثاء 3 سبتمبر 2019 - 10:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم اني أسئلك باسمك يا معين، يا أمين " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نواصل حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الجديدة، البادئ بما يأتي: (اللهم اني أسئلك باسمك يا معين، يا امين، يا مبين، ...).
ان هذا المقطع يتضمن جملة من مظاهر عظمة الله تعالي ورحمته، متجسّدة في مفردات متنوعة، تبدأ بمفردة (يا معين)، فماذا نستلهم منها؟
لا نحتاج الي تأمّل، حتي ندرك سريعاً بان صفة المعين تعني ان الله تعالي هو المساند والمسعف والناصر. 
ولو لا الله تعالي واعانته لعبده لما اتيح البتة لنا بأن نوفق الي طاعته، ولما أتيح لنا ان نركن الي التوازن الداخلي والخارجي في مختلف مستويات سلوكنا: مع الله تعالي، مع انفسنا، مع الآخرين، مع سائر الموجودات. 
اذن الإعانة من الله تعالي هي: المحركة لسلوكنا المشار إليه، وكفي بذلك عطاءاً من الله تعالي. 
بعد ذلك نواجه مفردة (يا امين)، وهي مفردة تترتب علي سابقتها من حيث المنطق الدلالي للرحمة من الله تعالي، ان التجسيد لاعانته تعالي إيانا، تزامن مع ثقتنا به تعالي، بمعني ان مفردة (الامين) هي مستقاة (من حيث الجذر) من (أمن)، اي: ما يرتبط بها من الأمتحان، والاستئمان، والمؤتمن، والمأمون، حيث تصبّ دلالتها في معني (الثقة) او (الوثوق) بالله تعالي ولا نعتقد ان صفة من الصفات التي تجعل قارئ الدعاء مطمئناً الي شموله برحمته تعالي مثل: الثقة بالله تعالي، وحسن الظن به، حيث ورد بان الله تعالي عند حسن ظن عبده، اي: بقدر ثقننا بالله تعالي تسع رحمته، كما هو واضح. 
اذن (يا امين) تعني: احد مظاهر عظمته تعالي ورحمته، متجسدة في (الثقة) بالله تعالي، علي نحو ما اوضحناه. 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا مبين)، فماذا نستلهم منها؟ المبين جذرياً هو من الابانة او الوضوح ونحوهما، ولا بدّ ان يتداعي الذهن عن ذلك الي ما لاحظه احد الشراح لمظاهر عظمة الله تعالي ورحمته، متمثلاً في الذهاب الي ان الله هو الظاهر، وهو البيّن من حيث آثار قدرته وآياته، ومن حيث انه تعالي مظهر حكمته بما ابان من تدبيره، واوضح في كلماته التي لا تنفد (كما ورد في النص القرآني الكريم). بعد ذلك نواجه مفردة (يا متين). فماذا نستلهم منها؟
(المتين) - كما ورد في اللغة - هو من اسماء الله تعالي، حيث يعني: القويّ الشديد الذي لا يلحقه في افعاله مشقة ولا كلفة، بهذا نتبين بوضوح معني مفردة (يا متين)، حيث تظل كسائر صفاته التي يتفرد بها تعالي من حيث عظمته التي تقول للشيء كُن فَيَكُونُ. 
بعد ذلك نواجه مفردة (يا مكين) وهي مفردة مترتبة علي سابقتها: كما هو واضح، فما دام تعالي قوياً وشديداً لا مشقة ولا كلفة في ارادته التي تقول للشيء كُن فَيَكُونُ، حينئذ فهذا يعني انه تعالي (مكين)، متمكن من كل شيء، لا حدود لقدرته تعالي، كما ان ثمة دلالة اخري من الممكن استخلاصها ايضاً، الا وهي: ذو المكانة، اي: ان الله تعالي يتميز بانه المتفرد في مكانة عظمته، بالاضافة الي ان الكلمة تعني: الاقدر او الامكن في مطلق قدراته تعالي. 
بعد ذلك نواجه جملة مفردات منها: (يا رشيد، يا حميد، يا مجيد، ...) وهي مظاهر متنوعة من عظمته تعالي، (نحدثك عنها في لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالي).

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة