البث المباشر

شرح فقرة: يا من له نور لا يطفأ

الإثنين 2 سبتمبر 2019 - 10:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من له نور لا يطفأ " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة ومنها: دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من له نور لا يطفأ، يا من له نعم لا تعد، يا من له ملك لا يزول، ...). 
هذه العبارات تتحدث عن الصفة وعدم النهاية لها، كالنور، والنعم، والملك، ونتحدث الآن عن كلّ من المظاهر المتقدمة، واولها مظهر (يا من له نور لا يطفأ). فماذا نستخلص من ذلك؟
ان عبارة (يا من له نور لا يطفأ) مستقاة من القرآن الكريم في ذهابه الي ان الله تعالي هو: نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، والنور هنا رمز يتسع لدلالات متنوعة، بعضها ورد لها تفسير، والبعض الآخر يستطيع كل قارئ بأن يستخلص هذه الدلالة او تلك الا ان الدلالة العامة التي تجسد مفهوم (الخير) تظل هي الابرز في الاستخلاص ان الاسلام والايمان والطاعة ومئات المصاديق من السلوك والقيم الإيجابية تظل مرشحة من عبارة او رمز (النور) مما لا حاجة الي التعقيب علي ذلك مادمنا نعرف تماماً بان الله تعالي هو خير محض: كما هو واضح. 
والمهم هو ان هذا النور لا سبيل الي انطفائه، انه استمرار لعظمة الله تعالي التي لا حدود لها، ولذلك فان التعقيب علي هذه الصفة وردت من خلال عبارة (لا يطفأ)، اي: النور وهذا ما يتسق مع مفهوم النور الذي يعني ان استمرارية هو عدم تصور حصول الانطفاء لـه. 
بعد ذلك تواجهنا عباره (يا من له نعم لا تعد)، هذه الصفة لا تحتاج بدورها الي ايضاح، انها كذلك اقتباس او تناص من القرآن الكريم، حيث ورد بان نعم الله تعالي لا تحصي تبعاً لقوله تعالي. 
«وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا» والحق، ان النعم وهي: المصاديق المتنوعة للرحمة الإلهية، لا سبيل الي احصائها مادام النور - وهو مصدر الخير الذي تفرع منه مصاديق الرحمة بلا حدود. 
ان كل ما في الارض (الجود) والبحر يظل حافلاً بالنعم فيما لا ينتبه الانسان عليها، ولعل الايمان بالله تعالي وما يواكبه من الحياة الابدية الخالدة التي تحفل بما لا عين رأت ولا إذن سمعت يظل من ابرز النعم: كما هو واضح. 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا من له ملك لا يزول). تري ما المقصود من الملك؟
لا نحتاج الي تأمل حتي ندرك سريعاً السماوات والارض هو ملكه تعالي، تبعاً لقوله تعالي: «لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ». 
و قد يتساءل قارئ الدعاء عن النكتة الكامنة وراء الاشارات الي ان الله تعالي له ملك السماوات والارض ونجيبه قائلين: ان هذا الموضوع يحفل بنكات كثيرة، منها: ان العبد لا ملك له البتة، وانما الملك لله تعالي وحدة، وهو أمر يعكس اثره علي سلوك الانسان من حيث حمله علي عدم الحرص أو الابتزاز او الغصب او السرقة او أكل الاموال بالباطل، حيث يقتنع العبد بان ما يملكه هو في الواقع عارية وليس مالكاً. 
يضاف الي ذلك الي ان الملك يتداعي بذهن الانسان الي ان الله تعالي مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، اي: الآخرة، وهل الّا الاخرة هي الحياة الحقة؟
ان الآخرة هي المقر الابدي للانسان، وهي موقع رضاه تعالي عن عبده، وحينئذ اذا عرف العبد ان الآخرة بما فيها من نعم روحيهو رضاه تعالي ونعم مادي هو الجنة: حينئذ فان المالك لهذه الحياة الأبدية لحريّ بان يعبد ويطاع ويشكر.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة