البث المباشر

شرح فقرة: يا رب البيت الحرام، يا رب الشهر الحرام

الأحد 11 أغسطس 2019 - 15:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا رب البيت الحرام، يا رب الشهر الحرام" من دعاء الجوشن الكبير.

 

نحن الآن مع مقطع جديد من دعاء الجوشن الكبير، وهو المقطع السادس والعشرون، حيث يبدأ على النحو الآتي: (يا رب البيت الحرام، يا رب الشهر الحرام، يا رب البلد الحرام، يا رب الركن والمقام، يا رب المشعر الحرام، يا رب الحل والحرام، ...). هذه الفقرات الست ترتبط بمكة، وبالكعبة، وبأركانها، ومشاعرها، وبما يرتبط بما هو حل وحرام من الممارسات المتصلة بأعمال الحج، ولا نحتاج الى كبير تأمل حتى ندرك دائماً ان القسم بظاهرة ما يعني: أهمية هذه الظاهرة وانطواءها على نكات خاصة، وهو ما لاحظناه في الاقسام المتقدمة، حيث نبدأ ونحدثك سريعاً عن كل ظاهرة. 
الظاهرة الاولى هي عبارة: (يا رب البيت الحرام)، هنا لا نعتقد اننا بحاجة الى القاء الانارة على هذه الظاهرة، وهي: بيت الله الحرام، وهل ثمة قدسية تضاهي قدسية بيت ينتسب الى الله مباشرة؟ ان البيت بنحو عام مأوى للكائن الانساني وسواه، وعندما ينتسب البيت الى الله تعالى: عندما نأوي الى هذا البيت: حينئذ نتبين مدى عظمة وقدسية ما يختزنه هذا البيت، وبعد ذلك: مدى العطاءات الضخمة التي تنسحب على اللاجئ والقاصد لهذا البيت. 
الظاهرة الثانية تقول: (يا رب الشهر الحرام)، ايضاً: نعتقد ان الشهر الحرام هنا ـ اضافة الى مجمل الاشهر الحرم، ونعني بها: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب يظل من القداسة بمكان، انه شهر الحج هنا، ومن ثم فان القاصد الى بيت الله الحرام في الشهر الحرام، يظل مؤشراً الى (الزمان) حيث كان البيت مؤشراً الى (المكان) اذن: الزمان والمكان هما ما اشارت الفقرتان المتقدمتان اليهما، وهما (البيت الحرام والشهر الحرام)، ولكن ماذا بعد المكان والزمان؟ 
الظاهرة الثالثة تقول: (يا رب البلد الحرام)، هنا نتجه الى (المكان) ثانية، ولكنه المكان الاوسع مساحة مادية، وهي مكة، ان مكة وحوالها، ومن ذلك: المشعر الحرام وسوى ذلك من المواقع المهمة من نحو: عرفة ومنى و...، ومنها ما ورد في الفقرة القائلة: (يا رب المشعر الحرام) تظل مؤشراً الى اهمية هذه المواقع، ان المشعر الحرام احد اركان الحج، والوقوف والمكث فيه، وانتقاء الاحجار الموظفة للرمي، (بالاضافة الى الزمن الخاص بالمكوث في المشعر) يظل بدوره مورد اشارة، حيث ورد في استهلال احد ادعيته: (اللهم رب المشعر الحرام، فك رقبتي من النار، وأدر عليّ من رزقك الحلال، وأدرأ عني شر فسقة العرب والعجم)، هنا، يكفي ان نجد هم الحاجات الدنيوية والاخروية، تنسحب على لسان الحاج، حينما يطلب اولاً ان تفك رقبته من النار اخروياً، وان ينال الرزق الذي يمكن له (استمار حياته) وان يحقق له تعالى (الامن) ـ وهو اهم دافع للانسان ـ حيث ان المضطرب امنياً، لا حياة له في الواقع. 
يبقى ان نشير الى فقرة: (يا رب الركن والمقام) و (يا رب الحل والحرام) ونحسب ان الوقت لا يسمح لنا الآن الا بالاشارة السريعة الى هذا الجانب، وهو اهمية الامكنة الخاصة من بيت الله تعالى، وهي الركن والمقام، اي: الركن المتمثل في الحجر الاسود، والذي يبدأ به الطواف، واما المقام فهو مقام ابراهيم (عليه السلام) باني بيت الله تعالى ونعتقد ان نفس بناء ابراهيم (عليه السلام) للبيت، ومن ثم فان النفس بداية الطواف من الركن، كافيان لتوضيح اهمية هذين المكانين 
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى حج بيته الحرام في هذا العام وفي كل عام، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة