البث المباشر

شرح فقرة: يا من لم يهتك الستر

الأحد 11 أغسطس 2019 - 12:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من لم يهتك الستر " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة'>الادعية المباركة ومنها (دعاء الجوشن الكبير) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك الآن عن احد مقاطع الذي ورد فيه: (يا من لم يهتك الستر) وهذه العبارة سنحدثك عنها الآن، نظراً لأهميتها من جانب وتكرار دلالتها من جانب آخر: مع ملاحظة الفارق بين هذه العبارة القائلة: (يا من لم يهتك الستر) وبين العبارة التي حدثناك عنها في لقاء سابق وهي: (يا من ستر القبيح)، تري ما هو الفارق بين هاتين العبارتين؟ اي، عبارة (ما من ستر القبيح) وعبارة (يا من لم يهتك الستر)؟
عندما يمارس الانسان سلوكا معيبا من الزاوية الشرعية او حتي من الزاوية العرفية ايضاً فان الممارسة قد تكون علنا وقد تكون سراً. 
ومن الواضح ان العمل السلبي اذا مورس سرا فهو اقل شرا من ممارسة علناً، بيد ان الممارسة السرية ذاتها معرضة لان تعرف علنا في حالة ما اذا اطلع عليها احد من الاشخاص يشكل او بآخر، بيد ان الامر عندما يرتبط بالله تعالي واطلاعه علي السر والعلن فان الامر يختلف بطبيعة الحال وهذه هي احدي نعمه تعالي حيث لا يفضح عباده المستترين بذنوبهم ولكن السؤال هو: ما هي مستويات عدم الفضح او ما هي مستويات الستر؟
في تصورنا او احتمالنا - وهو مجرد ملاحظة- ان عبارة (ما من ستر القبيح) تتصل بستر العبد دنيوياً واما عبارة (يا من لم يهتك الستر) تتصل بستر العبد اخروياً. 
الجواب: بما ان عبارة مقطع الدعاء بدأت بمقولة (يا من اظهر الجميل) حينئذ نستنتج بان عبارة (وستر القبيح) انما هي ستر دنيوي اي، كما ان الله تعالي جعل هذه الشخصية او تلك تتمظهر بما هو جميل من الافعال، كما يشير الصلاة او الانفاق او حسن الخلق، حينئذ فان ما هو قد ظهر للناس انما هو الجميل من الافعال، اما القبيح فيما ان الشخصية لا تمارسه علنا حينئذ فان عدم اظهاره او فان الستر عليه بمعني عدم جعله ظاهراً للناس يظل واحدا من عطاءات الله ورحمته وذلك لسبب واضح هو: ان التقدير الاجتماعي للشخص او محبة الاخرين للشخص تظل هي الاستجابة الواضحة للناس حيال الشخصية المذكورة والعكس هو الصحيح بمعني ان الشخصية لو لم يستر عليها من فعل القبيح لما حظيتت بالتقدير والمحبة عند الناس وانما تتعرض للهوان الاجتماعي وازدراء الاخرين، كما هو واضح. 
وهذا اينما يتصل بالسلوك الدنيوي الذي يمارسه الشخص وانعكاساته الاجتماعية حيث يمثل في عبارة (يا من ستر القبيح) ولكن ماذا بالنسبة الي عبارة (يا من لم يضل الستر) وانعكاساتها اخرويا؟
الجواب: بما ان اليوم الاخر هو اليوم الذي تظهر فيه السرائر بعد ان كانت مخفية في الدنيا فحينئذ ينطبق عليها مصطلح (هتك الستر) حيث ان الدنيا كان فيها (الستر) هو المتعين، اما في الاخري فان الستر يهتك ولكن ايضاً كما سترته علي العبد في الدنيا فانه تعالي يستر عليه في الاخري ولا يهتك ذلك الستر الدنيوي، اذن ما اعظم رحمة الله تعالي وما اضخم معطياته؟
ختاماً امكننا اذن ان نوضح الفارق بين عبارة (يا من ستر القبيح) وعبارة (يا من لم يهتك الستر) حيث منها ان الاولي تتصل بالدنيا والاخري تتصل بالاخري. اخيراً نسأله تعالي ان (يستر القبيح) ولا (يهتك الستر) دنيوياً واخروياً وان يوفقنا الي ممارسة الطاعة والتصاعد بها الي النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة