البث المباشر

شرح فقرة: يا زكي، يا بدي، يا قوي، يا ولي

الأحد 11 أغسطس 2019 - 11:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: "يا زكي، يا بدي، يا قوي، يا ولي" من دعاء الجوشن الكبير.

 

لانزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا الى احد مقاطعه المتضمن هذه المظاهر من عظمة الله تعالى: (يا زكيّ، يا بديّ، يا قويّ، يا وليّ، ...) ولنتحدث عن كل مظهر من المظاهر المتقدمة، واول ذلك هو (يا زكيّ)، فماذا نستخلص منه؟
إن مصطلح (زكيّ) ينسحب على جملة صفات، منها: ما ينسحب على ما يطلق عليه من (صفات الذات): اي: ما يلازم تصوّره بالنسبة الى الله تعالى تصور ذاته الالهية، قبالة ما يصطلح عليه من (صفات الفعل) من حيث صدورها منه تعالى.
والاول من مصطلح (زكيّ) يعني: الطاهر، والمقدس، والخيّر، والفاضل و...، من الصفات الذاتية لله تعالى.
واما مصطلح (يا بديّ)، فيعني: ما هو (ظاهر) من عظمته تعالى، لان (البديّ) هو من جذر الكلمة او الفعل (بدا) بمعنى (ظهر)، مقابل الخفاء، او مقابل صفة (الخفيّ)، بمعنى (البديّ) مقابل (الخفيّ)، بصفة أن (الظاهر) هو: الظاهر او البادي بالدلائل والآيات الدالة على وحدانيته وعظمته قبالة الخفيّ او الباطن الذي لا يمكن ادراكه بالابصار والافكار والخواطر.
بعد ذلك نواجه صفة (يا قويّ)، وهي صفة لا نحتاج الى توضيح دلالتها: نظراً لجلاء ذلك، حيث ان القوة هي قدرته المطلقة التي لا حدود لها في الابداع والارادة والهيمنة والاستواء على العرش.
اخيراً نواجه مظهراً يختتم به المقطع الحادي والعشرون من مقاطع دعاء الجوشن الكبير، وهو (يا وليّ)، فماذا نستلهم منه؟
الجواب: الوليّ ينسحب على اكثر من دلالة، منها: (الوليّ) بمعنى (الناصر) حيث عبرت الآية المباركة «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ...» عن هذه الدلالة.
كما ينسحب على معنى (المتولي) للشأن الكوني في مختلف ميادينه، اي: القائم بالأمر لشؤون البشر وغيره من الظواهر الكونية.
كما ينسحب - من جهة ثالثة - على معنى (الاولوية): كما هو واضح من حيث القيام بالامور المشار اليها لمختلف شؤون الكون.
والآن بعد أن اتّضح ما يعنيه مصطلح (الوليّ) و (القويّ) و (البديّ) و (الزكيّ) نتجه الى مقطع جديد، وهو المقطع الثاني والعشرون من دعاء الجوشن الكبير، حيث ورد على النحو الآتي: (يا من أظهر الجميل، يا من ستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، يا من لم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كلّ نجوى، يا منتهى كل شكوى). 
إنّ هذا المقطع من الدعاء يعد من اشد المقاطع ظهوراً في تعبيره عن سعة رحمة الله تعالى وعطائه ونعمه غير المحدودة، إنه محفوف بكل عبارة مفصحة عن الآمال والطموحات والتطلعات التي تطفح على ألسنة البشر في تحقيق مختلف حاجاتهم، ويكفي أنه قد ورد في ادعية مستقلة، منها: دعاء ما أطلق عليه (دعاء اهل البيت المعمور)، حيث ورد في فضل قراءته من الثواب ما تعجز عن وصفه ملائكة السماوات والارض في مستويات الجزاء المتمثّل في المغفرة للذنوب، والشفاعة للآخرين، والستر دنيوياً وكذلك أخروياً.
المهم أننا سنحدّثك عن كل واحد من المظاهر المتقدمة في لقاءات لا حقة ان شاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى أن يتفضّل علينا بالمزيد ممّا ورد في الدعاء المذكور: من اظهر الجميل، وستر القبيح، وعدم المؤاخذة بالجريرة، وعدم هتك الستر، وعظم العفو، وحسن التجاوز، وسعة المغفرة، وبسط اليدين برحمته، واستماع النجوى والشكوى.
كما نسأله تعالى أن يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة