البث المباشر

شرح فقرة: "واكفني ما اهمني، وما غاب عني..."

الأحد 4 أغسطس 2019 - 15:46 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " واكفني ما اهمني، وما غاب عني " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها: دعاء الزهراء (ع) الخاص بتعقيب بعض الصلوات، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه (اللهم صلى على محمد وآل محمد) الى يقول (واكفني ما اهمني، وما غاب عني وما حضرني، وما اتخوفه منك، يا ارحم الراحمين...) بهذه العبارات يختم احد مقاطع الدعاء المذكور، حيث عرض جملة توسلات، بدأت بالعبارة القائلة (اكفني ما اهمني) وهي عبارة مختصرة ولكنها حافلة بكل شئ على نحو ما نبدأ بتوضيحه الآن ...
من الواضح، ان (الكفية) هي: تحقق الاشباع الكافي لحاجات الانسان،.. وعندما يقول النص (اكفني ما أهمني) اي: حقق لي وانجز لي ما احتاج اليه: ... ويلاحظ بان هذه العبارة جاءت عقيب عبارات محددة للحاجات: مثل غفران الذنب، ستر العيب، الغني، اقالة العثرات، الامن من المخاوف. هذه الحاجات المحدودة اعقبتها عبارة (اكفني ما اهمني) حيث يعني ذلك، ان هدف الدعاء هو: انجاز جميع الحاجات التي يعني قارئ الدعاء بها ... ولذلك نجد ان الفقرات اللاحقة تفصل شيئاً من الاجمال في عبارة (اكفني) حيث تقول العبارات اللاحقة (ما غاب عني وما حضرني وما اتخوفه منك)... ان هاتين العبارتين تلخصان الموقف على نحو ما نبدأ بتوضيحه الآن ... 
من الواضح ان حاجات الانسان من الممكن ان تغيب عنه عند السؤال او التوسل بالله تعلى في انجاز حاجات الداعي.. لذلك تقول العبارة (ماغاب عني) وتقول (ماحضرني) ولنفترض ان ما حضر الداعي هو: طلب الغني، وطلب الامن، وطلب العافية ... ولكن ماغاب عن الداعيت من الممكن ان يكون مثل: غفران الذنب، ستر العيب، انجاب الاولاد، تحقيق الزواج، التفقه في الدين الخ ... من هنا نتبين أهمية عبارة (ماغاب عني وما حضرني) من حيث ارتباطها بالعبارة المجملة (اكفني مااهمني) ... يبقي التساءل اخيراً عن عبارة (وما اتخوفه منك) تري: ماذا نستلهم من العبارة المذكورة: 
في تصورنا ان عبارة (ما اتخوفه منك، تشمل ظواهر كثيرة منها: ان غفران الذنب مثلاً من الممكن ان يتحقق ومن الممكن اليتحقق، ولذلك ورد في الحديث ان الشخص لو جاء بعبادة الثقلين فعليه ان يظل خائفاً، ولوجاء بذنوب الثقلين فعليه ان يكون راجياً اي: التأرجح بين الخوف والرجاء هو الموقف الذي ينبغي ان تكون الشخصية عليه، ولذلك عندما تقول العبارة (وما اتخوفه) انما تعني: ظاهرة الخوف الممتزج بالرجاء: كما هو واضح بعد ذلك نواجه مقطعاً جديداً من الدعاء، يبدأ على النحو الأتي(اللهم: فوضت امري اليك، والجأت ظهري اليك، واسلمت نفسي اليك، ... الخ) ان هذه العبارات متمثلة في مصطلح (فوضت)وفي مصطلح (اسلمت) وفي مصطلح (الجأت) الخ تظل من العبارات الخاضعة لاكثر من تأويل من جانب، ومتماثلة او متجانسة من جانب ثان، ومتفاوتة من جانب ثالث، اي لامناص من التفاوت بين عبارة (فوضت) وعبارة (اسلمت) وكذلك عبارات اخرى لوحظت في نصوص شرعية مثل (توكلت) ...الخ حيث تشترك في دلالة واحدة هي: اللجوء الى الله تعلى وحده وتتفاوت من جانب آخر في جزئيات الدلالة على نحو ما نوضحه في لقاء لاحق انشاءالله... 
ختاماً: نسأله تعلى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة