البث المباشر

شرح فقرة: "واجعلنا يا رب من من أعوانه ومقوية سلطانه، والمؤتمرين لأمره،..."

السبت 3 أغسطس 2019 - 10:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " واجعلنا يا رب من من أعوانه ومقوية سلطانه، والمؤتمرين لأمره " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

وله عظيم الحمد والمجد أرحم الراحمين وأطيب صلواته علي ينابيع رحمته للعالمين المصطفي الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين. 
السلام عليكم أعزائنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نتابع فيه استلهام دروس الحياة الكريمة من المقطع التالي من دعاء المعرفة المأمورين بتلاوته في عصر الغيبة خاصة بعد صلاة العصر من يوم الجمعة. والمقطع هو الذي نطلب فيه من الله عزوجل أن يوفقنا لأن نكون من أنصار خليفته المهدي الموعود (عجل الله فرجه الشريف)، قائلين: (واجعلنا يا رب من أعوانه ومقوية سلطانه، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلي التقية من خلقك، يا أرحم الراحمين).
مستمعينا الأفاضل، تحدثنا في حلقة سابقة عن مصاديق إعانة مولانا المهدي في غيبته وفي ظهوره (عجل الله فرجه) وهذا ما نطلبه من الله عزوجل في العبارة الأولي من المقطع المتقدم، أما في العبارة الثانية فإنه يعلمنا أن نطلب الله عزوجل أن يجعلنا من مقوية سلطانه (عليه السلام)، أي أن يوفقنا لأن نكون من المؤمنين العاملين في تقوية سلطان إمام العصر (أرواحنا فداه)، وأن يهدينا للسبل التي نقوي بها سلطانه (عليه السلام)؛ فهل أن مصاديق هذا الدعاء تختص بعصر ظهور الموعود وإقامة دولته الإلهية العادلة؟ 
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نعرف أولاً معني (السلطان) في المصطلح الشرعي، وعندما نراجع الكتب المتخصصة في هذا الشأن مثل كتابي مفردات ألفاظ القرآن الكريم للراغب الإصفهاني ومجمع البحرين للعلامة الطريحي، نجد أن السلطان مأخوذ من السلطة التي تعني الغلبة القاهرة وبسط القدرة، وقد استخدمها القرآن الكريم في الغلبة المادية كبسط الحاكمية المادية المباشرة وكذلك في الغلبة المعنوية بغلبة الحجة والبرهان، هذا المعني القرآني يجري علي معني سلطان الإمام المهدي (أرواحنا فداه) الذي نطلب من الله عزوجل أن نكون ممن يقويه، وعليه فإننا نطلب في الواقع من الله جل جلاله أن يوفقنا لتقوية الغلبة المادية والمعنوية أيضاً لإمام العصر (عجل الله فرجه الشريف).
أيها الإخوة والأخوات، علي ضوء ما تقدم يمكننا القول بأن الدعاء المتقدم يمكن أن تكون له مصاديق متعددة الآن، أي في عصر غيبة الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، مثل أن نطلب من الله الهداية للسبل التي نقوي بها السلطان المعنوي لإمام زماننا (عليه السلام) نظير بيان غلبة حجته أي أحقية النهج الإلهي الذي يدعو إليه وقدرته علي إنقاذ البشرية من أزماتها الراهنة ومن جميع أشكال الظلم والجور.
ويأتي في هذا السياق أيضاً جميع مصاديق التعريف بأحقية ومظلومية وفضائل أهل بيت النبوة المحمدية (عليهم السلام) فهي أيضاً من مصاديق تقوية السلطان المعنوي لإمام العصر (أرواحنا فداه).
هذا في عصر الغيبة، أما في عصر ظهوره (عجل الله فرجه) فمصاديق تقوية سلطانه كثيرة متنوعة، تشمل ترسيخ غلبته المادية والمعنوية أيضاً وبمختلف الأساليب الجهادية والتبليغية وحسن العمل في الشؤون الإدارية لدولته والإجتهاد في بسط العدل وتحبيب الخلق لأهدافه القدسية ونظائر ذلك من الأمور التي ترسخ دعائم دولة الحق وحاكميتها.
أعزائنا المستمعين، وفي العبارة التالية يعلمنا هذا الدعاء الشريف أن نطلب من الله عزوجل أن يجعلنا ممن يأتمر بأوامر وليه وخليفته المهدي (عجل الله فرجه)، أي أن يوفقنا لأن تكون طاعتنا له (عليه السلام) لأن في طاعته طاعة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وبالتالي طاعة الله عزوجل كما نصت علي ذلك كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ويكفي أن نشير هنا إلي أن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو خاتم (أُولِي الأَمْرِ) من أهل بيت الرحمة المحمدية (عليهم السلام) الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله بما يفيد عصمتهم لأنه جل جلاله أمر بطاعتهم دون تقييد بشيء كما قال في الآية ٥۹ من سورة النساء: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ».
وروي الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بإسناده إلي جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما أنزل الله عزوجل علي نبيه محمد )صلي الله عليه وآله): «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ»، قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أُولِي الأَمْرِ الذين قرن طاعتهم بطاعته؟ 
فقال (صلي الله عليه وآله): هم خلفائي يا - جابر - وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين، ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي، المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فاذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسي بن جعفر، ثم علي بن موسي، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي محمد وكنيي، حجة الله في أرضه وبقيته في عباده، ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله - تعالي ذكره - علي يديه مشارق الأرض ومغاربها. ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه، غيبة لا يثبت علي القول بإمامته، إلا من امتحن الله قلبه للإيمان.
قال جابر: فقلت له: يا رسول الله، فهل لشيعته الإنتفاع به في غيبته؟ 
فقال (عليه السلام): والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته، كإنتفاع الناس بالشمس، وإن تجلاها سحاب، يا جابر، هذا من مكنون سر، ومخزون علم الله، فاكتمه إلا عن أهله.
مستمعينا الأفاضل إلي هنا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم (ينابيع الرحمة) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة