البث المباشر

دعاء علي(ع) في قحط الكوفة

الثلاثاء 14 مايو 2019 - 09:22 بتوقيت طهران
دعاء علي(ع) في قحط الكوفة

سلام من الله عليكم أحباءنا، ومن قصص الدعاء المستجاب ما روي في عدّة من المصادر التأريخية المعتبرة أنّ قحطاً شديداً وجدباً كان قد أصاب الكوفة قبل خلافة الإمام علي (عليه السّلام) فلما وصل إليهم بعد الخلافة قالوا: يا أمير المؤمنين! لنا خمس سنين لم تمطر السماء علينا وقد أمسك عن الكوفة هذه المدة، وقد مسّنا وأهلنا الضرّ، فاستق لنا يا وارث محمد، فعند ذلك قام في الحال وأشار بيده قبل السماء، فسال الغيث حتى بقيت الكوفة غدراناً، فقالوا: يا أمير المؤمنين كفينا وروينا، فتكلّم بكلام فمضى الغيث وانقطع المطر وطلعت الشمس، ولا زال بيت الطشت موجوداً في مسجد الكوفة وهو إشارة إلى هذه الواقعة.
وروى الشيخ الطبرسّي في الإحتجاج: عن ثابت البناني قال: كنت حاجّاً وجماعة عبّاد البصرة، مثل: أيوب السجستاني، وصالح المري، وعتبة العلام، وحبيب الفارسي، ومالك بن دينار فلما أن دخلنا مكة، رأينا الماء ضيقاً، وقد اشتدّ بالناس العطش، لقلة الغيث، ففزع إلينا أهل مكة والحجّاج، يسألونا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة وطفنا بها، ثم سألنا الله خاضعين متضّرعين بها، فمنعنا الإجابة، فبينما نحن كذلك، إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه، وأقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطاً، ثم اقبل علينا فقال: (يا مالك بن دينار، ويا ثابت البناني، ويا ايوب السجستاني، يا صالح المري، ويا عتبة الغلام، ويا حبيب الفارسي، ويا سعد، ويا عمرو، ويا صالح الأعمى، ويا رابعة، ويا سعدانه، ويا جعفر بن سليمان).
فقلنا: لبيك وسعديك يا فتى.
فقال: أما فيكم أحد يحبّه الرحمن؟
فقلنا: يا فتى علينا الدعاء وعليه الإجابة.
فقال: (أبعدوا عن الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمن لأجابه) ثم أتى الكعبة فخرّ ساجداً، فسمعته يقول في سجوده: (سيدي بحبّك لي، إلاّ سقيتهم الغيث).
قال ثابت: فما استتمّ الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب، فقلت: يا فتى من أين علمت أنه يحبّك؟
قال: (لو لم يحبّني لم يستزرني، فلمّا استزارني علمت أنه يحبّني، فسألته بحبّه لي فأجابني - ثم ولّى عنّا وأنشأ يقول-: من عرف الربّ فلم تغنه معرفة الربّ فذاك الشقي ما ضرّ في الطاعة ما ناله في طاعة الله وماذا لقي ما يصنع العبد بغير التقى والعزّ كلّ العزّ للمتقي فقلت: يا أهل مكة، من هذا الفتى؟
قالوا: عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام).

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة