البث المباشر

إفساد السفياني/علاقة الخضر بالمهدي عليهما السلام/حكاية عنوانها (لا تجفو الحسين عليه السلام)

السبت 20 إبريل 2019 - 16:58 بتوقيت طهران

(الحلقة : 431)

وضوع البرنامج:
إفساد السفياني
علاقة الخضر بالمهدي عليهما السلام
حكاية عنوانها (لا تجفو الحسين عليه السلام)

تحية يزكو بها قلبي

تجدد العهود للمهدي

لناشر العدل إذا أجدبت

الأرض بالجور عن القصد

والمنصف المظلوم من ظالم

بعدله الشامل والفرد

وباذل الرفد الى أن يرى

لا أحد يرغب في الرفد

سيرته تهدي الى فضله

وهديه يهدي الى الرشد

يمنع بالله ويعطي به

موفق في البذل والرد


بسم الله والحمد لله ناصر المستضعفين ومبير الظالمين تبارك وتعالى أرحم الراحمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين الصادق الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج إخترنا لمطلعها وخاتمتها أبياتاً من قصيدة مهدوية للعالم الجليل والمؤرخ الثبت الشيخ علي بن عيسى الأربلي أوردها – رضوان الله عليه – في كتابه القيم (كشف الغمة في معرفة الأئمة).
قبل أن ننقلكم الى محطات لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نعرفكم أولاً بعناوين الرئيسة منها، فعنوان الفقرة الخاصة بعلامات الظهور المحتومة هو: إفساد السفياني
تليها إجابة عن سؤال الأخ كريم عبد من اليمن عن:علاقة الخضر بالمهدي عليهما السلام
وعنوان حكاية هذا اللقاء هو:لا تجفو الحسين عليه السلام
تابعونا مشكورين في المحطة التالية تحت عنوان : إفساد السفياني
نقل العلامة المجلسي في البحار من تفسير الثعلبي عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان أن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب وقال: " فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين: جيشاً الى المشرق وآخر الى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من مائة إمراة ويقتلون ثلاثمائة كبش من بني العباس، ثم ينحدرون الى الكوفة فيخربون ما حولها، ثم يخرجون متوجهين الى الشام، فتخرج راية هدى من الكوفة، فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم.
ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها ثم يخرجون متوجهين الى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل إذهب فأبدهم، فيضربها ضربة يخسف الله بهم عندها.. ولا يفلت منهم إلا رجلان...
هذا الحديث النبوي – مستمعينا الأفاضل – هو من جوامع الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن فتنة السفياني كإحدى أهم العلامات الحتمية لظهور القائم المهدي – عجل الله فرجه -.
ومضامين هذا الحديث مروية في عديد من الأحاديث الشريفة وفيه يخبرنا النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – عن مبدأ خروج السفياني مصرحاً بأنه يأتي في خضم تقع بين أهل المشرق والمغرب، وتعبير (فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني) يشير الى أن محل ظهور هذه الفتنة هو منطقة الشام التي يخرج منها السفياني وبالتحديد من الوادي اليابس الواقع في ذيل بلدة (درعا) عند الحدود الأردنية السورية الحالية، ثم يسيطر على نواحيها الخمس كما صرحت أحاديث أخرى، وهذا يعني أن خروج السفياني يكون في خضم فتنة تصارع شديد بين أهل المشرق والمغرب يكون ميادنها الشام.
ونلمح في هذا الحديث النبوي الشريف شديد التأكيد على النزعة الإفسادية لهذا الإمام الباغي من أئمة الضلالة المتفرع من الشجرة الملعونة في القرآن الكريم وهم طواغيت بني أمية كما صرح بذلك المفسرون من مختلف المذاهب الإسلامية ورووا في ذلك أحاديث عديدة عن سيد الرسل – صلى الله عليه وآله-.
ويلاحظ في هذا الحديث الشريف بيانه لأشكال ومصاديق عدة لهذه النزعة الإفسادية التي تميز حركة السفياني؛ فمن مظاهرها شدة تعطشه لسفك الدماء دون تمييز حيث يقتل الآلاف ومن إتجاهات سياسية أو فكرية سواءً من أكباش بني العباس، أي الشخصيات البارزة في التيار العباسي الذي يسعى للسلطة تحت شعارات الدفاع عن أهل البيت النبوي؛ ويسرف في قتل غيرهم.
كما أنه لا يتورع عن الإفساد الأخلاقي المعتبر عنه بانتهاك الأعراض وسبي النساء والأطفال، وهو أيضاً يسرف في التدمير والتخريب المشار إليه بمثال تخريب ما حول الكوفة، ولعل في ذلك إشارة الى سعيه لهدم المشاهد المشرفة طبقاً لأفكار الوهابية التكفيرية؛ كما أن لا يتورع عن إنتهاك الحرمات الإلهية والمقدسات حيث يستبيح المدينة المنورة ثلاثة أيام بلياليها أي يمعن في الإفساد فيها بمختلف الأشكال؛ حتى يستحق نزول العذاب الإلهي الماحق بجيشه حيث يخسف به الأرض في منطقة البيداء قرب مكة وهذه أيضاً من العلامات التي نصت الأحاديث النبوية أنها من العلامات المحتومة لظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه وفيها أبلغ البيان وتمام الحجة الإلهية على الناس جميعاً بوجوب نصرة المهدي والبراءة من عدوه السفياني عليه لعائن الله عزوجل.
"اللهم عجل فرج أوليائك، واردد عليهم مظالمهم، وأظهر بالحق قائمهم واجعله لدينك منتصراً وبأمرك في أعدائك مؤتمراً، اللهم إحفظه واحففه بملائكة النصر وبما ألقيت عليه من الأمر في ليلة القدر، منتقماً لك حتى ترضى، ويعود دينك به وعلى يديه جديداً غضا، ويمحص الحق محصا ويرفض الباطل رفضا..
اللهم صل عليه وعلى آبائه، واجعلنا من صحبه وأسرته وابعثنا في كرته حتى نكون في زمانه من أعوانه.
اللهم أدرك بنا قيامه وأشهدنا أيامه، وصل عليه وعليه السلام واردد إلينا سلامه يا أرحم الراحمين.
مستمعينا الأفاضل، هذه الفقرات النورانية التي تلوناها لكم هي المقطع الأخير من الدعاء المروي عن أهل بيت النبوة – عليهم السلام – ليوم دحو الأرض أي الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة، وينقل عن بعض العرفاء الإهتمام بالتوجه الى الله عزوجل بهذه الفقرات التي تختص بطلب تعجيل الفرج في قنوت صلاتي الفجر والمغرب طلباً للفوز بنصرة الإمام المهدي – عجل الله فرجه – وطلب الرجعة عند ظهوره إذا توفي المؤمن قبل ذلك.
أعزاءنا أما الفقرة التالية من البرنامج فهي تشتمل على إجابة عن سؤال لأخينا الكريم من اليمن كريم عبد يقول فيه:
من هو الخضر وما هي علاقته بالمهدي عليه السلام؟
أخونا الحاج عباس باقري يعرض في الدقائق التالية خلاصة ما تذكره الأحاديث الشريفة في الإجابة عن هذا السؤال، نستمع معاً:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته. بالنسبة لسؤال الأخ الكريم كريم عبد عن الخضر، الخضر أخ كريم ورد الحديث عنه سلام الله عليه في العديد من الروايات الشريفة المروية من طرق الفريقين فالاعتقاد به من المشتركات بين جميع الفرق الاسلامية، صرحت الروايات الشريفة بأنه هو المقصود في الآيات الكريمة التي تتحدث عن لقاء موسى به في سورة الكهف وهو الموصوف بأنه عبد من عباد الله أتاه الله من لدنه علماً، يعني من أصحاب العلم اللدني يعني له مقام خاص من بين أولياء الله الصادقين. من اهم مميزات الخضر طول عمره يعني هو لازال حياً، في بعض الروايات من عهد ذي القرنين وأنه كان مستشاراً لذي القرنين، هو لم يكن نبياً. هذا بالنسبة لأصل الخضر. الكثير من المقامات المنتشرة في أرجاء العالم الاسلامي والمنسوبة له والمكانات التي رؤي فيها سلام الله عليه. فيما يرتبط بعلاقته بأهل البيت عموماً يعني بالنسبة للشطر الآخر من السؤال، علاقته بالامام المهدي عليه السلام هو له علاقة خاصة بجميع أئمة اهل البيت سلام الله عليهم، كان له حضور فيما يرتبط بإظهار بعض كرامات اهل البيت، بالنسبة لأمير المؤمنين عدة روايات وردت وهنالك زيارة لأمير المؤمنين أنشأها الخضر عند إستشهاد أمير المؤمنين سلام الله عليه وكأن له دور في إظهار كرامة اهل البيت على الله تبارك وتعالى وسمو منزلتهم عند الله عزوجل. هذا بصورة عامة يعني علاقته بالامام المهدي سلام الله عليه من جهة فرع لعلاقته بأئمة اهل البيت سلام الله عليهم عموماً. ودعاء كميل هو دعاء الخضر علمه أمير المؤمنين للخضر في عالم الملكوت وفي عالم المعنى ونسب للخضر ومن ثم علمه امير المؤمنين لكميل بن زياد. بخصوص علاقته بالامام المهدي عليه السلام وردت عدة روايات، عن الامام الرضا سلام الله عليه بأنه يؤنس وحشة الامام المهدي ويستفاد منها بوضوح أنه ملازم للإمام المهدي في غيبته عجل الله تعالى فرجه الشريف، يعني أساس حكمة طول عمر الخضر مرتبطة بنوع من إقامة الحجة على الخلق بأن الله تبارك وتعالى يطيل عمر من يشاء من عباده مثلما الخضر، هذا المعنى أشار اليه الامام الصادق سلام الله عليه في حديثه المفصل عن السنن التي أجراها الله تبارك وتعالى من سنن الأنبياء في الامام المهدي، هذه رواية قيمة مروية في كتاب كمال الدين للشيخ الصدوق وغيرها نقلها العلامة المجلسي في باب ماجاء من سنن الأنبياء والإستدلال بغيباتهم على غيبته أي المهدي صلوات الله عليه، في هذه الرواية هذا الحديث الشريف عن الامام الصادق صلوات الله عليه، الامام الصادق يصرح بهذه الحكمة بوضوح فيقول نص قول الامام الصادق سلام الله عليه " وأما العبد الصالح الخضر عليه السلام فإن الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه ولالشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له بل إن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم عليه السلام في أيام غيبته مايقدر وعلم مايكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من غير سبب اوجب ذلك إلا لعلة الإستدلال به على عمر القائم وليقطع بذلك حجة المعاندين لأن لايكون للناس على الله حجة". صدق مولانا الامام الصادق وشكراً لك اخ كريم عبد على هذا السؤال وشكراً للأخوة والأخوات على طيب الاستماع.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات، ونشكركم أعزاءنا المستمعين على جميل متابعتكم لفقرات برنامجكم (شمس خلف السحاب) نقدمها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
مستمعينا الأحبة، في الفقرة التالية من البرنامج نقلكم الى رحاب الحكايات الموثقة التي تزيدنا معرفة بإمام زماننا المهدي وما يرضاه أرواحنا فداه وفي رضاه رضا مولاه الحق تبارك وتعالى.
العنوان الذي إخترنا لحكاية لقاء اليوم هو : لا تجفو الحسين
الحكاية التالية مستمعينا الأفاضل هي الحكاية الثالثة من الحكايات التي نقلها آية الله الفقيه الورع الشيخ مرتضى الحائري بشأن العبد الصالح السيد الأشكاني الذي التقاه في مدينة قم وتوثق من صدقه كما فصلنا الحديث عن ذلك في حلقة سابقة من البرنامج.
وكان آية الله الحائري – رضوان الله عليه – قد سمع من بعض الثقاة بأن هذا الضابط المتقاعد قد فاز بلقاء مولانا صاحب الزمان عليه السلام في اليقظة والمنام فذهب للقائه فوجد في سيمائه نور الإيمان والصلاح وعرف من كلامه الصدق والإخلاص لله.
وفي هذا اللقاء ننقل حكاية لقاء آخر لهذا العبد الصالح بالإمام الحجة أرواحنا فداه ضمن ما نقله عن آية الله الحائري في مذكراته المخطوطة التي طبعت بالفارسية بعد وفاته تحت عنوان (سر أحباء الله... حكايات في التوحيد والعرفان الخالص).
قال السيد الأشكاني – رضوان الله عليه -:
(كنت قد أقمت مدة قبل تقاعدي من الجيش في مدينة كرمانشاه الحدودية كجزء من خدمتي في الجيش، وعندما تشرفت بلقاء مولاي الحجة إمام العصر – روحي فداه – قال لي:
لقد أقمت في كرمانشاه مدة ولم تذهب لزيارة الإمام أبي عبدالله الحسين وهذا من الجفاء له عليه السلام فاذهب من فورك لزيارته عليه السلام.
فاستجبت من فوري لأمر مولاي الصاحب – روحي فداه – وذهبت لزيارة المشهد الحسيني المقدس، وهناك تشرفت مرة أخرى برؤية مولاي بقية الله وشاهدت على سيمائه علامة الرضا والحمد لله رب العالمين).
وبعد أن نقل هذه الحكاية تحدث آية الله الشيخ مرتضى الحائري عن مشاهداته بشأن إهتمام هذا العبد المهدوي الصالح بزيارة المشاهد المشرفة والإخلاص في حضور المجالس الحسينية، قال قدس سره الشريف:
(كنت أشاهد مدة المرحوم الأشكاني رحمه الله وهو يزور الحرم المطهر للسيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها وقد تجلت في وجهه معالم السكينة والوقار وكان يزورها في الموضع نفسه الذي شاهدت في رؤياي مولاي الحجة – عجل الله فرجه – يزورها منه، أي عند جهة الرأس الشريف خلف الضريح، كما كنت أشاهده وهو يأتي لمجلس العزاء الحسيني الذي كان يقيمه آية الله المرجع المرحوم السيد حسين البروجردي، وكان يجتنب الجلوس في صدارة المجلس، بل يجلس بكب تواضع وإخلاص في ساحة الدار في المحل الذي يجلس فيه عامة الناس).

يا باذل الإحسان والرفد

بقية الصادق في الوعد

يا وعده للخلق يحيي به

شريعة التوحيد والمجد

ليس له في الفضل من مشبه

ولا له في النبل من ند

قد عمه الله بألطافه

وخصه بالطالع السعد

تربو أياديه وآلاءه

والحمد لله بلا عد


قبل الله منم أيها الإخوة والأخوات جميل المتابعة والإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، الى لقاء مقبل بإذن الله نستودعكم الله ودمتم في رعايته سالمين غانمين والحمد لله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة