البث المباشر

الإيمان بالمهدي والميثاق الإلهي/مقامات الخضر ام المهدي/واحترم المقام

الأربعاء 17 إبريل 2019 - 15:12 بتوقيت طهران

(الحلقة : 401)

موضوع البرنامج:
الإيمان بالمهدي والميثاق الإلهي
مقامات الخضر ام المهدي
واحترم المقام

يا سيدي، اليوم وصلك موعد

أم دون ذاك حوادث وخطوب

هل أنت محجوب؟ توهم عاقل

وبسرك القدسي حار لبيب

إذ أنت فينا حاضر بل ناظر

بل سامع لندائنا ومجيب

صبراً جميلاً وانتظارك بعده

فرج وفتح عاجل وقريب


بسم الله والحمد لله صادق الوعد اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على أشرف الوسائل إليه وأكرمها عليه حبيبه وحبيبنا الهادي البشير وآله أهل آية التطهير.
سلام من الله عليكم أيها الأعزة ورحمة الله وبركاته..
معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من برنامجكم هذا نصطحبكم فيها شاكرين عبر المحطات التالية:
الأولى: ترتبط بواجبات عصر الغيبة عنوانها: الإيمان بالمهدي والميثاق الإلهي
وفي الثانية إجابة عن سؤال الأخ عبدالعزيز سليم وملخصه هو: مقامات الخضر اما المهدي
والثالثة حكاية أخرى من الحكايات الموثقة التي تزيدنا معرفة بإمامنا وخليفة الله المهدي – أرواحنا فداه – عنوان الحكاية هو: واحترام المقام
نرجو من الله لكم ولنا أنفع الأوقات مع فقرات لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب، تابعونا والمحطة التالية تحت عنوان:

الإيمان بالمهدي والميثاق الإلهي


روي في كتاب الكافي عن إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام – أنه قال:
"..أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات، قتل، هلك بأي واد سلك؟
ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن – أي تضطرب وتنقلب – كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وأيده بروح منه".
مستمعينا الأفاضل، إن من حقائق الدين الحق الإيمان بوجود إمام العصر وغيبته وكونه – أرواحنا فداه – هو الثاني عشر من أئمة العترة المحمدية، وخاتم الأوصياء المحمديين وأنه هو المهدي الموعود – عجل الله فرجه – الذي وعد الله عباده أن يملأ على يديه الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
هذه الحقيقة العقائدية دلتنا عليها كثير من الآيات القرآنية وصحاح الأحاديث الشريفة والبراهين العقلية بل والأدلة الوجدانية، وقد فصل الحديث عن هذه الأدلة والبراهين علماء مدرسة الثقلين في دراسات تحقيقية كثيرة على مدى قرون التأريخ الإسلامي وحتى قبل ولادة خاتم الأوصياء الإثني عشر وغيبته – عجل الله فرجه -.
وقد تناولنا في عديد من حلقات هذا البرنامج تلكم الأدلة النقلية الناصعة والبراهين العقلية الساطعة والشواهد الوجدانية الملموسة، والتأمل فيها يكفي المؤمن للثبات على هذا الإعتقاد الحق وعدم السماح لتشكيكات شياطين الجن والإنس حتى سخريتهم واستهزائهم به أن تؤثر على اعتقاده هذا أو تضعفه بعد ثبوت الأدلة والبراهين الصادقة عليه.
من هنا كانت مراجعة هذه الأدلة والبراهين والتفكر فيها من أهم الوسائل العملية لترسخ الإعتقاد الصادق بالمهدي وغيبته – عجل الله فرجه -.
والى جانب هذه الوسيلة العملية يبين لنا مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – في حديثه الذي قرأناه في بداية هذه الفقرة وسائل أخرى تعين المؤمن على ترسيخ إيمانه بإمام زمانه – أرواحنا فداه – وهذا ما نتناوله بعد قليل فابقوا معنا مشكورين..
أيها الإخوة والأخوات، نلاحظ أولاً في حديث مولانا الصادق شدة تحذيره من تقلب القلوب في عصر الغيبة بسبب شدة فتنها التي يشبهها – صلوات الله عليه – بأمواج البحر العاتية التي تضطرب بسببها السفن وتغرق، أي أنها فتن بجميع أشطالها الإغرائية الأخلاقية والفكرية توقع من لم يرسخ إيمانه الحق بإمام زمانه في متاهات إنكار وجوده – عليه السلام – وعرض أفكاراً متعددة كالقول بوفاته – أرواحنا فداه – أم أن وجوده أصبح ملكوتياً معزولاً لا صلة له بهذا العالم كما يشير لذلك قوله – عليه السلام – حتى يقال "مات، قتل، هلك، بأي واد سلك" ونظائر ذلك من التشكيكات التي نسمعها بين حين وآخر من هذا أو ذاك.
فكيف تكون النجاة من ذلك؟ يجيب الإمام الصادق – صلوات الله عليه"فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وأيده بروح منه".
وهذه العبارة تشتمل على وسيلتين للنجاة الأولى: أن يقوي المؤمن روح الصدق في قلبه بشأن التزامه بالميثاق الإلهي وما عاهد الله عليه من التمسك بسفينة النجاة المحمدية المتمثلة بموالاة أهل البيت النبوي وهم عليهم السلام الذين مثلهم كسفينة نوح – عليه السلام – من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك كما صحت بذلك الأحاديث النبوية.
فإذا صدق في التمسك بولايتهم قبل الله ميثلقه وأنجاه واستجاب دعاءه في طلب الوسيلة الثانية أي التأييد الإلهي في الثبات على الدين الحق فيؤيده بروح منه عزوجل.
وإضافة لهاتين الوسيلتين نلمح في قول مولانا الصادق (ولتدمعن عليه عيون المؤمنين) إشارة الى وسيلة ثالثة تعين المؤمن على ثبات إيمانه الحق بإمام زمانه المهدي وهي وسيلة حفظ ارتباطه القلبي به – أرواحنا فداه – والذي يتمثل في دوام التشوق له والحزن لفراقه – عجل الله فرجه الشريف ورزقنا لقاءه ورؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة – آمين.

يا سيدي، أبفجر يوم نلتقي

أم أنت بدر يحتويه غروب

أكما بيثرب من قدوم محمد

تأتي صباحاً أم أطل مغيب

يا سيدي إن كان عتبي مؤلماً

عذراً فأنت لديننا يعسوب

لا زلنا معكم أيها الأطائب وحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نتابع تقديمها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
من مستمعنا الكريم الأخ عبدالعزيز سليم من بغداد وصلت رسالة الكترونية تضمنت سؤالاً يقول فيه:
توجد في مدن العراق، مقامات عدة في مناطق يسكنها إخوتنا أهل السنة تنسب للخضر – عليه السلام – فهل يحتمل أنها في الأصل مقامات للإمام المهدي – عليه السلام – نسبوها للخضر لأن عقيدتهم هي أن المهدي يولد في آخر الزمان؟ وهل للخضر علاقة بصاحب الزمان – عليهما السلام -؟
نستمع لخلاصة إجابة الأحاديث الشريفة عن هذا السؤال من أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية..
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات وكذلك سلام على أخينا عبد العزيز سليم. أخ عبد العزيز بالنسبة لما ذكرتموه، نعم من المحتمل ذلك ونص عليه بعض العلماء بأن بعض المقامات التي تنسب للخضر عليه السلام هي ايضاً مقامات الامام المهدي. الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف صرحت بعض الروايات الشريفة بأن من أهم ملازميه في غيبته هو الخضر بل أن بعض الروايات تصرح بأن هذا العبد الصالح إنما أطال الله تبارك وتعالى في عمره لأمر يرتبط بالامام المهدي سلام الله عليه. الايمان بالخضر مشترك بين جميع الفرق الاسلامية يعني يؤمن به أهل السنة والمذاهب المختلفة مثلما يؤمن به أتباع مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم. هنالك حديث جميل ورد في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق وايضاً عدة من الكتب المعتبرة عن الامام الصادق سلام الله عليه. لاحظوا هذا الحديث يقول عليه السلام "أما العبد الصالح أعني الخضر فإن الله عزوجل طوّل عمره لا لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزل فيه ولالشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة فرضها له بل الحكمة او العلة والتقدير الالهي لإطالة عمر الخضر بل إن الله تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم في أيام غيبته ما يقدر علم مايكون من إنكار الأمة له أي إنكار الأمة لغيبته عليه السلام" وهذا أمر مشهود والكثيرون ينكرون غيبة الامام بسبب طول عمره "أراد أن يطول عمره ذلك الطول أي طول عمر عبد الصالح أي الخضر من غير سبب أوجب ذلك إلا لأجل الإستدلال به على القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف وليقطع بذلك حجة المعاندين لأن لايكون للناس حجة". هنالك جملة من الأحاديث تصرح بأنه ملازم للامام بعضها اشارة الى حضوره الحج وأنه يحضر الموسم كل سنه، في حديث للامام الرضا سلام الله عليه كما ورد في كما الدين وغيره وأنه أي الخضر ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين. حديث آخر ايضاً عن الامام الرضا سلام الله عليه "وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته" الكثير من الروايات الموثقة بالإلتقاء بالامام المهدي سلام الله عليه كما في رواية إنشاء مسجد جمكران، في قرية جمكران من ضواحي مدينة قم، ورد فيها أوصاف لملازم للامام المهدي سلام الله عليه هذه الأوصاف تنطبق بالكامل على الخضر فهو ملازم سلام الله عليه حتى في الكثير من اللقاءات وعليه تكون من المحتمل جداً بل من المؤكد أن الكثير من مقامات الخضر او التي تنسب الى الخضر وليس جميعها ولكن الكثير من المقامات هي في آن واحد هي مقامات للعبد الصالح وكذلك مقامات للامام المهدي سلام الله عليه وعجل الله تعالى فرجه في الوقت نفسه. تبقى إشارة أن هذا العبد الصالح هو الذي ورد ذكره في سورة الكهف في الآيات المختصة بنبي الله موسى سلام الله عليه وفي هذه الآيات ايضاً اشارة الى سمو مقامه ومنزلته عند الله تبارك وتعالى وطول عمره كما نص على ذلك المفسرون من مختلف الفرق الاسلامية. شكراً للأخ عبد العزيز سليم وشكراً لكم أيها الأحبة.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات ونتابع لقاء اليوم بتقديم حكاية نقدمها لكم تحت عنوان:

واحترم المقام


أيها الأفاضل..
من الأهداف المهمة لإستجابة الله عزوجل دعوات المستغيثين والمتوسلين إليه بخليفته وبقيته المهدي – عجل الله فرجه – هو هدف تثبيت إيمان المؤمنين بالإمام خاصة في عصر غيبته من جهة، ومن جهة ثانية إتمام الحجة على المنكرين له – عليه السلام – وهذا من جميل لطف الله عزوجل ورحمته بعباده، ندعوكم للتأمل بهذا الهدف التربوي ونحن ننقل لكم الحكاية التالية التي يعود تأريخها الى بداية القرن الهجري الثامن وقد نقلها أحد أعلام علماء مدرسة الثقلين في عصره هو السيد الجليل علي بن عبد الحميد النيلي الحلي في كتابه القيم (السلطان المفرج عن أهل الإيمان) عند ذكره من راى القائم – عليه السلام – من معاصريه، وقد نقلها عن معاصره وشاهدها المباشر الذي وصفه بـ (الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون) وذكر أنها من الحكايات التي اشتهرت بين جماعة من الأعيان الأماثل وأهل الصدق والأفاضل حسب تعبير السيد الثقة علي بن عبدالحميد – رضوان الله عليه – تابعونا ونحن ننقل تفيصلات هذه الحكاية المؤثرة بعد قليل..
ذكر الشيخ الزاهد العابد شمس الدين محمد في بداية الحكاية ما شهده من أن جماعة من النواصب وشوا بنميمة عند حاكم الحلة يومذاك وإسمه (مرجان الصغير) بأحد الأخيار في الحلة إسمه أبوراجح الحمامي لقب بذلك لكون كان صاحب حمام واتهموه بتهم الرفض، قال – رضوان الله عليه -:
(فأحضره الحاكم وأمر بضربه ضرباً شديداً مهلكاً على جميع بدنه، حتى أنه ضرب على وجهه فسقطت ثناياه – أي أسنانه الأمامية – وأخرج لسانه فجعل فيه مسلة من الحديد – أي إبرة كبيرة مؤذية – وخرق أنفه ووضع في فمه شركة من الشعر وشد فيها حبلاً وسلمه الى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يطوفوا به في أزقة الكوفة – أي إذلالاً له... ثم سقط الرجل الى الأرض وعاين الهلاك فأخبر الحاكم بذلك فأمر بقتله، فقال الحاضرون: إنه شيخ كبير وقد حصل له ما يكفيه وهو ميت لما به فاتركه يموت حتف أنفه ولا تتقلد بدمه.
وبالغوا في ذلك – أي في طلبهم من الحاكم أن يتركه – حتى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه ولسانه – لما لاقاه من الضرب – فنقله أهله ولم يشك أحد أنه يمون من ليلته).
وهذا ما لم يحدث، مستمعينا الأكارم، ففي اليوم التالي جاؤوا إليه فوجدوه على نقيض الحال التي تركوه فيها وعلى نقيض ما توقعوا... قال شمس الدين محمد – رضوان الله عليه -:
(لما كان من الغد غدا الناس عليه، فإذا هو قائم يصلي على أتم حالة وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت واندملت جراحاته ولم يبق لها أثر والشجة قد زالت من وجهه، فتعجبوا وسألوه عن أمره فقال:
إني لما عاينت الموت لم يبق لي لسان أسأل الله تعالى به، فكنت أسأله بقلبي واستغثت الى سيدي ومولاي صاحب الزمان عليه السلام، فلما جن علي الليل فإذا بالدار قد امتلأت نوراً وإذا بمولاي صاحب الزمان، قد أمر يده الشريفة على وجهي وقال لي:
أخرج، وكد على عيالك، فقد عافاك الله..
قال أبو راجح: فأصبحت كما ترون..
أيها الأكارم ونلمح في تتمة هذه الحكاية آثار هذه الكرامة الإلهية في تثبيت قلوب الناس على الإيمان الحق وردع الحاكم عن الإستهزاء به حيث كان يستهين بمقام صاحب الزمان المشهور في مدينة الحلة، قال هذا العالم العابد الجليل – رضوان الله عليه – في تتمة حكايته:
(وأقسم بالله تعالى، أن أبا راجح هذا كان ضعيفاً جداً أصفر اللون، شين الوجه مقرض اللحية، وكنت دائماً أراه على هذه الحالة كلما دخلت الحمام الذي يعمل فيه، فلما أصبحت في غد تلك الواقعة، كنت ممن دخل عليه فرأيته وقد اشتدت قوته وانتصبت قامته وطالت لحيته واحمر وجهه وعاد كأنه ابن عشرين سنة ولم يزل على ذلك حتى توفاه الله.
ولما شاع خبره طلبه الحاكم فرآه على ضد الحالة التي كان عليها بالأمس فداخل الحاكم من ذلك رعب عظيم، فصار بعد ذلك يزور مقام الإمام – عليه السلام – في الحلة ويجلس فيه مستقبلاً القبلة الشريفة بعد أن كان إذا أتاه جلس مستدبراً القبلة – استهزاءً – وأصبح يتطلف بأهل الحلة ويتجاوز عن مسيئهم ويحسن الى محسنهم.. ولم يلبث بعد ذلك إلا قليلاً حتى مات).

شرق البلاد وغربها بك تحتفي

وتطيب فيك شمائل وجنوب

وعذاب من شغفوا بحبك سائغ

ولقد أصيب بيوسف يعقوب

لكنها عين الحيارى صدها

نور فناظرها به مسلوب

والنور من تلك الزجاجة مشرق

فيخر موسى والجبال تذوب


نشكركم أيها الأحبة على طيب الإستماع والمتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
دمتم في أمان الله..

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة