البث المباشر

العدل والفضل الإلهي في الدولة المهدوية/ السفياني والتحالف الصليبي/ هذا ولدي المهدي

الجمعة 15 مارس 2019 - 14:14 بتوقيت طهران

(الحلقة : 276)

موضوع البرنامج:
العدل والفضل الإلهي في الدولة المهدوية
السفياني والتحالف الصليبي
هذا ولدي المهدي

 

متى أمتطي نهد الجزارة فارها

 

بدولة سلطان الورى مدرك الثار

 

تعود به الدنيا شبابا نعيمها

 

لها زهو أزهار ويانع أثمار

 

ويملأها بالعدل من بعد جورها

 

ويكلأها من موبقات وأخطار

 

وتخصب أقطار البلاد بنائل

 

لها من نداه لا بوابل أمطار

 

ويحني علينا دولة الدين غضة

 

تضئ بأنوار وتزهو بأنوار

 

لقد عقد الله اللوي والولا له

 

فقام مطاعا بين نهي وانذار

 

يبشر جبريل به كل عالم

 

ويدعو إلي آثاره خير آثار

 

*******


بسم الله وله خالص الحمد جميل الصنع إله العالمين وأزكي صلواته وتحياته علي صفوته المخلصين محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين. الأبيات التي إخترناها لمطلع هذا اللقاء هي من قصيد غراء للشيخ حسن قفطان رحمة الله عليه. أما الفقرات الأخري فهي عقائدية من الإنجازات المهدوية عنوانها: العدل والفضل الإلهي في الدولة المهدوية . ثم إجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: السفياني والتحالف الصليبي . وحكاية موثقة من حكايات الفائزين ببركات التوسل الي الله بوليه صاحب الزمان عليه السلام عنوانها: هذا ولدي المهدي . نتمنى لكم أطيب الأوقات مع فقرات هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب.

*******


كونوا معنا والفقرة العقائدية التي تحمل العنوان التالي:

العدل والفضل الالهي في الدولة المهدوية


قال مولانا سيد الاوصياء الإمام علي – عليه السلام – في خطبة أشار فيها الى المهدي المنتظر عجل الله فرجه: "معنا راية الحق من تبعها لحق ومن تأخر عنها غرق، ألا وبنا يدرك ترة كل مؤمن، وبنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم، وبنا فتح الله لا بكم وبنا يختم الله لا بكم" .

*******


مستمعينا الأكارم، يشير مولانا أميرالمؤمنين – سلام الله عليه – في هذا النص الي ثلاثة من أهم الإنجازات المحورية التي يحققها الله عزوجل علي يد وليه الإمام المهدي في دولته العادله بعد ظهوره – عجل الله فرجه-. وقد تحدثنا مجملاً عن هذه الإنجازات في الحلقة السابقة من هذا البرنامج وأوكلنا الحديث عن تفصيلها الي هذا اللقاء. أما الإنجاز الأول فهو المشار إليه بقوله – عليه السلام-: (بنا يدرك ترة كل مؤمنٍ)، فما المراد بذلك؟ يظهر من الرجوع الي الأحاديث الشريفة المتحدثة عن سياسة الحكومة المهدوية أن المقصود بهذه العبارة هو إحقاق الحق وإزهاق الباطل وإرجاع حقوق المؤمنين المغصوبة، والثأر لما نزل بهم من مظلوميات علي أيدي حكام الجور، وهذا الأمر يشمل معاقبة ظالميهم. وبملاحظة الإطلاق في كلام الوصي المرتضي – عليه السلام-، يفهم أن هذا الأمر يشمل كل مؤمن من أي عصرٍ توفي أو إستشهد مظلوماً مغصوباً حقه. وإستناداً لذلك يمكن أن نفهم أن في الكلام العلوي المتقدم إشارة الي عقيدة الرجعة، وأن الله عزوجل يحي بعد ظهور وليه المهدي هذا النوع من المؤمنين وظالميهم كذلك ليرجع للطائفة الأولي حقوقهم المغصوبة ويقتص من الطائفة الثانية وينزل بهم العقاب الدنيوي قبل العقاب الأخروي. وهذا المعنى تؤيده عدة من الآيات الكريمة التي تصرح بأن للظالمين عقابا وخزيا في الدنيا قبل العذاب الأليم في الآخرة، ومن الثابت تاريخياً أن كثيراً من الظالمين لم يصبهم في الدنيا العقاب والخزي في حياتهم الدنيا وماتوا قبل أن ينالهم هذا العقاب والخزي الدنيوي فلا مناص من القول باحيائهم في زمن الرجعة المهدوية لتحقق هذا القانون القرآني من قوانين العدل الإلهي.

*******


مستمعينا الأكارم، أما الإنجاز الثاني الذي يشير إليه مولانا سيد الوصيين في النص المتقدم فهو إزالة جميع أشكال الذل عن أعناق بني آدم. ومنشأ الذل هو إما أن يكون خارجياً كحكم الطواغيت والظلمة، وهذا يزول بإنهاء حكمهم وإقامة حكومة العدل الإلهي. وإما أن يكون ذاتياً، كأن يذل الإنسان نفسه لحاجة مادية أو لضعف روحي ومعنوي في مقابل الشهوات. أما الحاجات الغريزية، وهذا ما تزيله دولة أهل البيت – عليهم السلام – ببركة الإغناء المادي والتقسيم العادل للثروات وكذلك ببركة الإنماء الروحي والمعنوي الذي يبلغ ذروة مراتبه في ظل نشر التوحيد الخالص وسيادة القيم المعنوية السليمة.

*******


أما الإنجاز الثالث، فهو الذي يتضمنه قوله – عليه السلام – (بنا يختم الله) والمراد منه هو إيصال دولة أهل البيت –عليهم السلام– البشرية الي أعلي مراتب الكمالات المعرفية والمعنوية التوحيدية بجميع أنواعها. وهذا المعني هو المشار إليه بقوله (بنا فتح الله وبنا يختم) حيث فسرته عدة نصوص شريفة أخري تؤكد أن النبي الأكرم – صلي الله عليه وآله – هو فاتح كل خير وسر وأن سليله المهدي هو خاتم كل خير وسر أي موصلهما الي أعلي مراتبهما الممكنة.

*******


تابعوا أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران برنامج شمس خلف السحاب بالإستماع للإتصال الهاتفي التالي والإجابة عن أسئلتكم نستمع معاً: المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الاكارم نرحب بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب ومعنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته المحاور: سماحة السيد من الاسئلة التي وردت للبرنامج سؤال من الاخ عبد الزهرة الكاظمي يسأل عن السفياني، لفتت انتباهه ماورد في احد الاحاديث الشريفة ان السفياني يعلق في رقبته صليباً يقول هل ان في ذلك اشارة الى تحالفه مع النصارى او الصليبيين مع العلم ان النصارى هم اقرب الى الاسلام من غيرهم؟ تفضلوا سماحة السيد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين والمعصومين المحاور: صلوات الله عليهم الشوكي: الحقيقة ان السفياني هو من العلامات المهمة جداً في زمن الظهور وهو اولاً طبعاً من العلامات المحتومة كما تعلمون ان العلامات على صنفين، علامات محتومة وعلامات موقوفة غير محتومة فأولاً هو من العلامات المحتومة التي نصت الروايات على حتميتها وثانياً ربما هو من العلامات المتواترة يعني ماخلا فرضاً امتلاء الارض ظلماً وجوراً والذي هو من العلامات المتواترة ايضاً في الروايات، في الدرجة الثانية يأتي السفياني ايضاً كأحد العلامات المتواترة يعني بقية العلامات ربما هي اخبار احد، بعضها يكون مستفيضاً كاليماني مثلاً او الصيحة لكن كعلامة متواترة من بعد امتلاء الارض ظلماً وجوراً يأتي السفياني، اعتقد انه اكثر من اربعين رواية وردت في السفياني فهو من العلامات المهمة جداً في حركة الظهور ولهذا ينبغي ان ندرس هذه الظاهرة وهذه العلامة دراسة جيدة لأن لها اثر كبير في مجريات الاحداث قبل الظهور وبعد الظهور المبارك للامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه والحقيقة ان هناك مجموعة من التفاصيل في حركة السفياني وفي قضية السفياني تحتاج الى دراسة منها ما اشار اليه السائل حفظه الله حول دين السفياني هل هو انسان مسلم ام هو انسان نصراني؟ بعض الباحثين رأيت انهم يرون او على الاقل يحتملون ان السفياني هو رجل نصراني وربما يستدلون بهذه الرواية انه يأتي والصليب في رقبته ولكن الذي يبدو لي والله العالم ان الرجل من حيث الانتماء هو مسلم طبعاً ظالم، جائر، فاسق ولكن انا اتحدث عن الانتماء العام اذا كان التعبير دقيق فهو ينتمي الى هذه الامة وهو ينتمي الى هذا الدين وان كانت الروايات تذكر انه رجل ظالم سفاك سفاح ومعادي لخط العدل الالهي ولقضية الامام المهدي عليه السلام ولكن الذي يظهر من حيث الانتماء، الانتماء الديني الظاهري الرسمي، الانتماء الرسمي هو مسلم ولكن ثقافته ثقافة غربية ودعمه دعم غربي يعني هذا الرجل يظهر ان ثقافته ثقافة غربية وكونه يحمل الصليب هذا يدل على انه رجل يحمل او مشبع بالثقافة الغربية وانتم ترون حتى في وطننا العربي والاسلامي هناك الكثير من الناس مسلمون في ظاهر الانتماء والجنسية وبطاقة الاحوال المدنية كتبوا الديانة مسلم ولكن ثقافته ليست ثقافة اسلامية حتى في المظاهر الكثير منهم ترى شباب مسلمين يحمل علامات النصارى، البعض منهم يعلق صليب مع الاسف الشديد فيظهر اولاً ان هذا الرجل من ناحية الثقافة ثقافته غربية، من ناحية الدعم ايضاً هذا الرجل يتوفر على دعم غربي كبير في زمانه، عندما يظهر في زمانه ويتحرك في زمانه ولهذا يأتي الى المنطقة العربية ويخوض صراعات في منطقة الشام مدعوماً بدعم غربي كبير ولهذا يستطيع ان يقضي على جميع الحركات المناوءة له ويقضي على كل خصومه بدعم غربي لكن يظهر من الاخبار انه سوف تحدث بينه وبين الغرب مشكلة، كأن الغرب بعدما يدعموه وينتصر السفياني يتحول الى ظاهرة كبيرة ويلعب دوراً اقليمياً كبيراً وربما يتخوف منه حتى الغربيون ولهذا في بعض الاخبار يدخل في صراع مع الروم الذين يعبر عنهم بالغربيين وايضاً لايستطيعون ان يكسروا شوكته لأنه يندفع اندفاعة كبيرة جداً في هذه المنطقة الاسلامية ويكون له دوراً اقليمياً ضخماً جداً ولاتستطيع الدول الاقليمية ان تقف بوجهه وحتى بقية الدول لاتستطيع ان تحد من نفوذه، طبعاً الذي يستطيع ان يقضي عليه هو الامام المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف من بعد ان يخوض معه معركة كبيرة جداً، طبعاً في البداية هو يتراجع ويصالح الامام عليه السلام لكن تحدث ضغوطات عليه من قبل مستشاريه ومن قبل الناس المحيطين به فيقرر ان يواجه الامام وينقض الصلح فيواجهه الامام سلام الله عليه ويقضي على فتنته. المحاور: نعم، بطبيعة الحال سماحة السيد الشوكي الروايات المتعددة التي تذكر شدة عداءه لأتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام يمكن ان يستفاد منه على اي حال لديه حالة ناصبية ان صح التعبير؟ أليس كذلك؟ الشوكي: نعم هو الكثير من الروايات اشارت الى هذا المعنى وانه يتتبع شيعة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم وخصوصاً عندما يدخل الى العراق لأنه بعدما يسيطر على الاوضاع هناك في هذه المنطقة، في الشام يكون همه المجيء الى العراق بأعتباره منطقة استراتيجية جداً ويوجه له اهل العراق جيشا جراراًً، يواجهونه بجيش كبير ولكن لايستطيعون ان يصدوه، معركة تقع حاسمة يقتل فيها اكثر من مئة الف فيدخل الى العراق ويستبيح العراق وخصوصاً المناطق المقدسة ويتتبع شيعة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم قتلاً وتشريداً، وقانا الله شر ذلك والمسلمين جميعاً ان شاء الله.

*******


أيها الأخوة والأخوات، أما الآن فندعوكم للإستماع لحكاية أخري من الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة. إخترنا للحكاية عنواناً هو:

هذا ولدي المهدي


أعزاءنا المستمعين: حكاية هذه الحلقة نقلها حجة الاسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي في الجزء الثاني من كتاب عشاق الإمام المهدي – عليه السلام – وقد جرت للحاج المؤمن زهير محمد وهو من مواليد مدينة الكاظمية المقدسة سنة سبع وخمسين وتسعمئة والف ميلادية وقد تم تهجيره مع عائلته من قبل النظام البعثي السابق في العراق بتهمة الأصول الإيرانية، فسكن في مدينة گلبايگان وسط إيران. كان الحاج زهير يحضر ليالي الجمعة دروس تفسير القرآن الكريم التي كان يلقيها أية الله الشيخ علي القاضي الزاهدي قدس سره مؤلف كتاب زبدة التفاسير في مسجد السيد مير محمد كاظم في المدينة المذكورة، ولشدة تأثير هذه الدروس القرآنية في روح هذا الشاب المؤمن قرر هو وستة من أصدقائه المؤمنين أن يذهبوا في بعض الليالي الى خارج المدينة ويدعوا بتعجيل الفرج وظهور مولانا إمام العصر – عجل الله فرجه-. وهذا ما قاموا به بالفعل...

*******


مستمعينا الأفاضل … وببركة هذا التعلق القلبي الشديد بمولانا بقية الله المهدي – أرواحنا فداه-، رأي هذا الشاب ذات ليلة في عالم الرؤيا الصادقة أنه هو ورفاقه المؤمنون قد ذهبوا لزيارة الإمامين موسي الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام وبعد أن أدوا الزيارة خرجوا من الحرم القدسي وعندما وصلوا الي وسط السوق الذي يعرف بسوق باب الدروازة وهناك رأي هذا المؤمن سيداً جليلاً ألهم له أنه أميرالمؤمنين الإمام علي – عليه السلام – والي جانبه أية الله القاضي الزاهدي ..، ورأي في مقابل أميرالمؤمنين – عليه السلام – بنايةً عالية يجلس فوقها شابٌ في غاية الوسامة تحيط به نجوم وكواكب وملائكة .. فسأل عنه أميرالمؤمنين – عليه السلام – قائلاً: يا أبا الحسن، من هذا الذي يجلس فوق هذه البناية؟ فأجاب – عليه السلام – بقوله: يا زهير إن الذي تراه فوق هذه البناية هو ولدي المهدي اعده الله ليملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

*******


مستمعينا الأعزاء .. وقد عرض الحاج زهير محمد الكاظمي رؤياه على العالم الجليل اية الله الشيخ صديقين، وكان رضوان الله عليه خبيراً بتفسير الأحلام، فصدّق صحتها، وكتب في تفسيرها أموراً تحققت لاحقاً، ومما كتبه قوله: ۱- سيتغير محل سكنك وتنتقل الي دار أفضل. ۲- ستوفق لزيارة الإمام الرضا – عليه السلام-. ۳- قبل الله توسلك إليه عزوجل بأمام العصر – أرواحنا فداه – في شهر رمضان المبارك. ٤- ستوفق لحج بيت الله الحرام عدة مرات. ٥- الروح الولائية لاية الله القاضي الزاهدي قوية وسيزداد علماً، وتفسيره للقران يستند الي أحاديث أهل البيت – عليهم السلام-.

*******


وها نحن نصل بتوفيق الله الي ختام حلقةٍ أخري من برنامج شمس خلف السحاب قدمناها لكم أعزاءنا المستمعين من إذاعة طهران تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم ورحمة الله.

*******

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة