البث المباشر

(يا بانا العطوف)، شعر الشاعر عبد الحسين الحياوي/ الامام المهدي(ع) هو شاهد الله على خلقه/ اجابات الشيخ باقر الصادقي /رقعة الاتصال بالامام الغائب الحاضر

السبت 16 فبراير 2019 - 14:53 بتوقيت طهران

(الحلقة:113)

موضوع البرنامج:
(يا بانا العطوف)، شعر الشاعر عبد الحسين الحياوي
الامام المهدي(ع) هو شاهد الله على خلقه
اجابات الشيخ باقر الصادقي عن اسئلة المستمعين
رقعة الاتصال بالامام الغائب الحاضر (عليه السلام)

 

يا كالىء الدين الحنيف

والأمن من خطر الظروف

ومجلياً داج الضلال بنور

رشد من هفوف

وترى حقوقك في يدي

قوم على وثن عكوف

والدين كوكب رشده

الدري آذن بالخسوف

فانر بطلعتك المنيرة

للورى ظلم السدوف

والحظ بنيك بعطفة

أولست خير أب عطوف

وأراف بهم عجلاً فقد

وصفوك بالسبر الرؤوف

فجميع اكباد الورى

لدواك دامية القروف

حنت اليك حنين ذي

الف على فقد الأليف

*******

السلام عليكم مستمعينا الاعزاء ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباً في هذا البرنامج اخترنا لمطلعها مجموعة من اجمل ابيات شعر التشوق لامام زماننا المهدي سلام الله عليه هي للشاعر الولائي عبد الحسين الحياوي (رحمه الله) ولعل اجمل ما فيها مخاطبة امام العصر (عليه السلام) بخطاب الأبن لأبيه.
أجل فحديث «يا علي انا وانت ابوا هذه الامة» هو تنبيه للمؤمنين من سيد المرسلين محمد )صلى الله عليه وآله( بأن تكون في قلوبهم عاطفة ‌جياشة تجاه امام زمانهم يرجعون اليه في مهماتهم وحياتهم رجوع الابن لأبيه البر الرؤوف، رزقنا الله واياكم ذلك.
ايها الاخوة والاخوات، كانت قد وصلتنا طلبات متكررة منكم بأن ننقل لكم نص رفعة الحاجة التي ذكرها العلماء كوسيلة للاستشفاع بصاحب الزمان (عجل الله فرجه) الى الله عزوجل لقضاء الحاجات وعند المهمات، واللجوء اليه (عليه السلام) هو من مصاديق العمل بالحديث النبوي الشريف المتقدم ولذلك خصصنا الشطر الاوسع من هذه الحلقة لرقعة الحاجة المذكورة استجابة لطلباتكم الكريمة.
والى جانب هذه الفقرة لدينا فقرتان الاولى هي مقتبسة من زيارة آل ياسين المباركة والثانية هي لقاءنا الهاتفي بضيف البرنامج سماحة الشيخ الصادقي للإجابة عن اسئلتكم الكريمة للبرنامج ونبدأ بالفقرة الاولى التي تأتيكم تحت عنوان:

*******

القاب الشمس

«شاهد الله على خلقه»، هو من أمهات القاب مولانا امام العصر )عجل الله فرجه(، ولهذا اللقب جذور قرآنية تحدثنا عنها مفصلاً في الحلقات التي خصصناها لاستعراض الآيات الكريمة الدالة صراحة او ضمنياً والتزامياً على‌ وجود مولانا المهدي وغيبته.
ولهذا اللقب المبارك دلالات متعددة سنتحدث عنها في حلقات لاحقة - ان شاء الله- اما في هذه الحلقة فنشير الى احد المصاديق العملية للاعتقاد بهذا اللقب من القابه (عليه السلام) وهو استشهاد المؤمن له (عليه السلام) على العقائد الحقة التي يريد المؤمن ان يلاقي بها ربه عزوجل.
هذا الاستشهاد هو في الواقع من تكاليف المؤمنين تجاه امام زمانهم يعبرون من خلاله عن اعتقادهم بحياته الحقيقية وبمقامه عند ربه تبارك وتعالى، وقد علمتنا نصوص زيارات اهل البيت وأولياء الله (عليهم السلام) ان من الاجزاء الاصلية لكمال زيارتهم هو استشهادهم على هذه العقائد الحقة، ولهذا الاستشهاد بعد في تجديد العهد معهم والتمسك بولايتهم وهذا الامر يصدق على استشهاد امام العصر (ارواحنا فداه).
ولعل من اكمل صيغ هذا الاستشهاد هو ما ورد في زيارة آل ياسين المباركة، فقد ورد فيها بعد السلام على امام العصر (عليه السلام) بجملة من القابه الشهادة التالية:
«السلام عليك بجوامع السلام، اشهدك يا مولاي، اني اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله، لا حبيب الا هو واهله، واشهدك يا مولاي ان علياً امير المؤمنين حجته والحسن حجته والحسين حجته وعلي بن الحسين حجته ومحمد بن علي حجته وجعفر بن محمد حجته وموسى بن جعفر حجته وعلي بن موسى حجته ومحمد بن علي حجته وعلي بن محمد حجته والحسن بن علي حجته واشهد انك حجة الله انتم الأول والآخر وان رجعتكم حق لا ريب فيها يوم لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً وان الموت حق وان ناكراً ونكيراً حق واشهد ان النشر حق والبعث حق، وان الصراط حق والمرصاد حق والميزان حق والحشر حق والحساب حق والجنة حق والنار حق والوعد والوعيد بهما حق، يا مولاي شقي من خالفكم وسعد من اطاعكم، فاشهد على ما اشهدتك عليه وانا ولي لك بريء من عدوك، فالحق ما رضيتموه والباطل ما اسخطتموه والمعروف ما امرتم به والمنكر ما نهيتم عنه فنفسي مومنة بالله وحده لا شريك له وبرسوله وبأمير المؤمنين وبكم يا مولاي اولكم وآخركم ونصرتي معدة لكم ومودتي خالصة لكم آمين آمين...».

*******

اما الآن مستمعينا الاكارم، فننتقل الى سماحة الشيخ باقر الصادقي واجاباته عن اسئلتكم:
المحاور: السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم الشيخ باقر الصادقي.
الشيخ باقر الصادقي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ الكريم عبدالعزيز ودود يسأل عن عبارتي عين الله في خلقه وعين الحياة، «السلام عليك يا عين الله في خلقه ويا عين الحياة» بعض الفقرات من زيارة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف الخاصة بيوم الجمعة، ما المقصود بهاتين العبارتين؟ تفضلوا.
الشيخ باقر الصادقي: بالنسبة الى عين الحياة يعني انه اذا رجعنا الى القرآن الكريم كأنما يفصل هناك حياة ظاهرية يعني ما يقوم بها كل كائن حي سواء كان انسان او غير انسان وهي انه الاكل والشرب وممارسة الغرائز هذه حياة ولكن هناك حياة التي هي في الحقيقة، حياة اوسع وهي الحياة الحقيقية وهي التي يعبر عنها القرآن «يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم» فالحياة الحقيقية هي هذه الاستجابة لله ولرسول الله وهكذا بعد رحيل الرسول الامتداد الطبيعي وهو الامام المفترض الطاعة وفي يومنا هو صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف فالارتباط به والاستجابة لنداءه وتعاليمه والامتثال لامره هي في الحقيقة عين الحياة، الحياة الحقيقية التي تتجسد في اقامة الحجة واتمام الحجة لان الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق الحجة وجوده ضروري لذلك كما في القرآن الكريم اني جاعل في الارض خليفة فالخليفة كان قبل الخليقة وهذا لاهميته، سر الحياة ووجود الحياة الحقيقية بوجود المعصوم وبوجود الامام المفترض الطاعة فهو عين الحياة وهو قطب عالم الامكان لولاه لساخت الارض بأهلها ولذلك علماءنا لما يذكرون الامام يذكرون هذه العبارة بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الارض والسماء وهو عين الحياة، لانه يجسد تعاليم القرآن وهو عدل القرآن وهو القيم على القرآن والمنفذ لاحكامه فالحياة الحقيقية هو عين الحياة هو الامام المعصوم صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
المحاور: ولكن تبقى سماحة الشيخ العبارة الثانية عين الله في خلقه؟
الشيخ باقر الصادقي: بأعتبار انه هو الذي يجسد الرحمة الالهية وفي ناحية الرعاية.
المحاور: يعني هنا العين بمعنى الرعاية اشارة الى الرعاية؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم وليس المقصود منها هذه العين الناظرة.
المحاور: ولكن من جانب ان استخدام العين تفاد منها تارة العلم في ارضه المعبر عن علم الله تبارك وتعالى بما ان العين هي وسيلة لاخذ المعلومات والاطلاع على الامور فهل هذا المقصود؟
الشيخ باقر الصادقي: لا مانع ان نجمع بينهما والجمع واضح ان هذه الرعاية لاتتم الا من خلال العلم فهو في المرحلة الاولى يعلم بما يجري على الناس على المحبين على الناس، ترى انه يستغيث به الانسان مهما كان حتى لو كان ساعة الاستغاثة يحضر الامام بخصوص اذا ناده في الغوث وهذه من الاشياء المعروفة ومجموعة من اخواننا من ابناء الخلاف استبصروا وعندما مرت عليهم ظروف استغاثوا بها بالصاحب وبالمولى وحضرهم وفرج عنهم وصار سبب هدايتهم وهو عين الله على خلقه، يعني معنى فلسفي لا بأس من توضيحه، العبد حينما يندك في الطاعة بحيث قرب الفرائض وقرب النوافل نتيجة الاندكاك ونتيجة الفناء في الله وقرب الفرائض وقرب النوافل «عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه اذا احببته صرت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به وعينه التي يبصر بها فأن دعاني وسألني اعطيته وان دعاني اجبته»، الولي عندما يكون عنده هذا الاندكاك وهذا التوجه وهذا التطبيق للاوامر الالهية سواء كان الواجب او المستحب بلا شك هذا القرب المعنوي تتجلى فيه آثار الربوبية آثار القدرة الالهية، النبي الاكرم اخذ شيء من التراب ثم روماه عليه في غزوة بدر وقال شاهت الوجوه، لم يبق مشرك الا ودخلت عينه شيء ولذلك القرآن يقول «وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى» المجري الحقيقي هو النبي كان ولكن يقول ولكن الله رمى، هذه يقولون في حالة الفناء والاندكاك وهكذا لما سألوا امير المؤمنين في باب خيبر يقول ما قلعت بقوة جسمية هذه انما بقوة ايمانية ونفس الى ربها مطمئنة، اذن حالات الاندكاك حالات الولي كلما تزداد حالات الفرائض والنوافل كلما تتجلى فيه آثار الربوبية لذلك ورد في الحديث العبودية جوهرة كنهها الربوبية، العين تكون عين الهية، عين الله في خلقه وهكذا اليد وهكذا بقية الجوارح لان الله تنزه عن الجسمانية.
المحاور: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ باقر الصادقي.

*******

نتابع اعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بتقديم الفقرة التالية وعنوانها:

رقعة الاتصال بالامام الغائب

نقل الفقيه المتعبد اية الله الشيخ حسين النوري (رضوان الله علي) في كتاب النجم الثاقب وكذلك الشيخ الزاهد عباس القمي في كتاب منتهى الآمال عن كتابي تحفة الزائر للعلامة المجلسي ومفاتيح للنجاة للفقيه السبزواري (رضوان الله عليهم اجمعين) نص رقعة الحاجة التي وردت بعض الاحاديث الشريفة بأستحباب كتابتها اذا اراد المؤمن شفاعة امام زمانه المهدي (ارواحنا فداه) في قضاء حاجة مهمة او عند الشدائد، وذكر هؤلاء العلماء استحباب كتابتها والقائها في احد اضرحة الائمة (عليهم السلام) او وضعها في ظرف طيني وختمها والقائها في نهر جار او بئر عميقة.
اما نص هذه الرسالة او رقعة‌ الحاجة فسنقرأها لكم طبق ماورد في هذه الكتب بعد قليل:
نص هذه الرقعة او العريضة مستمعينا الاكارم هو:
«بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت اليك يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثاً وشكوت ما نزل بي مستجيراً بالله عزوجل ثم بك من امر قد دهمني واشغل قلبي واطال فكري وسلبني بعض لبي وغير خطير نعمة الله عندي، اسلمني عند تخيل وروده الخليل، وتبرء مني عند ترائي اقباله الحميم، وعجزت عن دفاعه حيلتي وخانني في تحمله صبري وقوتي، فلجأت فيه اليك وتوكلت في المسئلة لله جل ثنائه عليه وعليك في دفاعه عني، علماً بمكانك من الله رب العالمين ولي التدبير ومالك الأمور واثقاً بك في المسارعة في الشفاعة اليه جل ثناؤه في امري متيقنا لاجابته تبارك وتعالى اياك بأعطاء سؤلي وانت يا مولاي جدير بتحقيق ظني وتصديق املي فيك في امر حاجتي وهي ...».
وهنا ورد ايها الاخوة والاخوات الامر بذكر الحاجة او الطلب وكتابته في الرقعة ثم كتابة العبارات التالية:
«فيما لا طاقة لي بحمله ولا صبر لي عليه وان كنت مستحقاً له ولا ضعافه بقبيح افعالي وتفريطي في الواجبات التي لله عزوجل، فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف وقدم المسألة لله عزوجل في امري قبل حلول التلف وشماتة الاعداء، فبك بسطت النعمة علي، واسأل الله جل جلاله لي نصراً عزيزاً وفتحاً قريباً، فيه بلوغ الآمال وخير المبادىء وخواتيم الاعمال والأمن من المخاوف كلها في حال انه جل ثناؤه لما يشاء فعال، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل».
مستميعنا الأعزاء، وذكر العلماء في الرواية المتقدمة، انه قبل القاء هذه الرقعة في الاماكن المذكورة يخاطب صاحبها روح احد السفراء الأربعة لمولانا المهدي (عليه السلام) في غيبته الصغرى قائلاً:
يا فلان بن فلان - ويذكر اسمه فيقول مثلاً: يا حسين بن روح «السلام عليك اشهد ان وفاتك في سبيل الله، وانك حي عند الله تعالى مرزوق وقد خاطبتك في حياتك التي لك عند الله عزوجل وهذه رقعتي وحاجتي الى‌ مولانا عليه السلام فسلمها اليه وانت الثقة الأمين».
ثم يلقي صاحب الحاجة رقعته في احد الاماكن المذكورة.
هذه مستمعينا الاكارم اهم صور كتابة الرسالة او رقعة الحاجة الى مولانا وامام عصرنا المهدي (ارواحنا فداه) طبقاً لما جاءت في المصادر المعتبرة وهناك صيغة اخرى مختصرة نقلها آية الله النوري ايضاً في كتابه القيم النجم الثاقب في احوال مولانا الامام الغائب (عجل الله فرجه) ومصدرها هو كتاب انيس العابدين لمحمد بن محمد الطيب، ويستفاد من الروايتين امكان تعدد الصيغ ولكن الاركان المشتركة لهذا العمل العبادي واحدة.
اجل فنص رواية محمد الطيب هي ان يكتب صاحب الحاجة العبارات التالية‌ في رقعة ويغلفها بغلاف من طين ويلقيها في بئر او نهر جار ويخاطب قبيل القائها احد سفراء الحجة المهدي (عجل الله فرجه) الاربعة.
وصيغة هذه الرواية هي:
«بسم الله الرحمن الرحيم، توسلت اليك يا ابا القاسم - ويذكر اسمه وهو اسم النبي صلى الله عليه وآله- ثم يكتب محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب النبأ العظيم والصراط المستقيم وعصمة اللاجئين، بامك سيدة نساء العالمين وبآبائك الطاهرين وبأمهاتك الطاهرات، يس والقرآن الحكيم والجبروت العظيم وحقيقة الايمان، ونور النور وكتاب مسطور ان تكون سفيري الى الله تعالى في قضاء حاجتي» ثم يكتب حاجته ويغلف الرسالة ويخاطب السفيرين الاول والثاني قائلاً: يا سعيد بن عثمان ويا عثمان بن سعيد اوصلاً قصتي الى صاحب الزمان (صلوات الله عليه). ثم يلقيها في الاماكن المذكورة.
مستمعينا الاعزاء ويستفاد من عدة من الروايات ان كتابة هذه الرقعة او الرسائل كانت من وسائل اتصال المؤمنين بمولانا المهدي (عجل الله فرجه) منذ بدايات عصر الغيبة الكبرى والى عصرنا الحاضر، فقد كانت سنة جملة من العلماء كالشيخ الزاهد ورام جد السيد ابن طاووس من المتقدمين والسيد محمد العاملي والسيد الكلبايكاني من المتأخرين وغيرهم ولعلنا نعرض لبعض هذه الشواهد في حلقات مقبلة، فالوقت المخصص لهذه الحلقة انتهى.
نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة