البث المباشر

عز الدين حسين بن صمد العاملي والد الشيخ البهائي

الأربعاء 13 فبراير 2019 - 11:44 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 277

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. 
من اعلام الصادقين واحد مصاديقهم المولى الاغر عز الدين الحسين العاملي والد الشيخ البهائي الذي نعرفه ويعرف عنه الناس لشهرته هذا والده المرحوم عز الدين الحسين بن صمد العاملي وهو من مواليد عام 918 هـ في واحد شهر محرم وهو من بيت اصيل بمجده وشرفه وهو من سلالة الحارث الهمداني(رض) كما صرح في رسالته الى السلطان طهماسب في عام 968 هـ طبعاً الحارث الهمداني مر الحديث عنه في حلقة من الحلقات هو صاحب امير المؤمنين والمتفاني في حبه فالشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي هو احد اعلام الطائفة واحد كبار فقهاءها والتابعين والبارعين في الاصول والكلام والفنون الرياضية والادب وكان المرحوم الذي اتحدث عنه يعد من احدى حسنات القرن العاشر الهجري، وجاء في كتاب رياض العلماء كان الشيخ عز الدين العاملي فاضلاً عالماً جليلاً اصولياً متكلماً فقيهاً متحدثاً شاعراً ماهراً في صنعة اللعز يعني الالغاز العلمية وله ألغاز مشهورة راسل او خاطب بها ولده الشيخ البهائي(رض) فأجابه ولده بأحسن منها المرحوم الشيخ عز الدين العاملي هو من خيرة تلاميذ الشهيد الثاني وقد وفد الى ايران لنشر العلم من لبنان في الجنوب منطقة جبل عامل وفد من هناك الى ايران لنشر العلم ونشر تراث اهل البيت وانقاذ الناس من الضياع فعظمه السلطان انذاك السلطان طهماسب وعمل هناك ناطقاً‌ صادعاً بالحق ينشر فكر آل الرسول يعني فكر الاسلام الصحيح، وللمرحوم الشيخ عز الدين مؤلفات عديدة ومناظرات مهمة مع علماء حلب حول الامامة حتى اقر بعض علماءها بالحقيقة حتى انه دون تلك المحاضرات في كراس خاص وكان على عظمته وعلى علو درجاته تواقاً الى هداية الناس هدفه الاول كان نشر المعرفة وانقاذ الناس، يقول مترجموه انه كان مقيماً لفترة في مدينة مشهد المقدسة مع عائلته يدرس ويكتب ومدينة مشهد مدينة مقدسة وبأعتبار فيها مزار الامام الرضا‌(ع) ومنطقة علمية لكن فهم وهو في مشهد ان اهل مدينة هرات وكانت آنذاك قلعة تجارية ومدينة ‌استراتيجية مزدحمة بالسكان فهم ان اهل مدينة هرات لا يعرفون الكثير عن امور دينهم ولا يفهمون شيئاً عن اهل البيت ومكانتهم وبعيدين عن مذهب اهل البيت فقرر التوجه الى هرات وجد الشعور بالمسؤولية وبوظيفة شرعية، تحرك وقرر السفر وساعده في هذه المهمة السلطان طهماسب حيث كتب الى عماله والوالي هناك يدعم الشيخ عز الدين العاملي وتقديم ما يلزم له وفعلاً بدأ بمدينة‌ هرات يقيم صلاة الجماعة ويخطب ويعظ الناس وكان الوالي وافراد طاقمه يحضرون خطب الشيخ فأستمر والد الشيخ البهائي هناك في مدينة هرات ثمانية اعوام ينشر العلم والمعرفة حتى اهتدى بهديه خلق كثير واصبحوا من الموالين لاهل البيت واختفت كل مظاهر المعصية في البلد ثقف اهل البلد ثقافة دينية، مظاهر المعصية غابت وهذا كله ببركة جهوده وانفاسه المباركة ثم بعد ذلك انتقل بعد فترة الى قزوين وبعدها سافر الى الحج لاداء فريضة الحج وبعد انتهاء موسم الحج رجع ماراً بمدينة‌ البحرين واقام في البحرين بحيث صار مرجعاً يرجع الناس اليه بأمور دينهم، اما نفسه الادبي وشعره في الواقع فهو ثري المعاني والمضامين الراقية مثلاً ‌ذكر مترجموه الكثير من شعره وهذا موجود في المصادر المتعددة من جملة ومن جميل ما نظم قصيدته البالغة مئة وتسعة وعشرين بيتاً يجاري فيها قصيدة البوصيري يمدح بها الرسول(ص) ومطلعها:

ألؤلؤ نظم ثغر منك مبتسم

ام نرجس ام اقاح في صفا بشم

هذه مطلع قصيدته التي يجاري بها قصيدة البوصيري، كما ذكر مترجموه قصيدة له وهي من روائع قصائده في آل الرسول وفي امير المؤمنين بالذات:

اِلامَ اُلام وامري شهير

واشفق من كل نذل حقير

وحبي النبي وآل النبي

وزوج البتول ونجل الظهير

ونور الظلام وكافي العظام

ومولى الانام بنص الغدير

واقضى الانام واقصى الارام

وسيف السلام السميع البصير

وقرأت له قصيدة جميلة في آل البيت محشوة بالموعظة والحكمة ذكرها بكاملها صاحب اعيان الشيعة السيد الامين وفي القصيدة يقول:

ونحن في سفر نمضي الى حفر

فكل آن لنا قرب من العدم

ويستمر بالقصيدة والوقت لايسع، ثم بعد ذلك يعرج على اهل البيت يقول:

من لم يكن بقسيم النار معتصماً

فماله من عذاب النار من عصم

من لم يكن ببني الزهراء مقتدياً

فلا نصيب له في دين جدهم

هم الولاة وهم سفن النجاة

وهم لنا الهداة الى الجنات والنعم

وهناك له الشعر الكثير، آثاره مؤلفاته، قالت السير بأنها تربو على السبعة وعشرين مؤلفاً في مختلف الفنون والعلوم الاسلامية وهو اقام في البحرين وحدث ذلك الاقبال عليه واصبح مرجعاً عاماً، لا اقول منعه وانما شبه حجر عليه اهل البحرين ان لا يغادر البلد فأقام هناك الى ان وافاه الاجل المحتوم في قرية المصلى في البحرين وذلك عام 984 هـ ووري الثرى في البحرين وقبره معروف هناك يزار ومحل احترام عند المؤمنين وقد رثاه الكثير من الشعراء عند وفاته ومنهم ولده الشيخ البهائي، رثاه في قصيدة مطولة‌ قال فيها:

يا ثاوياً بالمصلى من قرى هجر

كسبت من حلل الرضوان اضفاها

اقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت

ثلاثة كن امثالاً واشباها

ثم يقول:

ويا ضريحاً حوى فوق السماك

عليك من صلوات الله ازكاها

فأسحب على الفلك الاعلى ذيول

علا فقد حويت من العياء اعلاها

هذا المرحوم الشيخ عز الدين حسين العاملي والد الشيخ البهائي تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة