البث المباشر

ابراهيم الحسني وثورته ضد المنصور الدوانيقي

الخميس 7 فبراير 2019 - 21:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 136

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
في طلائع المجاهدين في سبيل الله والذين صدقوا بما عاهدوا الله عليه هو الثائر العظيم ابراهيم بن عبد الله المحض حفيد الامام الحسن المجتبى(ع).
هذا المفاضل البطل يعرف بأحمر العينين "ابراهيم احمر العينين" ويكنى بأني الحسن، ابراهيم بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن المجتبى(ع).
في سجل الثورات والانتفاضات التي حدثت دفاعاً عن اهل البيت وانتقاماً من خصومهم يرد اسم هذا البطل في حادثة او مواجهة بالاحرى وقعت في منطقة قرب الكوفة تسمى بالجوز جان، هذا المعنى نسمعه ونقرأه في قصيدة دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله وهي مئتين وسبعين بيتاً، وهي من القصائد المشهورة:

ذكرت محل الربع من عرفات

فأجربت دمع العين بالعبرات

يشير دعبل الخزاعي ضمن القصيدة الى هذه المواجهة وهذا الشهيد، يقول:

وقبر بالجوزجان محلها واخرى

ببا خمرى لدى الغربات

وبا خمرى منطقة بين الكوفة وواسط والكوفة لا نتكلم عنها ككوفة الان كوحدة ادارية كانت منطقة واسعة وهذه المنطقة كانت اقرب الى الكوفة من واسط وهناك له قبر ومشهد يزار.
ابراهيم بالاضافة الى كونه مقاتل وثائر ومنتفض كان تلميذاً لاهل البيت، تتلمذ على يد الامام الصادق وتعرّف على كثير من علومه وكان عارفاً بأخبار العرب وتاريخ العرب وكان شجاعاً، صلباً في الله وفي الحق.
وهو يعرف بأحمر العينين لان كانت حدقة عينيه حمراء فأشتهر بها وكان غيوراً جداً بحيث ان دافعاً من الدوافع الذي حمله على قيادة ذلك التمرد وتلك المواجهة للعباسيين هو ما شاهده من هجمة شرسه قادها المنصور الدوانيقي في ابادة اهل البيت واستهتاره بالحرمات واستهتاره بالدماء واستهتاره بتتبع اهل البيت، قال المؤرخون انه بنى بعض الاسطوانات على اشلاء العلويين كتفنن والانتقام من اهل البيت ولهذا لما يأتي الشاعر لا نستغرب عندما يقول:

تا الله ما فعلت علوج امية

معشار ما فعلت بني العباس

او مثلاً ابو فراس الحمداني يخاطب العباسيين بالنسبة الى موقفهم تجاه اهل البيت(ع):

ما نال منهم بنو حرب وان عظمت

تلك المجازر الاّ دون نيلكم

ثار ابراهيم على المنصور الدوانيقي وقاد جيشاً كبيراً ممن وقف الى دعمه دعماً كاملاً هو المفتي ابو حنيفه، النعمان بن ثابت اصدر فتوى بوجوب نصرته والالتحاق بجيشه ومن لم يستطع فعليه ان يدعم ابراهيم ولو بوسائل اخرى وهذا كلف ابو حنيفة ثمناً، كلفه ان يضربه الخليفة العباسي وان يحبسه وقيل انه كان من وراء قتل ابي حنيفة.
ابراهيم احمر العينين بالتالي استشهد ويقال ان السبب او العقدة الاساسية في انتكاسة جيش ابراهيم او سقوط جيشه هو التزامه بالمثالية، بأخلاقيات القتال ومثالية القتال، الجيش اقبل وكان مجهزاً ومدجج ومدرب فلما اراد اقتعام الكوفة منعهم ابراهيم لان الوقت كان ليلاً وقال ان الناس ينام وهناك شيخ كبير وهناك طفل ومريض او مصاب ورفض احتلال الكوفة واقتحام الكوفة ليلاً وامر جيشه بالتريث حتى الصباح ولكن استغل خصومه (الجيش العباسي) فهجم واحتل الكوفة ليلاً وحدث ما حدث فأستشهد ابراهيم اثناء القتال وتوفي متأثراً بجراحه الشديدة وله من العمر سبعة واربعين عاماً وكان ذلك عام 145 واخفي بثمانه ودفن سراً، وبعد استشهاده حزن عليه الامام الصادق لان البعض يحاول ان يثير لغطاً او يخلط بالافكار ويحدث اضطراب فيقول بأن هذه الحركات لم تكن على تنسيق مع الائمة لم يرتضوا هذه الحركات وهذه الثورات، هذا غير صحيح والا نحن نسمع ونقرأ كيف رثى دعبل ابراهيم:

وقبر بأرض الجوزجان محلها

واخرى ببا خمرى لدى الغربات

وكان الامام الرضا يتفاعل ويبكي، كذلك الامام الصادق(ع) لما ابلغ بمصرع هذا الشهيد البطل حزن حزناً شديداً وكان يدخل عليه اصحابه ويقدمون له التهاني والمساواة بهذا الحادث الجلل وبهذه الصدمة الكبرى، ولم يعارض الائمة(ع) اي حركة او ثورة سواء كانت ثورة ابراهيم احمر العينين او ثورة زيد او غيره لان اقل ما فيها من حصيلة هو اجهاض الظالمين والحاق الاذى بالظالمين وتدمير قوتهم لذلك ان الامام الصادق(ع) لما نعي اليه خبر استشهاد ابراهيم جلس للعزاء وكان الناس يعزونه ومن جملة من رثى ابراهيم بقصيدة طويلة احد شعراء اهل البيت وهو غالب الهمذاني بقصيدة جاء فيها قوله:

وقتيل باخمرى الذي نادى

فأسمع كل شاهد

بالسيف يفري مسلطاً

ها ماتهم بأشد ساعد

فهوى صريعاً للجبين

وليس مخلوق بخالد

والموت ينتظر كل كائن حي "اينما تكونوا يدككم الموت" فأن كانت الابدان للموت انشأت فقتل امرء بالسيف في الله افضل الواقع ان هؤلاء تركوا بصمات، ابراهيم احمر العينين وغيره وفتحوا الطريق واضاءوا الطريق الى غيرهم من قوافل الابطال ليتأسوا بشجاعتهم وبأقدامهم.
وايضاً من الشهداء اخوه المهدي ابن عبد الله المحض حتى احد الشعراء رثاه واخاه يقول:

كيف بعد المهدي او بعد ابراهيم

نومي على الفراش الوثير

وهم الذائدون عن حرم الاسلام

والجابرون عظم الكسير

ليتني كنت قبل وقعة باخمرى

توفيت عدة من شهور

ان هؤلاء قدموا ثمناً غالياً وقدموا تضحيات غالية ليوصلوا الينا فكر اهل البيت ومبادئ اهل البيت، الان نحن لما نتعبد الله بهدى وفكر اهل البيت علينا ان نعرف بأن هذه النعمة لم تصلنا مجاناً وصلتنا عبر انهار من الدم والاف من المجاهدين الذين تساقطت ايديهم ورقابهم وارجلهم دفاعاً عن الاسلام وفي سبيل الله والحاق الهزيمة بالظالمين. فسلام على ابراهيم وسلام على اباءه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة