وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن العمراني يعد أبرز علماء وفقهاء اليمن في التاريخ الحديث، وبرحيله فقدت الأمة الإسلامية عالماً من علمائها المخلصين الأفاضل.
وأشار الاتحاد إلى مكانة العمراني الذي يعد أشهر علماء اليمن المعاصرين ومرجعيتهم فيما يتعلق بالعلوم الشرعية والفقهية، كما أنه شغل منصب مفتي الجمهورية اليمنية.
وأضاف: "كان الفقيد رحمه الله دائم التحذير من التفرقة والتمذهب، وينادي بأعلى صوته ألا إن من أوجب الواجبات في هذا العصر وحدة الصف والجماعة، وإن التفرقة من أقبح البدع وأشنعها".
ويعد العمراني أحد أبرز الشخصيات اليمنية التي شكلت حضوراً جامعاً، وأبرز علمائه المعاصرين في العلوم الشرعية والفقهية.
ولد القاضي العمراني عام 1922 في صنعاء من أسرة علم مشهورة، ودفعت به والدته للدراسة بعد وفاة والده وهو في الرابعة من العمر.
تدرج في دراسته العلمية والفقهية ليبرز اسمه ضمن أكثر الشخصيات وسطية، واحتفاظا باحترام أتباع مختلف المذاهب في البلاد.
ويصفه علماء اليمن بالفقيه المحدث واللغوي المحقق وشيخ القضاة وإمام الدعاة.
ظل العمراني مرجعا لمختلف شرائح المجتمع في مناقشة قضاياهم وإسداء النصائح والفتاوى المختلفة، وعُرف عند الناس بلقب مفتي الديار اليمنية رغم أنه لم يتول المنصب بشكل رسمي.
كما اشتغل القاضي العمراني بالتدريس في معهد القضاء العالي وجامعة الإيمان، وتقديم الدروس والفتاوى بمسجده في صنعاء أو عبر وسائل الإعلام منذ سبعينيات القرن الـ20 الماضي.
وعلى المستوى الرسمي، شغل العمراني عددا من المناصب الرسمية كرئاسة مكتب رفع المظالم إلى رئيس الجمهورية، وتم تعيينه في لجنة تقنين الشريعة الإسلامية في البرلمان بالشطر الشمالي لليمن خلال مرحلة ما قبل الوحدة.
وابتعد عن الجدل السياسي خلال الفترات الماضية ووصف نفسه بالمحايد، ونصح الشباب في آخر تسجيل مصور له أن يكونوا أحرارا وأن يبتعدوا عن التعصب بكل أشكاله.
وأوضح بيان لوزارة الأوقاف اليمنية أن الشيخ الراحل كان كبير علماء اليمن بلا منازع ومرجعهم عند التنازع، مشيرا إلى مساهماته العلمية المتميزة في مجالات القضاء والتدريس وحلقات المساجد.
وفي 25 يونيو/حزيران الماضي، نُقل العمراني إلى أحد مستشفيات في صنعاء، إثر وعكة صحية لم يتم الإعلان عن طبيعتها، قبل أن يغادر المستشفى ويعود إلى منزله في اليوم التالي.
ويرى محبوه أن العالم الإسلامي خسر بوفاته محققا علميا وفقيها مجتهدا، وفقد اليمن أشهر علمائه ممن ذاع صيتهم وانتشر علمهم في أرجاء العالم.