هل يمكن ان يكون الطفل حراً ومنضبطاً في الوقت نفسه:
بين اعطاء الحرية والثقة بالنفس والاستقلال وبين احترام المقررات والنظم.
قد يتخيل بعض الاهل ان اعطاء الحرية لاطفالهم معناها ان يسمحوا لهم بالقيام باي عمل والدخول بالتجارب المختلفة دون التدخل من قبلهم. ويعتقد آخرون ان حرمان ابنائم من الاختيار والتدخل في كل امورهم هو اشراف منهم على حياة ابنائهم وحمايتهم من المشاكل. بين هذا وذاك متى نتدخل ومتى نترك الحرية لهم، متى يكون سلوك ابنائنا منضبطاً وحراً؟ ومتى يصبح لا مسؤولاً ومشكلة يجب علينا التعاطي بجدية اكبر معها؟ هل يمكننا فعلاً ان نربي طفلاً يكون منضبطاً دون التخلي عن الاستقلالية والثقة بالنفس؟
*******
لا تنسي ابداً ان
• ان الحرية تنبع من الثقة بالنفس والفوضى تنبع من الضعف.
• لنكن دائما قرب ابنائنا ولكن ليس مكانهم.
• ان الاحساس بالامان عند الطفل ينبع من وجود مراقبة دائمة من قبل اهله ولكن عن بعد.
*******
الاسئلة
المحاورة: استضفنا في حلقتنا لهذا اليوم الدكتورة اميمة عليق الاخصائية النفسية، اهلاً وسهلاً بك دكتورة اميمة.
الدكتورة اميمة عليق: اهلاً بكم.
المحاورة: يا ترى ما هو تعريف الحرية، في المقابل مالمقصود بالانضباط وما الحد الفاصل بين الانضباط وسلب الحرية؟
الدكتورة اميمة عليق: الحرية ان يكون الطفل قادراً على ان يقرر مالذي يستطيع ان يفعل، في الحقيقة ان يختار الذي يريده او الذي لايريده والانضباط هو الحد الذي تنطوي عنده هذه الحرية اي حدود الحرية التي يجب ان يعرفها الطفل، الانضباط يعني ان للطفل حرية في التعبير عن مشاعر الغضب ولكن لا ينقض على اخيه ليضربه هذا مثال بسيط.
المحاورة: كيف يكون الاسلوب الصحيح لتعليم الطفل على الانضباط؟
الدكتورة اميمة عليق: اول الامر يجب علينا ان نشعره ان لديه الحرية ولكن محدودة يعني تستطيع ان تقول هذا وذاك ولكن هذه العمل ولكن هي الانضباط الحرية هي اتباع هذه الامور، نستمع الى الطفل عندما يعبر عن رأيه ولكن عليه ان يضبط تصرفاته حين يقوم بالعمل الذي عبر عنه شعوره اتجاهه لانمنع الطفل من موقفه ولا من الشعور الذي عبر عنه ولانعاقب الطفل عما عبر عنه من عدم رضاه من حدود حريته ولكن لايعني ذلك ان نتنازل عن هذه الحدود، يعني يقول الطفل الان لا اريد ان انام نبتسم ونقول لايجب عليك الان ان تذهب وتنام كما لانسمح له ان يقوم بالذي يريده، ان تكون الحرية واضحة وكاملة، اعطي مثلاً كي يتضح اكثر، مثلاً نقول لا يجب ان ترمي الماء على وجه اختك لكن ليس مقبولاً ان نقول تستطيع ان ترمي الماء على وجه اختك في بعض الاحيان، هذا الذي ذكرناه من الاساليب التي نطرحها وطرحناها في الحلقات السابقة، يجب ان يكون الممنوع وهذه ال لكن تكون دائماً وليست في بعض الاحيان، هذا التذبذب الذي يجعل الطفل حدود حريته غير واضحة لديه، الطفل كما ذكرنا بحاجة الى الحدود لكي يتعود هذا الامر، الحرية المطلقة تعطي للطفل عدم الامان وهذا الامر يجعله يخطأ في بعض الاحيان.
المحاورة: الدكتورة اميمة، ايضاً هناك سؤال اخر يعني ما هي الامور التي تعود الطفل على الانضباط؟
الدكتورة اميمة عليق: اول الامور المهمة والموجودة دائماً في بيوتنا هو تعارض الرأي بين الوالد والوالدة او اسلوب التعارض بين الوالد والوالدة والاهل، الجد او الجدة او العم او العمة الذين يكونون عادة قريبين من الطفل، الاب يقول للطفل امر يأتي الجد ويقول امراً اخر هذا شئ يهدد اسلوبنا في تعويد الطفل على الانضباط، التساهل او الاهمال الذي قد يخلط بينه الاهل، التساهل هو امر ايجابي مثلاً نستطيع ان نتساهل في بعض الامور، يوسخ الطفل لباسه او يكسر العابه في بعض الاحيان، نستطيع ان نتساهل في هذا الامر ولكن لايجب ان يتحول هذا التساهل الى اهمال بسبب محبتنا للطفل، الطفل ذكي جداً فعندما يتحول التساهل الى اهمال عندها يبدأ بطلب امور غير قابلة للتلبية، هناك ايضاً امر يهدد اسلوبنا في تعويد الطفل على الانضباط هي حاجات الاهل النفسية واستبداد الطفل، يعني الطفل يكون حذراً لذلك لايستطيعون ان يرفضوا له طلباَ لان يعتقدون انه لو رفضوا له طلباً سيحرمون من حب الطفل لهم، هؤلاء عادة تكون لديهم مشاكل بسبب هذا الطفل، الام او الاب يلبون حاجات هذا الطفل انهم يحصلون على محبة هذا الطفل ومعناه انه لا الاب يحبنا ولا الطفل يحبنا هذا الامر عند الطفل يؤدي الى استبداد الطفل كما ذكرنا في مسألة الاهمال ان الطفل ذكي جداً، من الامور التي تجعل فرض الانضباط صعباً هو لجوء الاهل في بعض الاحيان الى التوضيح، في معظم الاحيان التوضيح يجب ان يكون ولكن يجب ان نفرض حدوداً لحرية الطفل، في بعض الاحيان يصبح هذا التوضيح عائقاً امام اجراء ما نريد ان نقوم به مثلاً في بعض الاحيان يجب ان نقول له لايجب ان تقوم بهذا العمل خاصة العمل الذي يؤذي به الاخرين او يؤذي نفسه، كسر الزجاج لنفترض او ضرب الاخ، امر لايحتاج الى تبرير او توضيح، هذا امر ممنوع، في بعض الاحيان يصبح المبع واجب على الاهل ولايجب التوضيح، في بعض الاحيان البسيطة كما ذكرنا، في بعض الاحيان يجب ان يلعب بشكل طبيعي مثلاً حينما نكون في الطبيعة لايجب ان نقول للطفل لايجب ان تلعب هذا الفرض يكون خطراً على اسلوبنا، هذا التوضيح خطر على اسلوبنا لكن في امور اخرى نستطيع ان نوضح له.
المحاورة: دكتورة اميمة، اذا لم يتقبل الطفل امر ما هل يمكن ان نقدم له البديل؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً، في كل حد من الحدود التي يجب ان نؤكدها على طفلنا يجب ان نسهل له امراً اخر، اذكر امثلة، مثلاً نقول له لاتستطيع ان تلعب مع اخيك لانك ستكسر الزجاج مثلاً لكن نستطيع ان نقول له تستطيع ان تلعب بالمخدة التي تنام عليها، نقول له لاتستطيع ان تذهب اليوم الى السينما لكن تستطيع ان تذهب في نهاية الاسبوع، كما قلنا سابقاً هذه ال لكن يجب ان تكون موجودة، مثلاً يجب ان تنام باكراً لان تذهب الى الحضانة او المدرسة باكراً، مثلاً في رفض الطفل القانون يجب ان نقول له تستطيع ان تغير هذا القميص،مثلاً يقول لااحب ان انام باكراً نقول له انت لاتحب ان تنام باكراً لكن القانون في هذا البيت يقول يجب ان تنام باكراً، حين ترفض تستطيع ان تجري هذا القانون في بيتك، هناك امر مهم، الامر ان نختار الكلمات التي تؤكد للطفل اننا نؤمن انه يجب ان تكون له الحرية وان يكون مستقلاً في اختياراته لكن نجعله واثقاً من نفسه وله الاختيار، اذا اردت تستطيع ان تقوم بهذا الامر، نستطيع ان نستعمل هذه التعابير، اذا اردت تستطيع ان تقوم بهذا الامر، اذا كنت تحب تستطيع ان تقوم بهذا الامر، الامر يعود اليك في هذا الامر، هذه الكلمات البسيطة حتى ولو فرضنا عليه قوانين هذه الكلمات البسيطة تزيد من ثقته بنفسه ويعرف انه يستطيع ان يختار وان له هذه الفرصة
المحاورة: ان لديه الحرية وايضاً بالمقابل عليه ان يلتزم بالانضباط؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً هذا الامر اكرره دائماً عندما اتكلم مع الاهل الذين يراجعون في بعض الاحيان، الطفل يحتاج الى اهل اقوياء اكثر من حاجته الى اهل حنونين هذه قاعدة، لما يرى الطفل ان اهله اقوياء يشعر بالامان اكثر ويحترمهم اكثر.
المحاورة: اذن لم نشكل اذا عودنا الطفل ان يطيع كل اوامرنا بدون اعتراض؟
الدكتورة اميمة عليق: لا يوجد مشكلة لكن سنقدم للمجتمع طفلاً خجولاً خائفاً مقهوراً يسمع كلام كل الناس، هل تذكرين في الحلقة الاولى لما تحدثنا عن كلمة لا، قلنا لا ليست سلبية دائماً يجب ان نعود اطفالنا ان يقولوا لا لان اذا عرض عليهم احد امراً يجب ان يقول لهم لا، اذا عودنا طفلنا ان يقبل كل كلامنا فنقدم للمجتمع فرداً يسمع كلام كل الناس، لا يستطيع ان يقول لا، يقبل كل ما يعرض عليه من فعل اي سلطة حتى لو كانت ظالمة وهذا ما لا يجب ان يحصل.
*******
خط احمر
• لا تكونوا مترددين أمام اطفالكم في منعهم عن امر ما او تشجيعهم على آخر.
• لا تعرضوا ابنائكم للخطر بحجة تجربته لامر ما.
*******
عملياً
اختر دائماً العبارات التي تزيد عند ابنائكم روح الاستقلالية "اذا اردت هذا الامر"، "اذا كنت فعلا تحب ان تقوم بهذا العمل".
*******
كان يا ما كان
زهرة دوار الشمس
زهرة دوار الشمس زهرة كبيرة ذات بذور وأوراقٍ صفراء... وهي تدور بوجهها مع الشمس إلى الشرق عند شروقها وللغرب عند غروبه.
في كل صباح... تلفت زهرة دوار الشمس بوجهها الأصفر المستدير، إلى الشمس، وتقول... صباح الخير أيتها الأم العظيمة، إليك يلتفت وجهي دائماً ويتبعك مثلما يتبع الطفل أهله في كل مكان..
أنا أبنتك في الأزهار أيتها الشمس، لذلك فإن أسمي يحمل أسمك، وبهائي مأخوذ من فيض بهائك، وما أوراقي الصفراء التي تلمع كالذهب سوى انعكاس لأشعتك الذهبية على وجهي..
وما استدارة وجهي بالذات إلا كاستدارة وجهك الذي يخطف بجماله الأبصار....
أني أتبعك بعيوني كيفما ذهبتِ أيتها الشمس، ويدور وجهي معكِ حيثما درتِ في السماء، لذلك فأن وجهتي تكون في الصباح إلى الشرق، حيث تولدين، وعند الظهر أتطلع إليكِ وأنت في وسط السماء حيث تجلسين، وفي السماء أدير عنقي معك إلى الغرب حيث تغربين.
أما في الليل فإن وجهي يظلم من دونكِ، وأخفض رأسي نحو التراب مطرقة منتظرة عودتكِ إليّ أيتها الأم البهية..
كانت زهرة عباد الشمس، تتمتم بهذه الكلمات فرحة، حين كانت الشمس تنظر إليها من عليائها في كبد السماء،
فتلمع أوراقها كلما تلمع قشور الذهب، وتتلألأ في عينيها دموع صفراء، كأنها حبات الندى حين تمازجها خيوط أشعة شمس الصباح....
سمعت الشمس ما قالته الزهرة، فالتفتت إليها بغبطة ٍ وقالت... كلماتك جميلة أيتها الزهرة، أنت تدورين بوجهك من الشرق إلى الغرب، ومن الغرب إلى الشرق، وأنا أدور بوجهي نحو الله العليّ القدير... الذي خلقني وخلقكِ أيتها الزهرة الجميلة....
وما أنا وأنت سوى ذرتين صغيرتين في هذا الكون الكبير، ونحن جميعاً نسبح بذكر بالله.
*******
كلامكم نور
قال الرسول الاعظم
(ص):
حق الولد على والده ان يحسن اسمه وادبه ويضعه موضعاً صالحاً.
رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالاحسان اليه والتآلف له وتعليمه وتأديبه.
*******