البث المباشر

متى يصبح خجل ابنائنا عائقا امام نجاحهم الاجتماعي؟

الثلاثاء 12 يونيو 2007 - 00:00 بتوقيت طهران

غالبا ما يفسر الخجل بشكل خاطئ لان الخجل ليس فقط شعور واحد بل هو مزيج من الخوف والتضاد والقلق والحياء. وهذا الشعور يزداد حين يكون الطفل محط انظار مجموعة معينة وفي ظروف طارئة. ما هو الخجل ومتى يصبح مشكلة يجب على الاهل الالتفات اليها بجدية؟ هل الخجل ولد مع طفلنا ام نحن من ساهم في بروزه وتقويته؟ واخيراً لماذا اصبحت طفلتي خجولة وكيف يمكنني ان اساعدها على حل هذه المشكلة؟
*******
لا تنسي ابداً ان
• اذا كنت تبادرين دائما قبل طفلك للتعبيرعما يجول في داخله فان خجله سيزداد . • ان اي سلوك اجتماعي هو قابل للتعلم ولكنه يحتاج الى الوقت والمثابرة بعد التوكل على الله تعالى.
*******
الاسئلة
المحاورة: لتسليط الضوء على موضوع الخجل في حلقتنا لهذا اليوم تنضم الينا الدكتورة اميمة عليق الاخصائية النفسية، دكتورة ما هي صفات الطفل الخجول هذا السؤال الذي نود ان نعرفه من بعده ان شاء الله نتطرق الى مواضيع الاخرى؟ الدكتورة اميمة عليق: الطفل الخجول يخاف ان يتكلم امام الآخرين او ان يسلم على الآخرين لا يحب ان يكون لوحده في الاماكن التي يوجد فيها جموع هذا عدم حب ان يكون لوحده مصحوب بشعور بالقلق والخوف يترافق دائماً مع بدء كافة الانشطة. المحاورة: طيب ما هو الفرق بين الخجل والحياء؟ الدكتورة اميمة عليق: بعض الاولاد نقول عنهم يتصفون بالحياء ويطلق عليهم بعلم النفس الاطفال بطيئي التدفئة فهم لا ينفعلون بسرعة يفكرون قبل القيام بشيء ما ويفضلون المراقبة على المشاركة، هؤلاء الاولاد لا يعانون من أي مشكلة يجب فقط التعامل معهم حسب ايقاعهم وعدم الضغط عليهم للقيام بمجهود اكبر مما هم قادرون الخجلون قلنا ماهي صفاتهم يبدو للطرف ان الاطفال الذين يتمتعون بالحياء يقومون هم بنفسهم بالانخراط بالعمل الجماعي يعني بعد المراقبة وبعد الهدوء ولكن الخجولين يجب عليك انت ان ترافقيهم وتدمجيهم مع الاطفال الاخرين يعني الاطفال الذين يتمتعون بالحياء توصلوا لوحدهم بالانخراط مع جماعة معينة ولكن الخجول علينا ان نساعده كثيراً وان نقوم برفقته ليكسر هذا الحاجز. المحاورة: متى يصبح الخجل مشكلة للطفل ومن هو منشأ الخجل عنده؟ الدكتورة اميمة عليق: يبدأ الخجل مشكلة حين يبدأ يؤثر على نشاطات الطفل الاجتماعية فيوصف بالمنزوي يعني بشكل معروف بين رفاقه وبين الناس ان هو منزوي يؤثر طبعاً على نموه الاجتماعي مما يؤدي في ضعف ثقته بنفسه وقد يؤدي الى شعور بالمحتوى الاكتئاب لانه عادة الاولاد لا يحبون ان يلعبوا مع طفل خجول مع طفل لا يبادر هو حتى اذا بادروا يأخذ وقت طويل حتى ينسجم معهم، اما الاسباب فهي كثيرة منها الوراثي حيث اكدت دراسات ان الخجل يتأثر بشكل كبير بالوراثة، اهلهم امهم كانوا في طفولتهم عانوا من هذه المشكلة. المحاورة: اذن هي صفات اكتسابية؟ الدكتورة اميمة عليق: نعم لكن هي ليست اكتسابية مئة بالمئة، وهذه الوراثة هي تؤثر ليصبح الطفل خجولاً اكثر من غيره، لو لم يتأثر بشكل كبير بطريقة تربيتنا وتشجيعنا اوعتقادنا بابنائنا، طبعاً حين نستعمل كلمات تضعف من ثقة طفلنا مثلاً نقول له اس انت مزعج هذه الجملة تختلف كثيراً عن جملة اس كم هو عملك مزعج نحن نقول للطفل انت مزعج عندها تضعف ثقته بنفسه ولكن حينما نقول له العمل الذي تقوم به يزعجني يختلف كثيراً او ان نقول له هذا امر سهل لماذا لا تستطيع ان تقوم به، هذا ايضاً يؤدي الى طفلنا ان يكون خجول اكثر لانه سيشعر بانه ضعيف او ان نقارنه باصدقائه نقول له انت لا تستطيع ان تقوم بهذا العمل انظر الى صديقك كم هو شجاع او كم هو ذكي كم هي علاماته أي عمل يقوم به مثلا افضل منك، هناك ايضاً امر مهم جداً وهذا اعتقد موجود في كل المجتمعات انه نحن ننظر للاطفال الهادئين نظرة ايجابية اكثر من اطفال كثيري الحركة، ان كان في المدرسة او في الحضانة حتى عندما نزور الاخرين يعني لا نحبذ ان يكون طفلنا يقوم بهذه المبادرات لوحده نحبذ ان يجلس هادئاً لا يتحرك من مكانه وانه يجيب بشكل مؤدب وكأنه طفل كبير، هذا التشجيع طبعاً يؤثر على ان يصبح اطفالنا خجولين اكثر لو كنا نشجع الاطفال قوي الشخصية من الذين يتحركون فسوف يصبح الخجل مذموماً اكثر، ولكن عادة ما نشجع الاطفال الخجولين، هناك ايضاً امر نستطيع ان نضيفه هو عدم تعويد الطفل على مواجهة الظروف الجديدة وايضاً نحن الاهل نخاف ان نضعه في ظروف جديدة ونقول لا نتشجع دائماً نضعه في ظروف جديدة نخاف ان يخجل او ان يكون ضعيفاً او ان لا يكون قوياً يستطيع ان يواجه هذه الظروف، هناك امر ايضاً مهم جداً وهو الكلام مكانه هو الاجابة عنه ونحن نرى ان يسألوا ان هذا باي صف فنحن نجيب عنه في الصف الاول او لا اذهب الى المدرسة اذهب الى الحضانة، هذه الامور كلها تؤثر على ان يصبح طفلنا خجول او ان يتعزز عنده الخجل بدل ان تحل هذه المشكلة. المحاورة: ما هي الخطوات العملية لمعالجة الخجل بالتناسب مع عمر الطفل؟ الدكتورة اميمة عليق: انا ذكرت المشاكل التي يعاني منها الطفل حتى في الحلقتين السابقتين انه امر مهم جداً وهو ندرك مشاعر الطفل ونعبر له باننا ندرك مشاعره نستطيع ان نقول له ان كل الاطفال قد لا يستطيع التعبير عن مشاعرهم فلا تقلق لهذا الامر، او ان نقول له نفهم هذا الشعور بالخجل ونعرف ان هناك اسباب لهذا الشعور، حتى لو كان الطفل صغيراً نستطيع ان نقدم ويؤثر هذا الامر ايجابياً عليه، بالنسبة الى حسب عمره اذا كان الطفل طبعاً كما ذكرنا حتى سن السابعة مهم جداً نتكلم معه بصوت منخفض لان كلامنا معه بصوت قوي يزيد من خجله وان نكون صبورين في انتظار الاجابة منه هذا امر مهم جداً يعني لا نصرخ عليه بصوت عالي نقول له اجبني بسرعة لان هذا الامر يؤثر سلباً على مواجهة هذه المشكلة، طبعاً اذا طلبنا منه المشاركة في نشاط ما وسكت نحترم سكوته ونعطيه الفرصة كي يشعر بالامان ثم ينخرط في اللعب، نحن كاهل نستطيع ان نساعده احياناً في ان نفتح المجال له كي يصادق طفلاً ثقته بنفسه قوية قد يتعلم منه ولكن طبعاً يجب ان نشرف دائماً على هذه الصداقة يعني الخجل قد يزيد في بعض الاحيان يعني الطفل يرى ان هذا الطفل شخصيته قوية ويتعلم الطفل من هذا الصديق الجديد، هناك امر مهم جداً وبسيط جداً ونستطيع بسهولة ان نقوم به وهو ان نتعرف على الصفات الايجابية عند طفلنا مثلاً يرسم جيداً ولطيف وذكي وحنون وابراز هذه الصفات امام الاخرين حينما يسألون عن طفلنا لا نبدأ مباشرة بالحديث عن مشكلة خجله لو نقول له طفلنا يرسم جيداً يصور جيداً يعني نركز على النقاط الايجابية، طبعاً يجب ان نبرز هذه الصفات على الاخرين ويجب ايضاً ان لا ننعت طفلنا بالخجول وان نفسح المجال امام الاخرين ان يقولوا عنه خجولاً مثلاً يسألون عن اطفالنا نقول فلان ذكي فلان علاماته جيدة وهو ان الطفل يكون خجول جداً هذا الامر يبعث الاخرين كي ينعتوه بالخجول ويصبح هناك مشكلة عند الناس ان هذا الطفل خجول. المحاورة: يمكن ايضاً يؤثر على تصرفاتهم معه؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً وتصبح مثلاً هناك شيء الصقناه بهذا الطفل ولا استطيع ان ادفعه عنه، هناك مهارات بسيطة جداً نستطيع ان نساعد ابننا على تخطي هذه المشاكل التمارين الام والطفل يلعبان معاً تقول الام السلام عليكم كيف حالك تطلب منه ان يقوم بهذا العمل مثلاً تطلب ان ينظر اليها حين يتكلم معها تقول له استطيع ان افهم اكثر حين تنظر الي، يعني الطفل خجول جداً يخفض رأسه حينما يتكلم اثناء الكلام نبتسم له حينما نتكلم معه ونعبر له على اننا فرحون بسبب حديثنا معه او حين نلعب معه نقول له ان نحن فرحون جداً باننا نلعب معك الامر جميل، طبعاً في التمارين ليس فقط التمرين على السلام ورد السلام وايضاً التمرين اين تسكن كم هو عمرك يعني نقول للطفل اعتبرني انا صديقك وقل لي اين تسكن لماذا تلعب تعال لنلعب معاً هذه التمارين اذا استمرت طبعاً سوف تساعد الطفل كثيراً على ان يقوم بها مع الاخرين وليس فقط معنا، وهناك امر مهم جداً طبعاً يجب ان نتكلم مع المشرفين على اطفالنا في الحضانة او في السنوات الاولى للمدرسة ليتعاطوا مع الطفل بالطريقة التي ذكرناها يعني بصوت منخفض، يجب ان تنظر الي حين تتكلم لكي يجيبنا نساعده ايضاً لكي يتعرف على اصدقاء الذين ليسوا خجولين يعني هذا الامر طبعاً سوف يؤثر كثيراً على ان يتخطى الطفل واذا تصرفنا نحن بطريقة معينة والمشرفين بطريقة اخرى فسوف تزداد هذه المشكلة. المحاورة: سؤال اخير دكتورة اميمة هل بامكاننا ان نعالج قضية الخجل في الاطفال داخل محيط الاسرة ام نستشير اخصائي؟ الدكتورة اميمة عليق: اذا نحن استطعنا ان نحل هذه المشكلة داخل الاسرة حلت واذا استمرت هذه المشكلة ورأينا انه بالرغم من كل هذه الخطوات التي قمنا بها لم يستطع الطفل ان ينسجم اجتماعياً مع الاخرين او اصبح منزوياً اكثر هذا الامر يجب ان نراجع اخصائيين في هذا المجال. المحاورة: نشكرك دكتورة اميمة عليق على حضورك معنا في الاستوديو شكراً جزيلاً لك.
*******
خط احمر
• لا تجبري طفلك ابدا على القيام بعمل ما امام جمع بهدف كسر حاجز الخجل عنده. • لا تذكر ابنك دائماً انه خجول بل ركز على مدح مهاراته. • لا تقارني ابنك برفاقه الآخرين فالاستفزاز يعقد المشكلة بدل حلها.
*******
عملياً
• اوكلي الى ابنك بعض المسؤوليات داخل المنزل. • ثم اوكلي اليه بعض الامور مع الاقارب وكافئيه عند انجازها. • وشجعيه دائما... وثقي به ليثق بنفسه.
*******
كان يا ما كان
حكاية ليلى
ليلى فتاة خجولة جداً... اذا جاء زوار الى بيتها تذهب وتبقى في غرفتها ولا تستطيع ان تأتي لتسلم عليهم. في احدى المرات كانت ليلى وامها في الدكان فالتقت بمعلمتها. قالت لها المعلمة: كيف حالك يا ليلى؟ فاختبأت ليلى وراء امها ولم تجب. اما عيد ميلاد ليلى لقد كان مضحكا، فقد جاء اصدقاء ليلى لتهنئتها لكن ليلى لم تكن موجودة بل كانت تختبئ خلف الستارة ثم تنظر فقط كي ترى كيف يلعب رفاقها. في يوم من الايام قررت المعلمة في دارالحضانة ان تقيم احتفالا بمناسبة عيد الاضحى فطلبت من ليلى ومن رفاقها ان يشاركوا بالاحتفال. فرح الجميع حين بدأت المعلمة توزيع الادوار لكن ليلى وقفت جانبا وهي تدعو الله الا تختارها المعلمة لاي دور. اقتربت مريم صديقة ليلى وقالت لها: ليلى انت تستطيعين ان تنشدي معنا فانت تحبين الاناشيد. نظرت ليلى الى الارض احمر وجهها ولم تقل شيئاً. فقررت المعلمة فعلاً ان تنضم ليلى الى رفاقها لتنشد الاناشيد. وضعت المعلمة الموسيقى في آلة التسجيل لينشد الاطفال معاً. وقفت ليلى تنظر الى رفاقها كيف ينشدون وتأكدت ان لا احد ينظر اليها فاغمضت عينيها وصارت تنشد مثل الجميع. حتى انها لم تنتبه ان رفاقها قد سكتوا ليستمعوا اليها وهي تنشد لوحدها. انتهى النشيد فصفق الجميع لليلى فاخفضت ليلى رأسها وصار لون وجهها احمر. جاء يوم الاحتفال وشارك الاطفال كلهم في برامجهم المخصصة. حتى جاء دور ليلى التي وقفت وانشدت وحدها امام كل الاهالى وفي النهاية جاء وقت اعلان افضل برنامج خلال الاحتفال وكانت صديقتنا ليلى هي الافضل. بارك الجميع لها وقد قررت ان تكون شجاعة دائماً لان القيام باي عمل حتى لو كان امام الكثير من الناس هو امر ليس صعباً كثيراً.
*******
كلامكم نور
قال الرسول الاعظم(ص): "احبوا الصبيان وارحموهم". "رحم الله من اعان ولده على برّه وهو ان يعفو عن سيئته ويدعو له فيما بينه وبين الله ".
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة