مَتى تُزيحُ سِتارَ الوَجْدِ يا طَهِرُ
وينجلي الليلُ عَنْ آلامِنا الخَطِرُ
متى يلُوحُ صباحُ العَدْلِ مُنبلِجاً
فينتهي حُزْنُنا والظُلْمُ يندَثِرُ
أَصاحِبَ العَصْرِ أنسامٌ مُعذبَّةٌ
تَدعُوكَ للغَوثِ بالآمالِ تنتظِرُ
تُناشِدُ القائدَ المِعوانَ مُثقَلةً
بِكُلِّ أَتراحِها والقلبُ مُنفطِرُ
إيهٍ أبا صالحٍ ندعُوكَ مُؤتَمَناً
وَعَينُناُ مِنْ لَظَى الآهاتِ تنهَمِرُ
تَضُجُّ أفعالُنا بالضَعفِ خاضعةً
ونحتسي ذُلَّنا يا بئسَ ما نَزِرُ
وقدْ أُمِرْنا بثَوبِ العِزِّ في سُوَرٍ
لَطالما أنذرتْ بالتيهِ مَنْ هَجَرُوا
إيهٍ أَبا صالحٍ مَولايَ معذرةً
فأَرضُنا بِبَلاءٍ طالَ تستَعِرُ
وثَمَّ مُستضعَفُونَ استُنزِفُوا ألَماً
سُؤالُهُم نهضةٌ بِالحقِّ تنتَشِرُ
تَجلبَبُوا بالتُّقى والمَكرُماتِ وهُمْ
بِساحةِ الحربِ أبطالٌ قدِ انتَصَرُوا
هُتافُهُمْ يا ابنَ خير الخلقِ مُنقَلَباً
أَقبِلْ فقدْ عانَتِ الأقطارُ والبشَرُ
أئمَّةُ الكُفرِ أَحلافٌ قد اتَّحَدَتْ
وكلُّ أعمالِهم بالشَرِّ تنفجِرُ
تعاهَدُوا فِتنةً زادَتْ حرائِقُها
ودَولةً صَهْيَنَتْ أفكارَ مَنْ نَكَرُوا
تواطَأُوا بينهُمْ يَبغُونَ مَشأَمَةً
وهُمْ جَواسيسُ كيلا يَظهَرَ القمَرُ
وما ظُهُورُ أمينِ اللهِ غيرُ هُدىً
لدولَةِ الحقِّ يوماً دامَ يُنتَظَرُ
فليسَ ثَمَّةَ مَنّاعُونَ مُنطَلَقاً
لصاحبِ الأمرِ فالمَهديُّ مُنتصِرُ
تَغُورُ في عَهْدهِ التِّيجانُ خاسِئَةً
ويَحكُمُ العَدْلُ والأَرجاءُ تَزدَهِرُ
وتحتفي القُدسُ بالتحريرِ مُشرِقةً
وغاصِبُ المسجدِ الأقصى سَيندحِرُ
بقلم : حميد حلمي البغدادي