وجاء في بيان أصدره حرس الثورة الاسلامية يوم الثلاثاء بهذا الصدد: ان وفاة المناضل اللبناني البارز والمعروف أنيس النقاش بعث على الكثير من الحزن والألم لدى سالكي طريق الدفاع عن القضية الفلسطينية وتحرير القدس الشريف.
وأضاف: لاشك ان الجهاد والدور الكبير لهذا المجاهد الدؤوب والمفكر والثوري اللبناني بارز في ساحة الصحوة للشعوب الاسلامية في المنطقة وغليان روح المقاومة والصمود بين مقاتلي جبهة المقاومة الاسلامية ضد الصهيونية وستظل خالدة الى الأبد والبوصلة لتحرك عشاق العزة والاقتدار والعظمة للأمة الاسلامية.
وتابع البيان: من الواضح تماماً بأن السجل المشرق وذكرى واسم هذا المجاهد الذي أوقف عمره الزاخر بالبركة منذ شبابه حتى رحيله للدفاع عن الحق والحقيقة وكان يعد اعلامياً يصدح بصوت مظلومي العالم، سوف لن تمحى من الذاكرة التاريخية للشعوب الاسلامية في المنطقة.
وعزى حرس الثورة الاسلامية بالفقد الأليم لهذا المفكر والمجاهد الكبير، لأسرته المكرمة وذويه الاعزاء ومحبيه الراسخين، داعيا الباري تعالى ان يتغمده برحمته الواسعة.
وقد توفي صباح يوم الاثنين، المناضل والمجاهد اللبناني الكبير، أنيس النقاش، بعد إصابته بفايروس كورونا.
وكان النقاش دخل العناية المشددة في أحد مستشفيات دمشق قبل أيام عن ناهز السبعين عاماً قضى أغلبه في حمل هموم الأمة العربية والاسلامية، خاصة قضيتها الأولى فلسطين.
ولد النقاش في بيروت عام 1951، وتعلم في مدرسة "المقاصد الإسلامية" في بيروت، شارك منذ صغره في حركات احتجاجية، حيث خرج في تظاهرة تضامنية مع المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد. وفي عام 1964، انتسب سراً إلى حركة فتح وأسّس "خلية المقاصد".
أضرب أنيس النقاش عن الطعام "احتجاجاً على تخاذل الدولة والعرب"، عندما دمَّرت قوة كوماندوس صهيونية الأسطول اللبناني في مطار بيروت عام 1969، وانتهى به الأمر في المستشفى. في العام نفسه، بدأ نشاطه العسكري، "بعد انتفاضة المخيمات بسبب قيام الشعبة الثانية بملاحقة الفدائيين".
كان النقاش يواكب الاحتجاجات الطلابية نهاراً، والجهوزية العسكرية ليلاً، رغم قلَّة السلاح. وخلال حرب 1973 انتظم في المجموعات الأولى التي أطلقت الصواريخ على المستوطنات.
شارك أنيس النقاش في الكثير من العمليات الفدائية وعند الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1978، انتقل أنيس النقاش إلى الجنوب مشاركاً في التصدي للعدوان.
ترك "فتح" وأسس سريتين لبنانيتين في كفرشوبا وبنت جبيل، وكان على علاقة قوية مع القائد الكبير في حزب الله عماد مغنية.
كان له دور هام في التنسيق بين قيادة الثورة الفلسطينية وقيادة الثورة الاسلامية في إيران، ونسج علاقات واسعة مع كوادر الثورة الاسلامية.
حُكم بالمؤبد لكنه سُجن لمدة 10 سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال شاهبور بختيار آخر رئيس وزراء في عهد الشاه البائد في باريس، وأفرج عن النقاش عام 1990.
اسس النقاش مؤسسة "امان" للدراسات الاستراتيجية وكانت له اسهامات كبيرة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقاومة الاسلامية وقضايا وهموم الامة الاسلامية.