وكان الإمام الجواد أعجوبة لم تسبق بها الأمة الإسلامية، فقد نهض بأعباء الإمامة بعد أبيه علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) وعمره تسع سنوات واستمرت امامته ١٧عاما.
في الكاظميةِ جَنَّةُ الرِّضْوانِ منها تفُوحُ نسائمُ المَنّانِ
فبِها أفانينُ النبيِّ كواكِباً في مرقدٍ مُستبشِرِ الأركانِ
بابُ المرادُ كبابِ حِطَّةَ مَغْنمٌ **منهُ الدخولُ الى ذُرى الغُفرانِ
فهناكَ حيثُ القُبَّتانِ جوائزٌ تترى يفوز بها بَنو الايمانِ
يا حبذا يومُ الجَوادِ مَواهباً في مَولِدٍ هو فرحةُ الأزمانِ
فابنُ الرِّضا سِبْطُ النبوَّةِ سُؤْدداً ** وهو الامامُ خليفةُ الرَّحمنِ
من ذا يُداني قدرَ آلِ محمدٍ وهم الهُداةُ ورايةُ القرآنِ
فخرْ التقيِّ مُحمدٍ هو أنّهُ كنزُ الامامَةَ في دُجى البُهتانِ
حملَ الامانةَ وهو طفلٌ يافعٌ فرأوهُ كُفؤً قاطِعَ البُرهانِ
وعلا المنابرَ عالِماً ومُفسّراً دانَ البعيدُ لعلمهِ والداني
فخُرَتْ به أركانُ مكة والصفا ** وثرى المدينةِ طاهرَ الوُجدانِ
وبه احتفى العلماءُ في طوسِ الرِّضا فهناك مَعْلَمُ والدٍ ومَعانِ
فظلامةٌ القُربى أطلَّتْ مرقداً ** في غُربةٍ بَعُدَتْ عن الأوطانِ
طوبى لدجلةَ تحتفي بوديعةٍ لمحمدٍ ووصيّهِ المتفاني
فهناك يرقدُ طاهرانِ شَهادةً وهما الى العلياء يَرتقيانِ
طاب الثرى بهما وكلُّ قوافِلٍ تسعى الىِ اُمثُولة الإنسانِ
بُشرى بمولدكَ الشريفِ إمامَنا يا ابنَ الغريبِ أناخَ في إيرانِ
مني السلامُ عليكَ بدراً كاملاً ظهرتْ مكارمُهُ بكلِّ مكانِ
يا عترةَ المختار إنّا فرحةٌ * بولادةِ السبطِ التقيِّ الحاني
جُودٌ اذا طلِبَ المُرادُ بوجهِهِ ** ظِلُّ َيُفِيءُ على اللَّهوفِ الواني
------------------
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي