1 - قال له رجل: أوصني؟ «قال(عليه السلام): وتقبل؟ قال: نعم. قال: توسَّد الصَّبر واعتنق الفقر، وارفض الشَّهوات، وخالف الهوى، واعلم أنَّك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون»[1].
2 - وقال (عليه السلام): «أوحى الله إلى بعض الأنبياء: أمّا زهدك في الدُّنيا فتعجِّلك الرَّاحة، وأمّا انقطاعك إلي فيعزِّزك بي، ولكن هل عاديت لي عدواً وواليت لي وليّاً».[2]
3 - وروي أنّه حمل له حمل بزٍّ له قيمة كثيرة، فسل في الطَّريق، فكتب إليه الّذي حمله يعرِّفه الخبر، فوقَّع بخطِّه: «إنَّ أنفسنا وأموالنا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة يمتِّع بما متَّع منها في سرور وغبطة ويأخذ ما أخذ منها في أجر وحسبة. فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره ونعوذ بالله من ذلك» [3].
4 - وقال (عليه السلام): «من شهد أمراً فكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده»[4]
5 - وقال (عليه السلام): «من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان النّاطق عن الله فقد عبدالله ; وإن كان النّاطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس». [5]
6 - قال له أبو هاشم الجعفريّ في يوم تزوَّج امَّ الفضل ابنة المأمون: «يامولاي لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم. فقال (عليه السلام): يا أباهاشم عظمت بركات الله علينا فيه؟ قلت: نعم يامولاي، فما أقول في اليوم؟ فقال: قل فيه خيراً، فإنّه يصيبك. قلت: يامولاي أفعل هذا ولا اخالفه. قال (عليه السلام): إذاً ترشد ولا ترى إلاّ خيراً»[6].
7 - وكتب(عليه السلام) إلى بعض أوليائه: «أمّا هذه الدُّنيا فإنّا فيها مغترفون ولكن من كان هواه هوى صاحبه ودان بدينه فهو معه حيث كان، والآخرة هي دار القرار». [7]
8 - وقال (عليه السلام): «تأخير التَّوبة اغترار، وطول التَّسويف حيرةٌ، والاعتلال على الله هلكة، والإصرار على الذَّنب أمن لمكر الله ( ولا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون )» [8].
9 - وروي أنَّ جمّالاً حمله من المدينة إلى الكوفة فكلَّمه في صلته وقد كان أبو جعفر (عليه السلام) وصله بأربعمائة دينار، فقال (عليه السلام): «سبحان الله ; أما علمت أنَّه لا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشُّكر من العباد». [9]
10 - وقال (عليه السلام): «إظهار الشَّيءِ قبل أن يستحكم مفسدةٌ له». [10]
11 - وقال (عليه السلام): «المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممَّن ينصحه». [11]
12 - روى الشيخ المفيد باسناده عن عليِّ بن مهزيار، عن بكر بن صالح قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثّاني صلوات الله عليه: إنَّ أبي ناصب خبيث الرَّأي، وقد لقيت منه شدّة وجهداً، فرأيك - جعلت فداك - في الدُّعاءِ لي، وما ترى - جعلت فداك ـ؟ أفترى أن أكاشفه أم اُداريه؟
فكتب (عليه السلام): «قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدُّعاءَ لك إن شاء الله، والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسر، فاصبر فإنَّ العاقبة للمتَّقين. ثبَّتك الله على ولاية من تولّيت، نحن وأنتم في وديعة الله الّذي لا تضيع ودائعه».
قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه [عليه] حتّى صار لا يخالفه في شيء. [12]
13 - وقال: «ملاقاة الإخوان نشرة وتلقيح للعقل وإن كان نزراً قليلاً». [13]
14 - عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «انّ في الجنّة باباً يقال له المعروف لا يدخله إلاّ أهل المعروف فحمدت الله تعالى في نفسي وفرحت بما اتكلف من حوائج النّاس، فنظر اليَّ (عليه السلام)، فقال: نعم تمّ على ما انت عليه فإنّ أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في الآخرة جعلك الله منهم يا أباهاشم ورحمك». [14]
15 - عنه، عن أبي هاشم الجعفري قال: «سأل محمد بن صالح الأرمني عن قول الله تعالى: ( لله الأمر من قبل ومن بعد ): فقال (عليه السلام): من قبل ان يأمر ولله الأمر من بعد ان يأمر بما يشاء»، فقلت في نفسي: هذا تأويل قول الله تعالى: ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله احسن الخالقين ) فقلت: اشهد انّك حجّة الله وابن حجّته على العباد».[15]
16 - وقال (عليه السلام): «من أطاع هواه أعطى عدوَّه مناه».
17 - وقال (عليه السلام): «راكب الشهوات لا تستقال له عثرة». [16]
18 - وقال (عليه السلام): «نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر». [17]
19 - وقال (عليه السلام): «كيف يضيع من الله كافله، وكيف ينجو من الله طالبه، ومن انقطع الى غير الله وكّله الله اليه». [18]
20 - وقال (عليه السلام): «اتّئد تصب أو تكدّ». [19]
21 - وقال (عليه السلام): «من لم يعرف الموارد أعيته المصادر». [20]
22 - وقال (عليه السلام): «من انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة، فقد عرض نفسه للهلكة والعاقبة المتعبة». [21]
23 - وقال (عليه السلام): «من هجر المداراة قاربه المكروه». [22]
24 - وقال (عليه السلام): «اياك ومصاحبة الشرير فإنه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره». [23]
25 - وقال (عليه السلام): «عزّ المؤمن غناه عن الناس». [24]
26 - وقال (عليه السلام): «لا يضرّك سخط من رضاه الجور». [25]
27 - وقال (عليه السلام): «كفى بالمرء خيانة ان يكون أميناً للخونة». [26]
28 - وقال (عليه السلام): «من عمل على غير علم ما يفسد اكثر مما يصلح». [27]
29 - وقال (عليه السلام): «القصد الى الله تعالى بالقلوب ابلغ من اتعاب الجوارح بالاعمال». [28]
30 - وقال (عليه السلام): «من عتب من غير ارتياب اعتب من غير استعتاب». [29]
31 - وقال (عليه السلام): «الثقة بالله ثمن لكلّ غال وسلّم الى كل عال». [30]
32 - وقال (عليه السلام): «اذا نزل القضاء ضاق الفضاء». [31]
33 - وقال (عليه السلام): «غنى المؤمن غناه عن الناس». [32]
34 - وقال (عليه السلام): «من لم يرض من اخيه بحسن النيّة لم يرض بالعطية». [33]
35 - وقال (عليه السلام): «قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعاً لما تهواه». [34]
36 - وقال (عليه السلام): «الحوائج تطلب بالرَّجاء وهي تنزل بالقضاء، والعافية أحسن عطاء». [35]
37 - وقال (عليه السلام): «لا تعادي أحداً حتّى تعرف الّذي بينه وبين الله تعالى، فإن كان محسناً فإنّه لا يسلّمه إليك وإن كان مسيئاً فإن علمك به يكفيكه فلا تعاده». [36]
38 - وقال (عليه السلام): «لا تكن وليّاً لله في العلانية، عدوّاً له في السّرِّ». [37]
39 - وقال (عليه السلام): «التّحفّظ على قدر الخوف». [38]
40 - وقال (عليه السلام): «الأيّام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة». [39]
41 - وقال (عليه السلام): «تعرف عن الشّيء إذا صنعته لقلّة صحبته إذا أعطيته». [40]
42 - عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عن أبيه علي عن أبيه موسى عن آبائه عن علي(عليه السلام). قال: «بعثني النبي(صلى الله عليه وآله) الى اليمن فقال لي وهو يوصيني: ياعلي ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ياعلي عليك بالدُّلجة فإن الارض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، ياعلي اغد بسم الله فإن الله بارك لاُمتي في بكورها». [41]
43 - عنه (عليه السلام) قال: «من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنة».
44 - عنه (عليه السلام) انه قال: «لو كانت السموات والارض رتقاً على عبد ثم اتقى الله تعالى لجعل منها مخرجاً».
45 - وقال (عليه السلام): «انه من وثق بالله أراه السرور».
46 - وقال (عليه السلام): «من توكل على الله كفاه الاُمور».
47 - وقال (عليه السلام): «الثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلاّ المؤمن».
48 - وقال (عليه السلام): «التوكل على الله نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو».
49 - وقال (عليه السلام): «الدين عز والعلم كنز والصمت نور وغاية الزهد الورع ولاهدم للدين مثل البدع ولا افسد للرجال من الطمع وبالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية».
50 - وقال (عليه السلام): «من ركب مركب العمر اهتدى الى مضمار النصر ومن شتم اجيب ومن غرس اشجار التقى اجتنى أثمار المنى».
51 - وقال (عليه السلام): «اربع خصال تعين المرء على العمل، الصحة والغنى والعلم والتوفيق».
52 - وقال (عليه السلام): «ان لله عباداً يخصّهم بدوام النعم فلا تزال فيهم ما بدّلوا لها فإذا منعوها نزعها عنهم وحوّلها الى غيرهم».
53 - وقال (عليه السلام): «أهل المعروف الى اصطناعه احوج من أهل الحاجة اليه لأن لهم اجره وفخره وذكره فما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبدأ فيه بنفسه».
54 - وقال (عليه السلام): «من أمّل انساناً هابه ومن جهل شيئاً عابه والفرصة خلسة ومن كثر همّه سقم جسده وعنوان صحيفة المسلم حسن خلقه».
55 - وقال (عليه السلام) في موضع آخر: «عنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه».
56 - وقال (عليه السلام): «الجمال في اللسان والكمال في العقل».
57 - وقال (عليه السلام): «العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى، والصبر زينة البلا، والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والحفظ زينة الرواية، وخفض الجناح زينة العلم، وحسن الأدب زينة العقل، وبسط الوجه زينة الكرم، و ترك المن زينة المعروف، والخشوع زينة الصلوة، والتنفل زينة القناعة، و ترك ما يعني زينة الورع».
58 - وقال (عليه السلام): «حسب المرء من كمال المروة ان لا يلقى أحداً بما يكره، ومن حسن خلق الرجل كفه أذاه، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه، ومن كرمه ايثاره على نفسه، ومن صبره قلة شكواه، ومن عقله انصافه من نفسه، ومن انصافه قبول الحقّ اذا بان له، ومن نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه، ومن حفظه لجوارك تركه توبيخك عند اشنانك مع علمه بعيوبك، ومن رفقه تركه عذلك بحضرة من تكره، ومن حسن صحبته لك كثرة موافقته وقلة مخالفته، ومن شكره معرفته احسان من احسن اليه ومن تواضعه معرفته بقدره، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب غيره و عنايته بصلاح عيوبه».
59 - وقال (عليه السلام): «العامل بالظلم والمعين له والراضي شركاء»[42].
60 - وقال (عليه السلام): «يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجور على المظلوم».
61 - وقال (عليه السلام): «من اخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل والطامع في وثاق الذلّ ومن طلب البقاء فليعد للمصائب قلباً صبورا».
62 - وقال (عليه السلام): «العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم».
63 - وقال (عليه السلام): «الصبر على المصيبة مصيبة للشامت».
64 - وقال (عليه السلام): «مقتل الرجل بين فكيه والرأي مع الأناة وبئس الظهر و بئس الظهير الرأي القصير الرأي الفطير».
65 - وقال (عليه السلام): «ثلاث خصال تجلب بها المودة: الانصاف والمعاشرة والمواساة والشدة والانطواء على قلب سليم».
66 - وقال (عليه السلام): «الناس اشكال وكلّ يعمل على شاكلته، والناس اخوان فمن كانت اخوته في غير ذات الله تعالى فإنها تعود عداوة، وذلك قوله عزّ وجلّ: (الاخلاّء بعضهم لبعض عدو الاّ المتقين)».
67 - وقال (عليه السلام): «من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه».
68 - وقال (عليه السلام): «كفر النعمة داعية للمقت ومن جازاك بالشكر فقد اعطاك اكثر ممّا أخذ منك».
69 - وقال (عليه السلام): «لا تفسد الظن على صديق قد اصلحك اليقين له، ومن وعظ أخاه سرّاً فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه».
70 - وقال (عليه السلام): «كل الشريف من شرفه علمه والسؤدد كل السؤدد لمن اتقى الله ربه».
71 - وقال (عليه السلام): «لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم وارحموا ضعفاءكم واطلبوا من الله الرحمة بالرحمة فيهم».
72 - وقال (عليه السلام): «من أ مّل فاجراً كان أدنى عقوبته الحرمان».
73 - وقال (عليه السلام): «موت الانسان بالذنوب اكثر من موته بالأجل وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر[43]».
[1] تحف العقول: 335.
[2] تحف العقول: 335.
[3] تحف العقول: 335.
[4] تحف العقول: 336.
[5] تحف العقول: 336.
[6] تحف العقول: 336.
[7] تحف العقول: 456.
[8] تحف العقول: 456.
[9] تحف العقول: 335.
[10] تحف العقول: 336.
[11] تحف العقول: 336.
[12] أمالي المفيد: 191.
[13] أمالي المفيد: 329.
[14] الثاقب في المناقب: 226.
[15] الثاقب في المناقب: 226.
[16] بحار الأنوار: 70 / 78.
[17] بحار الأنوار: 71 / 53.
[18] بحار الأنوار: 71 / 155.
[19] بحار الأنوار: 71 / 340.
[20] بحار الأنوار: 71/340.
[21] بحار الأنوار: 71/340.
[22] بحار الأنوار: 71 / 341.
[23] بحار الأنوار: 74 / 198.
[24] بحار الأنوار: 75 / 109.
[25] بحار الأنوار: 75/380.
[26] بحار الأنوار: 75/380.
[27] بحار الأنوار: 78 / 346.
[28] بحار الأنوار: 78 / 364.
[29] بحار الأنوار: 78/364.
[30] بحار الأنوار: 78/364.
[31] بحار الأنوار: 78/364.
[32] بحار الأنوار: 78/364.
[33] بحار الأنوار: 78/364.
[34] بحار الأنوار: 78/364.
[35] بحار الأنوار: 78 / 365.
[36] بحار الأنوار: 78 / 365.
[37] بحار الأنوار: 78 / 365.
[38] بحار الأنوار: 78 / 365.
[39] بحار الأنوار: 78 / 365.
[40] بحار الأنوار: 78 / 365.
[41] تاريخ بغداد: 3 / 54، والوفيات: 3 / 315.
[42] كشف الغمة: 2/348.
[43] الفصول المهمة: 274 - 275.