وانتقد نصر الشمري الساسة المنبطحين الذين يعيقون طرد المحتلين من البلاد، مؤكدا أن الامريكان لا يفهمون سوى لغة القوة ولا سبيل لطردهم من العراق إلا باستمرار ضربات المقاومة.
كما وصف الانظمة العربية المطبعة بـ"الخونة والفاسدين"، مصرحا أن العراق لم ولن ينضم الى مشروع الخزي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
واضاف "لقد كان لواء الاسلام الحاج قاسم سليماني هو القائد الميداني الحقيقي لمحور المقاومة من فلسطين مرورا بلبنان وسوريا والعراق واليمن وافغانستان، ولا ينتهي عمله بالجمهورية الاسلامية، بل يتعدى ذلك وصولا الى كل مواجهة لقوى التحرر ضد المستكبرين والمحتلين والظالمين حيثما كانت.
وكذلك كان يسير على نهجه وخطاه الشهيد القائد ابو مهدي المهندس (رحمه الله)، فلم يكونا مجرد قادة عسكريين يخططون للعمليات ويقودانها من مواضع محصنة وانما كانت قيادة محمدية علوية في الصفوف الاولى من ارض الميدان ولم يبخلا يوما بروحيهما على ابنائهم المجاهدين.
وقد كان لهذا الامر اعظم الاثر واوسع البركات، فبمجرد تواجد احدهما او كليهما كان يشد من عزيمة المجاهدين ويلهب حماسهم وينسيهم احيانا حتى طلب الاحتياجات الاخرى للمعركة ويندفعون لتحقيق نتائج كبرى بامكانات بسيطة.
ولم يكن وجودهم وحضورهم مصدر حماس وقوة عسكرية فحسب، بل كان مصدر اشعاع ايماني وتربوي وفكري، وهو الامر الذي ما انفك الشهيدين يقومان به ولم يتركاه حتى في احلك ظروف المعارك، فكانا يوصيان بالصلاة والدعاء والاوراد المأثورة عن المعصومين عليهم السلام في احلك المواقف واصعب الظروف. وهكذا تحققت الانتصارات الكبرى في مختلف الساحات رغم تكالب الاعداء وشدة المواجهة.
ولو كانت حياتهم عبرة ومدرسة فلقد كان في شهادتهم الف عبرة والف درس من حيث الاختيار الالهي لهول وقع الاستشهاد وقبح جريمة المعتدي الاثيم والاثار العظيمة التي ترتبت وتترتب يوميا على هذا العروج الملكوتي العظيم حتى ان العالم كله لم يعد بعد استشهادهما كما كان قبله وسنرى قريبا نتائج عظيمة ببركة هذه الدماء الزكية.
وتابع "ليس هناك الا سبب واحد ادى الى تأخير تنفيذ قرار البرلمان العراقي، وهو الساسة المنبطحين امام ارادة امريكا الذين انتجوا حكومات اكثر انبطاحا منهم.
هم لايرون لأنفسهم وجوداً بزوال المحتل الامريكي البغيض لانهم قطعوا حبالهم مع شعبهم وجمهورهم ووصلوها بالمحتل طمعا ان يترك لهم فتات ما يسرقه من بلادهم.
السبيل الوحيد لطرد القوات الامريكية من العراق هو ضربات المقاومة واستمرارها، فامريكا لاتفهم سوى لغة القوة. ينبغي ان لايلتفت احد لجعجعتها وابواقها، فكلما زادوا زادت المقاومة وسيرحلون قريبا بعون الله وسيتركون عملائهم الصغار امام عقاب الشعب الذي لن يسامحهم على ما اقترفوه بحقه.
وحول تطبيع الدول العربية مع كيان الصهيوني اشار الشمري ان "العراق لم ولن يطبع مع الكيان الصهيوني. وارض علي والحسين وابي الفضل العباس اطهر من ان يدنسها المطبِعون. كل من يفكر بالتحرك في هذا الاتجاه وفي هذا المستنقع الاسن، فهو يكتب نهايته بيده فمن هذه الارض سوف يكون فرج الله ووعده ولاشك في ذلك لمن في قلبه ذرة من ايمان.
اما دويلات الخليج الفارسي فهي في الواقع ليست مطبعة فقط مع اسرائيل وانما هي وجدت لضمان بقاء هذا الكيان الغاصب الاثيم، وكل ما حصل في الاونة الاخيرة هو اظهار ماكان تحت الطاولة الى فوقها اي انهم فقط اظهروا علاقاتهم مع اسرائيل للعلن بعد ان كانوا يخفونها لسنوات وهم بذلك وصلوا الى قعر مستنقع الرذيلة والهوان الذي سيؤدي بهم الى ان تلفظهم شعوبهم ويلعنهم تاريخ امتهم الذي لوثوه بخياناتهم وارهابهم وفسادهم.
وتابع ان "كان الشهيد الحاج قاسم سليماني له مقولة مهمه فحواها: "من لم يعش حياة الشهداء فلن يموت موت الشهداء"، وكما كانت حياة الحاج قاسم سليماني عبرة لكل المجاهدين والسائرين على طريق الامام الحسين عليه السلام فان شهادته كانت اعظم عبرة وابلغ رسالة لكل الاحرار، تعلمنا منها ونتعلم ان الثبات على الموقف والعقيدة يكتب بالدم قبل الكلام وان المدافع عن حرم الله يجب ان يكون متأسيا بابي الفضل العباس مستعدا لقطع اليمين والشمال وتناثر الاوصال في سبيل الله.
كما تعلمنا من الشهيد سليماني، ان الطرق مهما تشعبت فليس من طريق اقرب الى الله من طريق ولي الله الاعظم ونائبه وان تكالبت الاعداء ضد هذا الطريق القويم، وان الساعي الى هدف سيصل مهما طال الزمن وها قد نال الشهادة مثلهما بعد جهاد استمر ۴۰ عاما.
وتعلمنا منه ان العدو وان كان قادرا على سلب حياتنا بابشع الطرق فلا نجعله قادرا على ان يسلب ايماننا، فاننا انما تنتصر بهذا الايمان الذي يستمد قوته من قوة الله عز وجل. وان الفرج قريب والنصر ات تلوح طلائعه يبصرها كل ذي بصيرة.