اللهم صل على محمد وآل أحمد الطيبين الطاهرين الذين اذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطيرا.
🍃🍂🍃🍂
فاطمة هكذا عاشت وهكذا توفيت، وبعد وفاتها عايشت التاريخ من جديد، ومن الممكن رؤية ظلالها على وجوه أولئك البؤساء والضعفاء والمظلومين الذين تكاثروا عبر الزمن الإسلامي، هؤلاء الذين رفعوا اسم فاطمة شعاراً لقضيتهم.
فذكرى فاطمة ملهمة للنساء والرجال الذين ناضلوا على طول التاريخ الإسلامي من أجل الحرية والعدالة، وكانت تكبر وتكبر هذه الذكرى على مدى العصور وترادف القرون وتحت الهراوات المدماة لخلفاء الجور وأمراء الظلم والطغيان، حتى تصبح بلسماً لجروح كل المقهورين.
هكذا كانت وهكذا تكون فاطمة في تاريخ الشعوب المسلمة والمحرومة، فاطمة هي معين الحرية والمطالبة بالحقوق والعدالة والنضال ضد الظلم والعنف والتمييز.
الحديث عن فاطمة صعب للغاية، ففاطمة هي "المرأة" مثلما أرادها الإسلام أن تكون، لقد رسم النبي الأكرم صورتها وصهرها في بوتقة الفقر والألم والتعليم المتقن، فأبرز بذلك معالم شخصيتها الإنسانية الأصيلة.
لقد كانت مثلاً في مختلف نواحي شخصيتها النسوية:
مثال "البنت" أمام الوالد.
مثال "الزوجة" أمام زوجها.
مثال "الأم" أمام أبنائها.
مثال "المرأة المناضلة، صاحبة القضية" أمام عصرها ومصير أمتها، هي بحد ذاتها "إمامة" أو قائدة بالشكل النموذجي والمثالي،لقد جسدت الدور الحقيقي للمرأة القدوة، و "الشاهدة" لكل أمرأة تريد أن تخلق ذاتها بنفسها.
في طفولتها المبهرة ونضالاتها الدائمة في الجبهتين الخارجية والداخلية، في بيت أبيها، منزل زوجها، في مجتمعها، في فكرها وسلوكها ومعيشتها أجابت في ذلك كله عن صيرورة المرأة.
لا أدري ما أقول؟ قلت الكثير، ولم أقل كثير آخر:
ومن بين ما يدهش في الروح الكبيرة لفاطمة، أن فاطمة كانت رفيقة لروح علي الكبرى والمحلقة في أجوائه العليا، فهي إلى جانب علي لم تكن امرأة فحسب، لأن علياً بعدها اتخذ نساءً أخريات، فعلي كان يراها بعين الرفيق، التي تحس بآلامه وتعرف آماله، وأنيسة وحشته ومخزن أسراره وحديث وحدته.
وكان علي هكذا ينظر إليها ويقيمها وأطفالها بشكل مغاير،
فبعد فاطمة، علي يتزوج نساء أخريات ويولد له أطفال، لكنه ومنذ بادئ الأمر يفصل أبناءه من فاطمة عن بقية الأولاد فهؤلاء يخاطبهم "بأبناء فاطمة" والبقية "أبناء علي".
وا عجبا، في مقابل الأب، وهو علي، ينسبون الأطفال لأمهم، لم يكن هذا السلوك فريداً من علي عليه السلام، بل كان النبي صلى الله عليه وآله ينظر إلى فاطمة بمنظار آخر، وكانت الوحيدة التي يشدد عليها، ومن بين الجميع كان يلجأ إليها، وفي صباها كان يخاطبها بلسان الرسالة الكبرى.
الدكتور الشهيد علي شريعتي رحمه الله
عظم الله أجورنا واجوركم بهذا المصاب الأليم، مصابنا ببضعة الرسول الأعظم (ص) وقرة عينه، سيدة نساء العالمين، وشفيعتنا يوم الدين فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام.